الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المغرب والصحراء والجزائر 3 (من منظور مغربي).. / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


حول المغرب والصحراء والجزائر 3 (من منظور مغربي)..
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



ما يقال عن الجزائر، يُؤخذ أصلا من التاريخ والوقائع المعاشة، وشهادات من أهل الدار. المراد من ذلك، الرفع من وعي الجزائريين لتحريرهم.

لقد جعل نظام الجزائر، من ا سم "المروك"، فزاعة لتخويف الشعب. فهو وراء الحريق، ونقص في المواد الغذائية، وفي ارتفاع الحرارة مؤخرا..

عندما يتخذ أحد الجارين، قرار قطع العلاقة مع جاره من جانب واحد، فتأكد أنه سيكون ذلك، نتيجة ضعف وفشل في الحوار، لجبر الصدع بينهما.

لم يعد للإعلام الرسمي في الدولة الشرقية الجارة، أي دور يذكر هذه الأيام، بقي له فقط مساحة التشويش، التي يستغلها بسذاجة كبيرة جدا.

جل الجزائريين، ورثوا الطموح العثماني والفرنسي في امتلاك العالم، لما كانوا تابعين لهما لقرون. فهذا الحلم لا زال يراودهم إلى اليوم.

إن الثورة الجزائرية لم تكن لتنجح، لولا تأثير اندلاع مقامة الاستعمار بالمغرب. إلى جانب مساهمة ملكه وأبنائه، بالدعم المعنوي والمادي.

أراضي الجزائر في الأصل، هي لتونس والمغرب وليبيا ومالي ونيجر.. لقد منحها الاستعمار الفرنسي لابنته المتمردة، تحت اسم الجزائر.

إن نظام الجزائر، يرفض كل ما هو "مروك"، لكن يستعمل تراثه وثقافته، وفنونه المادية منها والمعنوية، معتبرا إياها خالصة له بلا وجه حق.

إن جنون العظمة، لدى زعماء بعض الدول في العالم، لا تهمهم حياة شعوبهم المقهورة، بقدر ما تهمهم أنانيتهم "البارانوياكية" المريضة.

عندما يجتمع الغرور بجنون العظمة، في نظام حكم لدولة معينة، فاعلم أن المشاكل الداخلية ستستفحل حتما، بدل النيل من العدو المفترض أصلا.

هناك قوم يكره التاريخ والتراث، لأنه لا يعرفهما أو نسيهما بفعل طول الاستعمار. في حين ينتحلهما من جيرانه، عند الحاجة إلى ذلك.

عندما تعجز الحكومة بسياسييها، على التواصل الإيجابي مع مواطنيها، يكون رد فعلها على مطالبهم، بـأنها مؤامرة خارجية، ضد مصلحة البلاد.

لماذا لم يستطع المغرب، بمملكته العريقة، وجيشه القوي، وجهاز أمنه العتيد، ومخابراته المحنكة، أن يجعل حدا لمصادر الفساد ألمستشري فيه؟

إن حرب الرمال 1963، افتعلها نظام الجزائر، لإخماد ثورة تحرير "القبايل"، وذلك بإقناعهم لمواجهة عدو البلاد المختلق، الذي هو المغرب.

يدأت سياسة نظام الجزائر الحالي المُدجنة للشعب، تنتقل إلى سياسة الحكومة الحالية بالمغرب. وذلك لإعادة التربية للمواطنين المغاربة.

من العار أن نكون أنانيين نحن وجيراننا، ونسمح بنشر غسيلنا للغادي والبادي، ونقنع شعوبنا بأن الآخر الجار هو الجحيم. فأين حق الجيران؟

إن ثقافة حسن الجوار عندنا، لا تتسم بالعقلنة والاحترام والتقدير، بل تقوم على الانفعال وردود الفعل، تنفجر شرارتها لأدنى سبب قد يحصل.

إذا شب خصام بين جارين، لا بد من محاولة جبر الصدع بالتي هي أحسن، كما يجب استحضار العقل والحكمة، قبل الخوض في أمور يصعب حلها.

إذا كان هناك صراع بين نظامين جارين، لا ينبغي أن ينتقل إلى شعبيهما. لأن الأنظمة متغيرة وتتعرض للتصدع، أما الشعوب فهي باقية وثابتة.

