الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلم افضل ما يمكن الحصول عليه محنة الاصابة بالوسواس

كاظم حسن سعيد

2023 / 3 / 18
الادب والفن


هذا الفلم حصد المرتبة 140 في قائمة "أفضل 500 فيلم على مر التاريخ ويتمحورحول المؤلف المنعزل "ميلفين يودال" المصاب بمرض الوسواس القهري , وعلاقتة بمن حوله : جاره الرسام الشاذ "سيمون" و نادلة المطعم "كارول" والكلب الصغير "فيردل" ...يقوم ميلفن بكتابة الروايات الرومانسية التي تفضلها النساء، لكنه يعيش حياة تعيسة؛ وحيدًا وتتسبب سلوكيات ميلفن الوقحة في طرده من معظم مطاعم المدينة، ولا يجد من يتعاطف معه سوى النادلة الرقيقة كارول كونلي (هيلين هنت) وهي أم وحيدة لطفل تعاني من مصاعب الحياة ومرض ولدها المصاب بالربو . وسبب كل ذلك هو اصابة البطل بمرض الوسواس القهري (OCD) الذي يتسم بنمط من الأفكار والمخاوف التي تدفع إلى القيام بسلوكيات تكرارية قهرية تُعيق الأنشطة اليومية وتتجلى بالخوف من التلوث أو القاذورات والحاجة إلى أن تكون الأشياء بشكل منظم ومتناسق وأفكار عدوانية وغيرها . لاتتناول هوليود دائما مثل هذه الافلام التي تعالج محنة الانسان وتكشف عن طبيعته .. فيتوارى خلف ضجيج المدن الكبرى اناس لا يجارون السلوكيات الاحدث في ا لمجتمع الامريكي خاصة الريف .
(ربما اكون الشخص الوحيد على هذه الأرض الذي يعرف بانك أعظم امرأة على الأرض و الذي يقدر كم انتِ رائعة في كل شيء تقومين به واعتقد أن معظم الناس لا يلاحظون ذلك, واعجب كيف استطاعوا أن ينظروا إليك عندما تحضرين طعامهم وتنظفين طاولاتهم, ولا يدركون أبداً أنهم قد قابلوا اروع امرأة .) بهذه العبارات خاطب ميلفن النادلة كارول في اخر لقطة في الفلم تظهرهما يجوبان الشارع اخرة الليل , بعدما عجز طيلة الفلم من ان يقول لها او يطلق كلاما يشعرها بانوثتها .في هذه اللحظة تمكن من ضمها وتقبيلها فبرقت دمعة خفيفة بعيونها .
يبدا الفلم بانزعاج ميلفن من كلب جاره الرسام اذ يتبول في شقته فيطلق عليه اصواتا حادة ويرفعه بكلتا يديه ويرعبه ثم يدفعه لمكان سحيق .. وحين يساله صاحبه عنه ينكر انه صادفه وبعدما وجده واتى يطرق الباب ليؤنب ميلفن على فعلته- وكان منغمسا يكتب عن الحب - يخاطبه بيدين متوترتين وملامح مرعبة ( اياك ان تطرق بابي ولو شممت رائحة جسد يتعفن تزكمك او لاي سبب اخر ) . ثم يعود لشقته فيظهرسلوك وسواس قهري -تكراري - فيحرك المفاتيح بالابواب مرات ليغلقها ويضيء ويطفيء الضوء بتكرار .
اول صدمة منه تلقته النادلة التي كانت تسليها طرافة وجوده هو حين عرض ملعقة وشوكة من منزله في كيس وطلب منها احضار وجبة دسمه فقالت له ستموت من هذا الزاد فاجابها : .. فنظرته شزرا بغاية الاحتجاج والاشمئزاز من قوله .. وبقيت تحدق غاضبة طويلا وهو منهمك بالملاعق غير مدرك انه طعنها غائرا .. فلما رفع راسه علم انه اخطا : < اياك تكررها عندها لن تدخل المطعم ثانية >, صغيرها الاشقر البديع المصاب بالربو الذي فيه وله سر وجودها وتحمل كفاحها وهي تقف او تجري طيلة اليوم لتنظف الموائد و تجهزها بالاطعمة ..ابنها .. يموت !! يا للوقاحة ..هذا وصف نطلقه نحن اما المخرج فتالق برسم ذلك فابرز التعابير في عيونهما الملونة واثار السنوات على الوجوه المغضنة .. واعلى درجات التعبيرية . انه مشهد مشبع بالعمق والتوتر .. <قل لن اكرر جملتي > ... لم يجبها ...وظل تحت اسر العي والدهشة .. جلست منه مقتربة وقالت -قل اخطات والا لن تدخل هنا ثانية - فاجاب وكانه افاق من صاعق ( نعم ) .
بعد ايام تكفل بعلاج طفلها سرا .. فاتت تشكره.. كانت قد كتبت له رسالة شكر مطولة .. وقصدته بقميصها شبه الشفاف وبنطالها الازرق . كانت تجري قفزا اليه تحت مطر كثيف واضاءة مصابيح الشارع والعجلات ... حين وصلته قدمت الظرف له
ــ ما هذا
ـ رسالة شكر
ـ لن اقبلها . ...
فاستغربت وظنت بانه ربما يخبيء كمينا لها .. عبرت عيناها عن غاية الدهشة .. وسالته ان كان يضمر شيئا فقال ( نحن لا نفتح الابواب قبل التاسعة لنلبي طلبات الجنس )....
اثر اصابة جاره الرسام برضوض وكسر في ساعده .. اقنع بعد جهد ووساطة بان يصحبه في سفرة فاخذ معهما النادلة كارول .هناك تم التصالح بينهما ونشبت ودية مسحت اثار التشجنجات بينهما .. هناك حدث في مطعم ماعكر المزاج .. فقد طلب منه ان يرتدي سترة ورباط فذهب واقتناهما وعاد لزميلته النادلة .. فطلبت منه الرقص .. وكان وجهاهما وهما يستقران على المنضدة يعكس سعادة غامرة ... فجاة قال لها <لماذا لم يسمحوا لي وتساهلوا معك رغم بدلتك البسيطة > , عندها احتدمت وتناولت حقيبتها وغادرت ..
ان محنة ميلفن هي عدم القدرة على ضبط سلوكه في اشد المواقف التي تستدعيها .. كل شيء يعرّضه سلوكيا للخراب .
عندما يعودون ثلاثتهم , يحثه الرسام بقوة ان يمضي ليصالحها .. كان الليل قد تقدم .. فذهب واعتلى السلم وايقظها .. قالت <| ادخل شرط ان لا تفسد الامر > لكنه فضل يصحبها بجولة جنونية -تجوال اخر الليل - .. هناك غنى لها وابلغها بانها اعظم امراة .. ثم تمكن من احتضانها وتقبيلها اخيرا .
لقد انسن المخرج الكلب فيردل فاظهره بلقطات تتقارب مع التعبيرات البشرية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الفلم من اخراج جيمس بروكس ,ادى دور ميلفن الممثل الاوسكاري جا ك نيكلسون ودور النادل ادته القديرة هيلين هانت .. فيما الف قصته والسيناريو مارك اندرسون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا




.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف