الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا استعجلت واشنطن في عقد مؤتمر شرم الشيخ بعد أيام من مؤتمر قمة العقبة؟

عليان عليان

2023 / 3 / 17
القضية الفلسطينية


بقلم : عليان عليان
سبق وأن اتخذ مؤتمر قمة العقبة ،في السادس والعشرين من شهر فبراير(شباط) الماضي -الذي شاركت فيه وفود من كل من السلطة الفلسطينية ، والكيان الصهيوني ، ومصر والأردن ،بإشراف أمريكي - عدة قرارات تستهدف تعميق التنسيق الأمني مع الاحتلال في إطار خطة أمريكية، تستهدف إنهاء ظاهرة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ، وخاصةً في محافظتي جنين ونابلس، إضافة إلى بند يتعلق بالتزام الكيان الصهيوني بمناقشة – وليس بتنفيذ – وقف بناء (10000) وحدة استيطانية خلال أربعة شهور ، ومناقشة تشريع تسع بؤر استيطانية خلال ستة شهور ...كما صدر عن مؤتمر العقبة قرار يقضي بعقد مؤتمر لاحق في شرم الشيخ ، لمتابعة تنفيذ قرارات العقبة.
واللافت للنظر هنا استعجال عقد مؤتمر الشيخ ،المقرر عقده الأحد القادم الموافق ( 19)
مارس( آذار) الجاري ، في ضوء عدة عوامل بعد أن قلبت عملية حوارة الفدائية الطاولة على مخرجات مؤتمر العقبة.
1-العامل الفلسطيني المقاوم ممثلاً بتكثيف العمليات الفدائية
فعمليات المقاومة في اطراد كمي ونوعي ، كتلك التي حصلت في حوارة وأريحا وجنين والقدس ، والتي وصلت إلى قلب تل أبيب مؤخراً، أهالت التراب على قرارات مؤتمر العقبة ، وحيث بات من المؤكد أنها ستزداد في شهر رمضان، باعتباره محطة لتفعيل الفعل المقاوم والانتفاضي .
وبات مطلوباً من أجهزة أمن السلطة في مؤتمر شرم الشيخ، إعادة الاعتبار لقرارات العقبة بشأن قمع المقاومة وتفعيل التنسيق الأمني، لكن هذه الأجهزة قدمت عربوناً مقدما بقمعها مظاهرات نابلس ، وبقمعها مسيرة الشهيد بطل عملية حوارة " عبد الفتاح خروشه" على النحو الذي قمعت فيه سلطات الاحتلال مسيرة جنازة الإعلامية شيرين أبو عاقلة حيث أسقطت نعش بطل عملية حوارة على الأرض بعد الخروج به من مستشفى رفيديا في نابلس ، كما أسقطت قوات الاحتلال نعش أبو عاقلة على الأرض بعد خروجه من المستشفى الفرنسي في القدس في 14 مايو (أيار) 2022 ، وقبل أن يوارى جثمانها الثرى .
2-الكيان الصهيوني : في الوقت الذي يعاني فيه الكيان الصهيوني الغاصب، من انقسام داخلي هو الأول والأخطر في تاريخه منذ إنشائه عام 1948 ، جراء الانقلاب القضائي يسعى نتنياهو وشريكاه في الائتلاف الحاكم المتطرف " سيموريتش وبن غفير" إلى الهروب إلى الأمام من خلال( أولاً) المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ ، لتنفيذ الخطة الأمريكية الأمنية بحذافيرها التي تهدف إلى تفعيل التنسيق الأمني من خلال غرفة عميات فلسطينية - إسرائيلية مشتركة بإشراف أمريكي ومن خلال تدريب (5000)عنصر أمني فلسطيني ، ليتولوا قمع المقاومة وتحديداً في مدينتي جنين ونابلس ( وثانياً)بزيادة عمليات اقتحام المدن والمخيمات والبلدات في الضفة الغربية ، وارتكاب عمليات القتل والاغتيال لكوادر المقاومة ، التي بلغت أرقاماً غير مسبوقة، مقارنة بعمليات القتل والاغتيال في العام الماضي ، بهدف توحيد ساحة الكيان ضد خطر المقاومة ،على أمل الحد من التظاهرات بمئات الألوف في الكيان الصهيوني.
3- الإدارة الأمريكية: تريد الإدارة الأمريكية من المؤتمر تهدئة الأوضاع في فلسطين ومنع نتنياهو من ارتكاب مغامرة جديدة، للهروب إلى الأمام كارتكاب حماقة في شمال فلسطين المحتلة ضد لبنان، أو حماقة عدوان على إيران ، حتى تتفرغ لموضوع أوكرانيا الذي بات يؤرقها جراء الانتصارات الروسية ، وصمود روسيا في وجه العقوبات الغربية وللبحث في سبل الرد على الاتفاق السعودي الإيراني، الذي تم بوساطة صينية ، وقلب الطاولة على المخططات الصهيو أميركية في المنطقة.
واللافت للنظر أن مؤتمري العقبة وشروم الشيخ ، لم ولن يوفرا غطاءً للسلطة في البعد السياسي، حيث بات محسوماً أن القمتين أمنيتان بامتياز ، وأن ورود عبارة " التزام الطرفين بالاتفاقيات السابقة" كانت بمثابة ورقة التوت، التي لا تكفي لتغطية العورة المكشوفة ، حيث بات معلوماً أن موقف الحكومات الصهيونية، ابتداءً من حزب العمل إل حزب كاديما إلى الليكود إلى ائتلاف (لابيد -نفتالي بنيت - بيني غانتس)" وصولاً إلى حكومة الاتلاف الراهنة بزعامة نتنياهو ، هو ضد حل الدولة والدولتين ، وأنها ترى في الضفة الغربية مجالاً حيوياً للكيان الصهيوني.
بقي أن نشير إلى أن قيادة السلطة الفلسطينية ، التي تراجعت بشكل مخزي عن طرح موضوع الاستيطان في مجلس الأمن ، مقابل وعود أمريكية بالحد من الاستيطان، وبالضغط على ( إسرائيل) بإعادة أموال الضريبة للسلطة الفلسطينية، تحاول أن تباهي بقرار قمة العقبة ،الذي ينص على مناقشة وقف بناء (10000) وحدة استيطانية لمدة (4) شهور وعلى مناقشة وقف تشريع (9) بؤر استيطانية ، متجاهلةً حقيقة أن المسألة مرتبطة بنقاش مسألة الاستيطان فقط ، وليس وقفه ، الأمر الذي حدا بنتنياهو أن يصرح بعد عملية حواره بأن قمة العقبة لم تنص على وقف الاستيطان .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت خيالية للمنتخب العراقي بعد التأهل للأولمبياد... | هاش


.. تحدي القوة والتحمل: مصعب الكيومي Vs. عيسى المعلمي - نقطة الن




.. ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا


.. تحقيق استقصائي من موريتانيا يكشف كيف يتم حرمان أطفال نساء ضح




.. كيف يشق رواد الأعمال طريقهم نحو النجاح؟ #بزنس_مع_لبنى