رغم الموقف السلبي لنظام الجزائر، من خطاب الملك، واعتباره مجرد لا حدث، سيبقى المغرب مادا يده دائما للشعب الجزائري، رغم أنف حكامه.

علينا نحن مغاربيين، أن نغير من سلوكنا تجاه بعضنا البعض. أن نناقش الأفعال والأفكار، لا الأشخاص وصفاتهم الحميمة بما لها وما عليها.

فتح الحدود بين المغرب والجزائر، في ظل النظام الجزائري الحالي، لا يستفيد منه المغرب كثيرا، بقدر ما يخلق له متاعب لا تعد ولا تحصى.

لقد خلق نظام الجزائر سوسة جبهة "البوليساريو"، لنخر جسد المغرب وتقسيمه ظلما. لكن في الواقع، ينخر جسد صانعيها، من حيث يدري ولا يدري.

فنجاح دولة على المستوى الخارجي سياسيا ودبلوماسيا، رهين بمدى تقوية جبهتها الداخلية اجتماعيا. فبدون ذلك، لا يمكن تحقيق أي نجاح يذكر.

سبتة ومليلية" ثغران مغربيان تحت الاحتلال، ونظام الجزائر يعتبرهما إسبانيتين، لكن إعلامه يحاسب المغرب، على عدم القدرة على تحريرهما.

نظام الجزائر يقول بالحدود الموروثة عن الاستعمار، والمغرب يقول بالحدود الحق، الموجودة قبل الاستعمار. فمن يا ترى له الحق في إدعائه؟

"اللي تفوق عليه جارو تيسد باب دارو . "واللي مكسي بديال الناس عريان". "وطامع فزيادة إرد بالو لنقصان". تلك نتائج ردود فعل الجار.

لحوالي 60 سنة على استقلال الجزائر، تم تدجين شعبها بأفكار خاطئة عن التاريخ والثقافة والتراث، وجعل من جارها الغربي عدوا.

مدينتا "سبتة ومليلية" مغربيتان تحت الاحتلال. ونظام الجزائر اعتبرهما إسبانيتين. لكن إعلامه يرى أنهما محتلتين. فمن يقول الحقيقة منهما.

مفهوم "خوا خوا"، إحساس خاص بين الجيران، لا يمكن أن يصبغ بالسياسة أو المصلحة، فهو لا يتجزأ أبدا؛ إما أن يؤخذ كله أو يترك كله تماما.

إن الشخصية الجزائرية، تتسم بعقدة العظمة، موروثة عن إمبراطوريتين؛ عثمانية ثم فرنسية، لكن فقدت مقوماتهما الأصلية، وضاعت حقا بينهما.

سوف لا يكون "قيس سعيد" تونس سعيدا، بنزوله إلى مستوى رئيس دولة وهمية، غير معترف بها في الأمم المتحدة، ولا عند جل دول العالم.

إن زيارة "ماكرو" للجزائر، أحيت حنينا عند الجزائريين لماما فرنسا، المتمثل في طريقة استقبالهم له؛ بلهفة وحفاوة وترحاب منقطع النظير.

أمام لهط أعداء المغرب من الخارج، القدماء منهم والجدد، لا سبيل للرد عليهم، إلا بتماسك وتقوية الجبهة الداخلية، اجتماعيا وسياسيا.

المغرب قوي بجبهته الداخلية التي لا غنى عنها، فهو اليوم أحوج إليها من أي وقت مضى، للتصدي لمؤامرات أعداء الأمس واليوم المتربصين له.

إن الشعب الجزائري ونظامه العسكري، يختلفان في كل شيء، ما عدى معاداة المغرب في وحدته الترابية. إنه شعب، تغيب عنه الحقيقة التاريخية.

بحكم التاريخ، وبمرور قرون قضاها الجزائر، تحت احتلالين متواليين، لم يتبق لها من تراث، إلا ما بقي من المغرب، ومن العثمانيين وفرنسا.

إنه لأول مرة، يتأكد أن الرئيس الفعلي للجزائر، هو "ماكرون". ولقد تبين ذلك جليا، في استقبال ملفت للجزائريين له، في أكبر شوارع البلاد.

تجربة الحكم العسكري في الجزائر منذ الاستقلال، جعل الجزائريين يحنون إلى المرحلة الاستعمارية. مما أدى إلى استقبال متميز ل"ماكرون".

