الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية والأفاعي

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 3 / 15
القضية الفلسطينية


تنسم بالامس الأسير اللواء فؤاد الشوبكي هواء الحرية أخيراً، وخرج من باستيلات الصهاينة محمولاً على أكتاف أبناء شعبه، الى فضاء يرى فيه عالماً منع من رؤيته سبعة عشر عاماً، حَجبوا عنه البصر ولم يقدروا حَجب البصيرة، فهو المناضل الذي افتدى فلسطين بروحه ودمه وبجسده المنهك بأمراض الشيخوخة وظلام المعتقل وسوء السجن ومعاملة السجان، مناضل عز نظيره، شيخ الأسرى المنهكين والمضطهدين في غياهب السجون الصهيونية، بلا حفاظ على آدميتهم ولا معاملة انسانية لما يعانونه من أمراض وأوجاع، بل يُحَول السجان يومياً أوجاعهم لسلاح لاخضاعهم ومساومتهم وكسر شوكة الفلسطيني الثائر فيهم، وهو الأمر الذي انعكس عليه، فهم أحرار في وجوده يأسرونه الى جوارهم ليحرموه مما يحرمهم منه.
ولعله الفرح الفلسطيني الناقص، فالغياب القسري للأسرى، يحملهم من عالم ألفوه بقسوته وظلمته وندرة الفرح فيه ، الى عالم موازٍ يحتاج منهم طاقة اضافية للتكيف معه والتعود عليه، وبذل جهد لمحاولة فهمه والتأقلم معه، وهو مضطرون أيضاً حتى بعد انتهاء الحكم الجائر التعامل مع قوة الاحتلال ومستوطنيها ومحاولة مجابهتهم، والاستماع الى تراهاتهم ودعواتهم المقيتة لقتله أو نفيه أو حتى اعادته الى المعتقل، فهي قوة استعمارية بنظام بوليسي، لا تكتفي بأخذه بعيداً الى عالم السجون والتغييب والمنع من رؤية أقرب المقربين، بل تلاحقه حتى بعد خروجه الى العالم حراً، ولا ترضى حتى بأحكام محاكمها الصورية التي تقطر سماً زعافاً، ولا يخرج من أفواه جلاديها إلا الموت الزؤام.

ولعل الأفاعي الصهيونية لا يهنأ لها بال بعد سباتها، إلا بتنغيص حياة الفلسطيني وسلبه حتى أبسط أدوات الفرح، فخرجت علينا أسرة الجندي الاسرائيلي هدار غولدين، في الساعات الأخيرة بمؤتمر صحفي، تطالب بترك اللواء الشوبكي "بالتعفن داخل السجن" ما دام ابنها مجهول المصير، وأمطرت هذه الأسرة المستوطنة فلسطين والفلسطينيين بسهامها المسمومة، ولم تعلم تلك الأسرة المستوطنة التي لا تملك في فلسطين إلا أمتار مغتصبة، أن الشوبكي بطل فلسطيني مارس حقه في الكفاح كما أبناء شعبه، لاسترداد وطنهم من أخر احتلال على وجه البسيطة، وهذا حق كفلته كل الشرائع والقوانين في العالم، وحتى تلك القوانين التي منحت الاحتلال ظلماً وعدواناً فلسطين على طبق من ذهب، وتتناسى أن ابنها التي تدعو لإطلاق سراحه هو جندي مستوطن يذيق شعبنا الويلات كل يوم على حواجزه العسكرية ومعتقلاته العسكرية ومراكز التحقيق والتوقيف، وكل مكان يتلوث بوجود جنوده فيه، فالحرية لابنها فقط! ولا يمكن بأي حال من الأحوال التي تكون لأبناء الشعب الفلسطيني الذي يقبع حتى تاريخ 12/2/2023، 4780 أسيراً في معتقلاته، منهم 160 طفل، 29 أسيرة، 40 أسير أمضوا محكومية تزيد عن 25 سنة، فأين الحرية ولمن نطالب بها، للشعب الواقع تحت نير الاحتلال، أم لجلاديه وزبانيته، وهي أرقام قابلة للزيادة في كل دقيقة على مدار اليوم، فحياة الفلسطيني مهددة في كل لحظة بالاختطاف.
يتناسى الصهاينة كل يوم ومنهم عائلة غولدين، أن هذا التراب الوطني لا يقبل القسمة على اثنين، وأن هذا الشعب لن ولم ينسى حقه في فلسطين التاريخية، وأن هذا الاستحقاق سيأتي يوماً طال الزمن أو قصر، فشعب عرف التضحية جيل بعد جيل، وانتصر على كل من قدموا لاحتلاله لن يبقى مكتوف اليدين لما يواجهه من ظلم وعدوان، ومهما اختلف المحتل سيبقى هذا الشعب محافظاً على حريته ومطالباً ولو بالقوة بعودة هذه الأرض، فالسلام إن يزر أرض السلام، فالطوفان من بعدنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!