الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تراجع النفوذ الامريكي في العالم؟

خالد بطراوي

2023 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرون يعتقدون أن النفوذ الأمريكي في العالم قد تراجع، ويدللون على ذلك بمجموعة من الشواهد أولها إستيقاظ الدب الروسي وإستعداده بل وخوضه للمواجهة المفتوحة مع أمريكا على الأرض الأوكرانية وإستعداده لخوض هذه المواجهة حتى " النصر" ولو تطلب الأمر إستخدام السلاح النووي ومختلف تقنيات السلاح الروسي ليس فقط الفتاكة بل والمدمرة.
ويتعاظم "تفاؤل" هؤلاء عشية الإعلان عن التقارب الإيراني السعودي برعاية صينية، تلك الدولة التي توسطت "خلسة" لجعل هذا التقارب حقيقة واقعة، رغم أننا لم نلمس تجلياتها بعد على أرض الواقع، لذلك تبقى "حبرا على ورق" وميتة.
ويذهب البعض الى أكثر من ذلك بالقول، أن الادارة الأمريكية "غير راضية" عن سلوك حليفها الإستراتيجي في الشرق الأوسط وهي الدولة الصهيونية التوسعية الإحتلالية وذلك بسبب ما أسموه " صعود اليمين المتطرف" الى سدة الحكم في الدولة العبرية.
لكنني أعتقد أن ذلك كله، ما هو إلا " خرمشة قطط" بل القطط السمان، وإعادة تموضع في العالم، وتقسيم لـ " الكعكة" العالمية، بالإضافة الى خلق معادلات اقتصادية جديدة هدفها الأول والأخير مصالح الاحتكارات العالمية وفقا للظروف التي أفرزتها عجلة الانتاج العالمية بالاعتماد على "الذكاء الصناعي" وما بعد عصر "البلمرة" و " الألياف البصرية" والسايبر.
لن يأتي التقارب الايراني / السعودي بأي جديد على الأرض، لا للشعب الايراني ولا للشعب السعودي، فكيف بالله عليكم أن يتمخص عن هذا التقارب أية منفعة لشعوب المنطقة ولشعوب العالم؟ أعتقد جازما أن هذا التقارب قد ولد "ميتا"، إذ أن الأساس العقائدي يختلف جذريا بين الدولتين، وكانت الحتمية التاريخية قد فرضت أن يكون هذا الجفاء الذي وصل الى حد القطيعة والعداء ظاهرة مستمرة على إمتداد الحقبة الماضية.
وبالتناوب، لن تتخلى أمريكا عن دولة الاحتلال الصهيوني، وستبقى تدعمها دعما لا محدودا حيث أنها تشكل رأس حربتها المتقدم في مزاجهة أي تحرك جماهيري شعبي في الدول العربية. ولن تعود روسيا لتحتل مكان الاتحاد السوفياتي وتشكل قطبا معاديا للقطب الامريكي، وستبقى الصين مهتمة بعجلة الاقتصاد وتنأى بنفسها عن المنافسة السياسية في العالم. وستبقى الدول الأوروبية ساندا للامبريالية الامريكية ولن تغير سياساتها لنصرة الشعوب وإن كانت هذه السياسة تتسم " بالنعومة" إلا أن بيت الشعر يقول " إذا رأيت نيوب الليث بارزة .... فلا تظنن أن الليث يبتسم".
ولن تكف الدولة العبرية على أن تكون "دولة احتلال" ولن يتبخر حلمها بأن تتوسع " من النيل الى الفرات".
وفي المقابل، سوف يستمر نضال الشعب العربي الفلسطيني ونضال الشعوب كافة في النضال ضد الامبريالية والرأسمالية والرجعية، ومع مستجدات القرن الحالي وما يتبعه من مستجدات لاحقا، ستتبلور أشكال جديدة من النضال تؤدي الى فرض حقائق ومعادلات ومتغيرات بين الفينة والأخرى، وستبقى كفة الميزان، تتأرجح تارة - وهي ألاكثر - لمصلحة كارتيلات السلاح والمخدرات والأدوية، وتارة - وهي الأقل - لمصلحة الشعوب.
رددوا أيها الأحبة قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "عن الامنيات" التي تقول :-
لا تقل لي :
ليتني بائعُ خبز في الجزائرْ
لأغني مع ثائر !
لاتقل لي :
ليتني راعي مواشيٍ في اليمنْ
لأغني لانتفاضات الزمن !
لا تقل لي :
ليتني عامل مقهى في هافَانا
لأغني لانتصارات الحزانى !
لا تقل لي :
ليتني أعمل في أسْوَان حَمّالاً صغيرْ
لأغني للصخور
يا صديقي!
لن يصب النيل في الفولغا
ولا الكونغو , ولا الأردن ، في الفرات !
كل نهر ، وله نبع ... ومجرى... وحياة !
يا صديقي! .. أرضنا ليست بعاقر
كل أرض , ولها ميلادها
كل فجر ’ وله موعد ثائر !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل