الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازية الجديدة لبانديرا في أوكرانيا

خليل اندراوس

2023 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



فلوديمير اوليكساندروفيتش زيلينسكي هو ممثل كوميدي سابق يشغل الآن منصب رئيس أوكرانيا منذ عام 2019. نشأ زيلينسكي في كريفي ريه، وهي منطقة ناطقة بالروسية في جنوب شرق أوكرانيا. تاريخ ومكان الميلاد 25 يناير 1978 كريفي ريه – أوكرانيا.

تم تنصيب الكوميدي زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا بعدما نجح بحملة انتخابية مدعومة من قبل أصحاب رأس المال – الاوليغارشيين –سيأتي ذكرهم لاحقا في المقال – حيث نجح في استقطاب الاوكرانيين والاستفادة من احباطهم من النخبة السياسية التي حكمت البلاد في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي.

دخل الممثل الكوميدي السياسة بإعلانه ترشحه ليلة راس السنة فيما بدا وكأنه جزء من عمل استعراضي كوميدي. واستطاع بعد أربعة أشهر من إعلانه الترشح للرئاسة من تحقيق فوز ساحق على الرئيس السابق بترو بوروشينكو. ووعد قبل ان ينجح في انتخابات الرئاسة ان يحافظ على سياسة التوجه للغرب الذي تبنته أوكرانيا بعد عام 2014.

زيلينسكي الذي يتبنى أفكار يمينية تدعو الى الارتماء في أحضان حلف الناتو والولايات المتحدة، يلقى الدعم من إسرائيل والصهيونية العالمية على مدار السنين المنصرمة. ووعد قبل الانتخابات بانه سيفعل "كل شيء" لوضع حد للحرب في شرق أوكرانيا المنطقة التي يسكنها غالبية روسية. حيث أكد في خطاب تنصيبه للرئاسة بأن " مهمته الأساسية" هي التوصل لوقف إطلاق النار في منطقة دونباس.

وخلف الصورة البسيطة التي اظهرها زيلينسكي خلال حملته الانتخابية هناك 20 عاما من مهنة قوية في عالم الاستعراض والترفيه، جعلت منه رجل اعمال ناجح في مجاله حيث يُدير ستوديو انتاج كفارتال 95 وتقدر ثروته بملايين الدولارات.

هذا الرئيس "حجر شطرنج" بأيدي نازيي أوكرانيا وحلف الناتو وبأيدي أثرياء سيئين السمعة مثل ايغور كولومويسكي، الذي يُعتبر، أي ايغور رجل اعمال اوليغارشي وملياردير قبرصي اوكراني. والحاكم السابق لمنطقة دنيبروبتروفسك ورئيس نادي دينبرو دنيبروبتروفسك. صُنف كثالث اغنى رجل في أوكرانيا بعد رينات احمدوف وفيكتور بينتشوك منذ عام 2006. وأل W 3 أغنى رجل في العالم وفقا لمجلة فوريس اعتبارا من عام 2011. قُدرت ثروته في مارس 2015 بـ 1,800,000,000. ويعتبر أحد أكثر الأشخاص نفوذا في أوكرانيا، وفي عام 2014 – 2015 شارك في تشكيل وتوريد كتائب الإرهاب العقابية "دنبير" "وسشتروم" التي تم ارسالها الى دونيتسك – شرق أوكرانيا وله دور مع الاوليغارشيين الآخرين في أوكرانيا بتورطهم في مأساة اوديسا في 2 مايو 2014.

يعتبر نجاح زيلينسكي في انتخابات رئاسة أوكرانيا بمثابة نجاح لإيغور كولومويسكي، وهو رئيس الجالية اليهودية الموحدة في أوكرانيا، وعضو في المجلس الأوروبي للجاليات اليهودية. وكان رئيسا للاتحاد اليهودي الأوروبي (EJU) ومن المؤسف أنه عندما تخرج من المدرسة في فترة الاتحاد السوفييتي حصل على الميدالية الذهبية من قبل اللجنة المركزية لكومسومول (الشبيبة الشيوعية) للدراسات الممتازة - وفقا لسيرة ايغور كولومويسكي على ويكيبيديا.

