الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12764 .الشاعر نصف إله ساحر

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2023 / 3 / 15
الادب والفن


القصيدة الشعرية في البلاد العربية والمهاجر لم تُقدم لنا مشروعاً أصيلاً كمؤرخة لأحداث الربيع العربي ولا هي ارتقت لمصافي عمق وألم المأساة السورية والعراقية التي فاقت المآسي .
أجل مع التأكيد سيبقى الشعر حاجة إنسانية راقية ما بقي الإنسان .
الشاعر نصف إله ٍ ساحر. يُقيم طقوسه ُ على معابد الروح والعقل و فن الرعشة والدهشة والإبهار أسلوبه وإذا لم يأخذك إلى سماء السماوات فهو ليس سوى أحد المهرجين .
إنما ما أود أن أقف عنده في هذه الجزئية هو:
ماجرى للقصيدة الشعرية العربية بعد الأحداث التي أسموها زوراً وبهتاناً (بالربيع العربي).
ومن خلال قراءة متواضعة تبلغ درجة النقد لأغلب ما كتبته الشواعر والشعراء العرب والذي تمكنتُ من قراءته أو الاستماع إليه وأخص شعراء سورية خلال مدة المأساة .فقد جدتُ أن القصيدة الشعرية تقليدية كانت أم تفعيلية أو نثرية .فقد أصابها الإغماء العاطفي الصادق أولاً .وعدم قدرتها على تحقيق أقل نسبة من البلاغة ثانياً .كما أنها لم تتمكن من تحقيق الوجود الفعلي لمفهوم القصيدة العصماء ثالثاً.مع استثناءات أستطيع أن أحددها في رقم لايتجاوز ال17% . مما يُنشر سواء أكان في إصدارات المجموعات الشعرية أو في نتاج مايُكتب في المهاجر أو من خلال منتديات أو أمسيات أو مهرجانات .
أجل أننا أمام مشهد لم نعد نقرأُ قصيدة تهزنا من الأعماق على الرغم من وجود بعض الشعراء الذي يظنون بأن مايقدمونه يرتقي لمستوى ا لقصيدة الشعرية .
وأما بعضهم نراه يغطّ في حمأة النظم والنظم الخالي كليا من عبق الشعر .وكما نعرف هناك خلاف كبير بين النظم والشعر.
أو أنّنا نرى من يكتب قصيدة وكأنها أرجوزة .والفارق واسع بين القصيدة والأرجوزة .لأنّ آلية الوزن دون الخيال الجامح والعاطفة والمحسنات والموهبة الناضجة والمعاناة وتصويرها بشكل شفيف .يُفقد القصيدة مقوماتها وأهدافها .أضف إلى بقية أغراضها ومضامينها .
القصيدة العربية بعد الربيع العربي. ( عفوا الخريف الفوضوي).سواء أكانت عامودية أو تفعيلية أو حرة أو نثرية دون مستوى النثر فقط رصف كلمات وهذيان .
لم تُقدم لنا مشروعاً أصيلاً كمؤرخة للأحداث العربية بدءا مع ثورة الياسمين في تونس إلى ليبيا فمصر وأخيرا استقرار الحراك في سورية ولم يتزحزح .ذاك الذي أقام الواقع السوري ولم يُقعده.
ولنا أن نؤرخ حقيقة أنّ الشواعر والشعراء لم نقرأ لهم خلال هذه المدة من المأساة قصائد بعدد أصابع الكفين تستحق الوقوف عندها لا بل توقف التاريخ وتهز أركانه كقصائد شعراء المهجر .
والسؤال لماذا هذا الترهل؟ هل هناك من سبب يخص الأحداث أم هناك ما لا نعرفه؟!!
أم أنّ الشعراء كباقي البشر زهدوا من أوضاع بلادهم وحالتهم السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية أم أصابهم ذاك الخذلان السياسي والحقوقي والإنساني وفقدوا أية فسحة من الأمل أمامهم ؟!
الجواب الذي نعرف يقول وهو وجهة نظر غير ملزمه.
بأنّ الحالة النفسية والفكرية والوجدانية والوطنية والعالمية والأحداث تغيرت بفعل كوني عام مع مؤثرات التقنية والميديا وغيرها. مما جعل الشعر يتراجع كما تراجعت كل المنظومات الفكرية والفلسفية والوجدانية والقيمية .وفي هذا السياق فالحياة برمتها نراها تختلف تضاريسها .