كيف لشعب أن يقضي أزيد من 4 قرون من احتلال عثماني، وأكثر من قرن من احتلال فرنسي، أن يتمكن من الحفاظ إلى اليوم، على شخصية نقية سوية؟

لم ينجح حكام الجزائر، في أزمة افتعلها بين المغرب وتونس، لتوجيه أنظار الداخل والخارج، في كسب الوقت وإطالة نزاع الصحراء المغربية.

نظام الجزائر وبوليساريو وجهان لعملة واحدة. وما يلاحظ أن الجنرالات يخافون من قيادة العصابة، لامتلاكهم أسرار خطيرة عن حكام المرادية.

شتان بين دولة ضاربة في أعماق التاريخ، ودولة ناشئة لم تنعم باستقلالها الحق بعد. كيف نقارن بينهما فقط، عن طريق المساحة وخيرات الأرض؟

انتقلت تونس من بلاد ثورة الياسمين "البوغزيزية"، إلى بلاد ضحية "البطوشية" الخداعة، خدمة لأجندة أعداء الوحدة الترابية المغربية.

هناك بعض الدول في العالم اليوم، تحمل اسم مدينة من مدنها. بمعنى أنها كانت في الأصل، مجرد مدينة، ثم تحولت بعد ذلك، إلى عاصمة فدولة.

حاول نظام الجزائر بكل ما أوتي من قوة، عزل تونس عن المغرب، بافتعال أزمة بينهما، والعمل على إخضاعها، حتى لا يخلق مغربا آخر في شرقه.

يعيش الشعب الجزائري اليوم، حلما على أنه من أبناء ملايين الشهداء، ناسيا أن نصفه من أبناء "الحركيين"، التابعين لفرنسا قلبا وقالبا.

إن الحديث عن مليون ونصف شهيد، في ثمان سنوات فقط، من حرب التحرير الجزائرية عارية من الصحة، عندما نحتكم إلى العقل والإحصاء والتاريخ.

إن تمسك نظام الجزائر بالحدود الموروثة عن الاستعمار، وعدم إرجاعها لأصحابها، يعود إلى كون الجزائر تابعة لفرنسا، والقرا طبعا ر قرارها.

ماذا استفاد قيس سعيد رئيس تونس، من استقبال "بنبطوش"؟ هل سيمنح له شرعية رئيس دولة لا وجود لها؟ أم سيحقق فقط شرف الاستقبال؟

هناك أمران جعلا الإنسان الجزائري محتقِرا للعمل ومغرورا هما: كونه من أبناء المليون ونصف شهيد، وأرضه تنام على بحر من الغاز والبترول.

إن الغرور والأنانية والأنفة المبنية على الوهم، جعل بعض الأقوام، يحسبون أنفسهم فوق البشر، على أنهم الشعب المختار. تلك حالة جيراننا.

بعد انتهاء مباراة كأس العرب، بانتصار الجزائر، بملعبهم على المغرب، تم اعتداء شنيع جسديا على أشبال المغارب. فأين هي الروح الرياضية؟

عندما يكون قوم، قد تلقوا تربية استعمارية؛ عثمانية فرنسية متتالية لقرون، فكيف سيكونون في المستقبل، حينما سيحصلون على استقلالهم؟؟

علامة عجز نظام الجزائر، على مواجهة المغرب، السماح بعدوان فريقه لكرة القدم وجمهوره، على فريق ضيف شاب، بملعبه أمام أنظار العالم.

ما ذنب أشبال المغرب في كرة القدم، الذين تعرضوا للضرب والرفس، من فريق وجمهور الجزائر بملعبه، رغم انتصاره عليه؟ أليس هذا عدوانا صريحا؟

من العار أن يتعرض أشبال المغرب لكرة القدم، للضرب والركل بمشاركة الجمهور. بعد هزيمتهم أمام الجزائر بملعبهم، فأين حق الجار والضيافة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعرف على أكثر ألعاب الموبايل ربحا في العالم


.. حماس: ورقة إسرائيل للتهدئة في قطاع غزة بها بنوداً -ملغومة-




.. خارج الصندوق | قرارات محتملة لترمب حال عودته للبيت الأبيض..


.. أزمة جوع.. 95% من السودانيين عاجزين عن توفير وجبة كاملة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | سلسلة الإنمي الشهيرة -غريندايزر يو- ت