وأيضا من المهم ذكر ان هذا الاوليغارش الذي وصل بفضله زيلينسكي الى رئاسة أوكرانيا، قدم المساعدة المالية لإحياء كنيس هورفا التاريخي في القدس وكذلك بفضل تمويله تم الانتهاء من اصلاح الانفاق بالقرب من حائط المبكى.

وقام ببناء أكبر مراكز الجالية اليهودية في العالم " مينورا" وتم انشاء مجمع متحف كييف منذ عام 1998. وهو يتلقى دعما غير مشروط من قبل قادة الجالية اليهودية في دنيبروبيتروفسك الذين لديهم موارد مالية كبيرة.

في عام 2011 احتل ايغور كولوموبسكي المرتبة الثانية في تصنيف أعداء الصحافة وفقا لنقابة الاعلام المستقلة ومعهد الاتصال الجماهيري. في 21 يونيو عام 2014 فترة الحرب التي شنتها أوكرانيا ضد منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا ذات الأغلبية الروسية تم ادراج اسم ايغور كولومويسكي مع رئيس وزارة الشؤون الداخلية في أوكرانيا ارسين افاكوفتم على قائمة المطلوبين من قبل لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي (لاحقا قضت محكمة مقاطعة باسماني في موسكو باعتقال كولومويسكي غيابيا) للاشتباه في "تنظيم عملية قتل" باستخدام وسائل وأساليب حرب محظورة"، "وخطف شخص" "وعرقلة الأنشطة المشروعة للصحفي" ، خلال المواجهة المسلحة في شرق أوكرانيا في منطقة دونيتسك وهنا نذكر بان ايغور هذا يمتلك أيضا صحف في كييف بالإضافة الى وكالة انباء ومجموعة مطبوعات (المؤسس والمساهم الرئيسي رونالد لودر) (CENTRAL EUROPEAN MEDIA) CME .

مُنع كولومويسكي وفقا لتقارير وسائل الاعلام في فبراير عام 2009 من دخول الولايات المتحدة، حيث ورد اسم رجل الاعمال هذا في تقرير المدعي العام الأمريكي مايكل موكاسي كشخص تشكل انشطته تهيدا حقيقيا للأمن القومي للولايات المتحدة الامريكية والدول الأوروبية. في تلك الفترة وتحديدا عام 2013 كانت هناك معلومات تفيد بأن ايغور كولومويسكي "صديق" زيلينسكي خاصة خلال فترة الانتخابات التي فاز بها "حجر الشطرنج الأمريكي" زيلينسكي كان ايغور يهدد بانهيار عملة أوكرانيا إذا استمرت الهجمات على اعماله، حيث كان هو الوحيد من افراد الاوليغارشية الذين يمكن ان يكون تأثيرهم على اقتصاد البلاد ملموسا في أوكرانيا.

نذكر هنا أيضا بأن ايغور كولومويسكي يملك وسائل اعلام أخرى من بينها شركة UNIAN وجريدة في كييف ووكالة انباء على مدار الساعة. حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام هي ان ايغور كولومويسكي الداعم الكبير الاوليغارش لزيلينسكي حافظ أيضا على علاقات ودية مع الاوليغارخ المشين بوريس بيريزوفسكي لسنوات عديدة، كذلك تشير وسائل الاعلام الروسية الى انه في إسرائيل يفضل مقابلة بعض المليارديرات اليهود من الاتحاد السوفييتي السابق، على وجه الخصوص مع بيريزوفسكي نفسه وهنا اريد ان اعود الى الاحداث التي جرت في أوكرانيا عام 2014 هذه الاحداث التي كانت "مسرح" لصعود زيلينسكي المفاجئ في عالم السياسة، وذلك بعد الاحداث المضطربة في ذلك الوقت أي عام 2019.