إلا أننا لا نعدم في هذا المجال من وجود شعراء وشواعر عاشوا إما داخل الوطن المحاصر أو في المغتربات وكانت توحدهم الهموم والدماء والمعناة. فنجدهم يُبدعون وهؤلاء هم من أصل الرقم الذي حددناه وقلنا عنه أنه لا يتجاوز عدد أصابع اليدين ال12%
لقد جسد هؤلاء القلة العددية إبداعاتهم الشعرية في مهرجانات أُقيمت في غير مكان وأهمها إستنبول عام 2021م. وقد تبنتها الجمعية الدولية للشعراء العرب .وأخص الدورة الثالثة والتي أسس لها الإعلامي مدير المهرجان الشاب الفلسطيني السوري الشاعر مصطفى مطر .وعلى الرغم من أنهم يمثلون فصيلاً سورياً معارضا إلا أنني أتناول الموضوع لضرورة أنني أزعم بموضوعية القراءة بعيداً عن مع أو ضد .ولأنني أؤمن بسوريتي ليس إلا ولأنّ رأيي يخص الشعر السوري على وجه الخصوص .لهذا استمعتُ إلى أغلبهم فوجدتهم شعراء .شعراء بالنسبة للتقنية الشعرية .وأما المواضيع فكانت حقاً تؤسس لوقفة مع شعراء حقيقيين. حيث نرى الشعر وهو يُنطق بلغة ٍ فيها مايقربنا من شعراء الأزمنة التي كان فيها الشعر سيدا. .
وكانت قصائدهم أغلبها مجنحة رغم الألم .وهؤلاء ليسوا جميع من يُعاقر الشعر في سورية إنما يبقون علامة فارقة في بلاد الاغتراب.
بينما نرى من يسمون أنفسهم بشعراء ويدعون أنهم يكتبون الشعر .والحقيقة يقع الناقد والعارف والمتذوق ومن يكتب الشعر بحيرة تقول : على أيّ مبدأ نصنف هؤلاء بمايدعون به من أنه شعراً؟
لو نحن أخذنا بعين الاعتبار خاصية الشعر العربي سواء أكان القصيدة العامودية أم قصيدة التفعيلة أو القصيدة الحديثة .إنما هؤلاء يُقدمون لنا نوعاً آخر لايدخل في هذا ولا ذاك .ولايمكن قياسه سوى في خاصية جديدة ربما كانت ستُعتمد قريباً .لهذا نقول إنّ هذا الأمر تُحدده الذائقة الشعرية المستقبلية بعد ربع قرن من الآن ،إنما مايكتبه هؤلاء بحسب الذائقة والتقنية ومفهوم الشعر فليس سوى هذيان قياساً للقياسات والضوابط الشعرية . دعنا نقول يكتبون الحداثة والسؤال أيّ حداثة هذه ،وكل مايكتبونه لا يُحرك في الحائط أية مشاعر ، ولا أدري أيّ غاية يبغون مما يكتبون ربما أجهل ذلك وأتحفظ على أن أسميه من الشعر حتى أتعسهُ؟!!
وربما كانت مقطوعة نثرية بأسلوب إبداعي تُحرك الحجر. أما هؤلاء يكتبون ولا أدري أيّ من البشر مستعد أن يقرأ لهم ؟!! ـ اعتراضية ـ هذا إذا صنفناهم في مرتبة الشاعر .فالشاعر الذي لايجعلك تهتز من أعماقك حين تقرأ له أو تسمع منه. فذاك ليس بمرتبة المهني وراعي للغنم ليس إلا .
كما أشير أخيراً إلى من ينظمون القصائد في كل المناسبات والأزمنة والمواضيع . أقول لهم مباركة لكم التقنية وحفظ البحور وهذه المادة المتدفقة من المواضيع .إنما الشعر يختلف عن الصناعة .الشعر يدخل قلبك وعقلك فيحيلك إلى روضة غناء وكأنه انثى فائقة الجمال والدلع .يأخذك بكليتك ويطوح بك في مجاهل النشوة والسكر. الشعر ليس رصف كلمات ولا معرفة بالأوتاد والسكنات ولا هي بالقوافي ولا بالمحسنات. الشعر هو أن تكون نصف إله ساحر. يأخذ أتباعه نحو مروج الخمور المعتقة في الجرار فيرشفون ولا يرتوون.
الشعر ياصاحِ ومضة عاشق سكران ،أو دمعة مقهور حتى الغثيان ،أو انتصار شعب على ظالمه. الشعر أحد المقدسات لايُمارس طقوسه إلا الأنبياء ممن قُدت أرواحهم ومشاعرهم من مشاعر ملائكة أرضيين .
يعتصمون بموهبة متأصلة ويُجيدون أدواتهم وأيّ إجادة ، علمتهم آلهة الجمال والحق والخير كيف يكتبون ومتى تهزهم الرعشة فينتفضون . الشعر يا صاح ِ ليس كما تدعي بل هو أبجدية الحياة حين يكون المولود شرعياً ومشروع خلود .
.#اسحق قومي. 23/2/2023م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا