الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغييرات الاجتماعية ليس الجمود والثبات وإنما التقدم والتطور

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إننا نستطيع أن نغير بعض المظاهر، ونخترع بعض الأشياء العلمية ونكتشف بعض الظواهر الطبيعية، ولكننا لا نستطيع أن نوقف عجلة الزمن وحتمية التاريخ نحو التقدم والتطور لأن ديناميكية الحياة وتقدمها وتطورها تدفع مسيرة التاريخ إلى أمام لأن ليس من طبيعتها الجمود والثبات حسب طبيعتها وتكييفها بعضها مع بعض بصورة متبادلة تخضع لقوانين موضوعية مستقلة عن إرادة الإنسان التي تعبر عن الضرورة التاريخية في التقدم والتطور الاجتماعي التي اكتشفتها العلوم الاجتماعية والتي تعتبر انعكاساً للعلاقات الاجتماعية الضرورية بين الحوادث وحركات التقدم والتطور التي تجري مستقلة عن إرادة الإنسان.
فالقانون إنما هو علاقة تنبثق من طبيعة الأشياء من سياق حركات التطور ومن سياق الأحداث وقد تكون الصلة بين الحوادث وحركات التطور خارجية وعرضية أو داخلية أساسية عندما تولد بالضرورة حوادث حادثاً آخر كما يولد السبب النتيجة التي مضى زمانها فتصبح في ظروف مجتمع متناقض وتناحري يؤدي في النهاية إلى تغيير الواقع الاجتماعي ضد الواقع الجامد والثابت الذي يعتبر حجر عثرة ومعرقلاً لإرادة التاريخ في التقدم والتطور.
فالقانون العام يعكس العلاقة المتبادلة الديالكتيكية بين القوى الاجتماعية المتناقضة التي هي (المضمون) وبين العلاقات الجامدة والثابتة التي تشكل (الشكل) لأن أي تغيير يطرأ على (الشكل) نتيجة تغييرات تحدث على (المضمون) مما يؤدي إلى انفجار (ألمضمون) الذي يمثل القوى الاجتماعية التي تعمل من أجل التغيير (للشكل) وتحقيق التغيير.
لقد بينت السنين الطويلة التي مضت أن العملية السياسية العراقية تواجه صعوبات جدية واختلالات كبيرة وإنها تعاني من عطب كبير لكونها سارت لفترة طويلة بعكس مسارها المفترض لأنها انطلقت من أسس مشوهة كما توضحها العشرين سنة الماضية من الفشل المزمن في تحقيق تطلعات وأماني الشعب العراقي في إقامة البديل الذي يكفل تحقيق العدالة الاجتماعية للشعب العراقي وإنما سبب غياب الأمن والاستقرار وضياع الأفق وضبابية المستقبل من خلال العجز في أداء الدولة لوظائفها الذي يتجلى بوضوح في مجال تقديم الخدمات الصحية ثم التعليم والقطاع الاقتصادي وغيرها من الأزمات البنيوية العميقة المتعددة التي أخمدت شعلة الأمل لدى الشعب العراقي.
إن الواقع العراقي يتطلب عملية التغيير التي تعتبر عملية طويلة وشاقة وتحتاج إلى كثير من القضايا والإجراءات من بينها قوى مؤمنة ومعبرة عن رغبات وتطلعات المجتمع في ترجمة القيم والأفكار في الواقع العملي وبلورة الصيغ التنظيمية القادرة على إحداث التغيير التدريجي في ميزان القوى الذي يسمح بالانتقال إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية عصرية على قاعدة العدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -ميراج 2000- لأوكرانيا.. هل يغرد ماكرون خارج السرب؟ | المسائ


.. الفرنسيون يصوتون لاختيار نوابهم في البرلمان الأوروبي من بين




.. إيران: موافقة مجلس صيانة الدستور على أهلية 6 مرشحين للانتخاب


.. جندي إسرائيلي يحطم -صحونا- من منزل فلسطيني في #غزة #سوشال_سك




.. الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط صواريخ من لبنان على الجولان والج