وهنا اذكر احداث جديدة منها طلب الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي من حكومته النظر في اقتراح لتغيير اسم روسيا، جاءه الرد سريعا من موسكو في اقتراح مشابه لكن لتغيير اسم أوكرانيا. فقد اقترح الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف إعادة تسمية أوكرانيا على اسم النازي الشهير ستبان بانديرا، بحسب ما نقل موقع "روسيا اليوم".

فقد كتب ميدفيديف الذي شغل منصب الرئيس الروسي بين عامي 2008-2012، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الامن الروسي في رد ناري في منشور على قناته في تليغرام، كتب يقول:" نقترح ان يكون اسم أوكرانيا الجديد "امبراطورية الخنازير بانديرا". وكان ميدفيدف يشير الى تقديس بعض السياسيين الاوكرانيين – النازيين الجدد-لستيبان بانديرا، زعيم منظمة القوميين الاوكرانيين – (OUN) في حقبة الحرب العالمية الثانية، حيث تعاون بانديرا مع حكومة ادولف هتلر خلال المراحل الأولى من الغزو النازي للاتحاد السوفييتي.

في وقت لاحق اعتقل وسجن بانديرا من قبل الالمان بسبب خلافات حول مستقبل أوكرانيا. لكن بعد الحرب، هرب بانديرا الى المانيا الغربية حيث اغتيل عام 1959، كما نشر الاعلام الغربي على يد أحد رجال المخابرات السوفييتية واليوم في أوكرانيا وخاصة في فترة رئاسة زيلينسكي يجري تكريم بانديرا واتباعه كأبطال في أوكرانيا الحديثة. حيث سميت الشوارع والمباني باسمهم. كذلك ينظم القوميون النازيون الجدد في أوكرانيا مواكب الشعلة السنوية في عيد ميلاد بانديرا في كييف ومدن أخرى. هذا هو الوجه الحقيقي لنظام زيلينسكي – نظام نازي جديد.

ومن سخريات السياسة للنازيين الجدد في أوكرانيا ان يقوم زيلينسكي ويدعو بوتين لمنازله داخل حلبة. حيث رد على سؤال عما إذا كان مستعدا لمنازلة بوتين. قال زيلينسكي ضاحكا: "لا ابالي ... ستكون حينئذ هذه اخر قمة لرئيس الاتحاد الروسي".

رئيس دولة يتحدث بهذا المستوى الأخلاقي الفاضح والمتدني.

ولكن يعلم هذا "الرئيس" أي زيلينسكي بأن روسيا استطاعت ان تضم 20% من الأراضي الأوكرانية والاستيلاء على مدينة باخموت، ما سيمثل خطوة للاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية الشرقية بأكملها والمكونة من مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك. وهنا اذكر ما قاله وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن "لا مبالاة نظام كييف بحياة شعبه امر مذهل".

وهنا بودي ان أقول لا شك بأن الأوضاع السياسية ليس فقط في أوكرانيا متأزمة وقد تقود الى مواجهة على مستوى عالمي، ولكن الامر المؤسف أيضا بأن إسرائيل القاعدة الامامية للإمبريالية العالمية في الشرق الأوسط تعتبر علاقتها الجيدة مع الكرملين " استراتيجية" لمواجهة "التهديدات" الإيرانية مما يسمح لها بالقيام باعتداءات عسكرية متكررة على سوريا، مع ان سياسات إسرائيل منحازة لا بل تخدم الامبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة، وبرأيي، اذا ارادت روسيا ان تنتصر في معركتها ضد حلف الناتو وضد النازيين الجدد في أوكرانيا يجب ان تضع حد لا بل ان تقطع اطراف الاخطبوط الصهيوني ليس فقط في سوريا، لا بل أيضا في روسيا نفسها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح