الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخطوط الرابع _ الفصل 2

حسين عجيب

2023 / 3 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الفصل الثاني

العلاقة الصحيحة والمناسبة بين الزمن والحياة والوقت ؟
( بدلالة الحاضر والماضي والمستقبل )

ثلاث خطوات أو أربعة ، على الأكثر ، تصل بين أرسطو والنظرية الجديدة ، مرورا بنيوتن واينشتاين والقارئ _ة الجديدة _ ة ...
1
موقف أرسطو : الزمن والحياة واحد ، وفي اتجاه واحد ، ثابت :
يبدأ من الماضي ، إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
اعتبر أرسطو أن الزمن مجرد عداد ، يتميز بالسابق ( الماضي ) ، واللاحق ( المستقبل ) ، وبينهما الحاضر .
وعمله يمثل خطوة عملاقة بالفعل ، من الفوضى الثقافية التي كانت سائدة حول الحياة والزمن ، والسبب والنتيجة وغيرها ، إلى النظرية الثقافية المكتملة ، والمحددة بشكل موضوعي ومتكامل .
" سهم الزمن ، ينطلق من الماضي إلى المستقبل "
ذلك هو منجز أرسطو ، الذي نستخدمه جميعا إلى اليوم .
2
خطوة نيوتن ، تتمثل بمحاولة التمييز بين الحاضر والماضي والمستقبل .
وهي أول محاولة علمية ، لتفسير العلاقة بين الحياة والزمن .
موقف نيوتن ، ناقشته بشكل موسع عبر نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن ، وهو بالمختصر ، يتمثل بأربع أفكار :
1 _ سهم الزمن ، ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
2 _ الزمن والمكان مطلقان ، أبديان .
3 _ الحاضر قيمة ، لا متناهية في الصغر تقارب الصفر .
4 _ أهمل نيوتن العلاقة بين الحياة والزمن ، واعتبرهما واحدا فقط . لكن بشكل ضمني ، وموقفه من هذه المشكلة غير واضح .
3
خطوة اينشتاين ، تتمثل برفض فكرة الاتجاه الثابت لحركة الزمن .
والاختلاف الأساسي ، والمستمر في الثقافة العالمية الحالية ، بين موقفي نيوتن واينشتاين من العلاقة بين الزمن والحياة ( أيضا ناقشته في نصوص عديدة ومنشورة ) وسأكتفي بتخليصه وباختصار شديد :
يكرر اينشتاين أفكار نيوتن باستثناء سهم الزمن ، ليس له اتجاه ثابت ، ومحدد والحاضر يمثل الزمن كله .
4
النظرية الجديدة اليوم :
الماضي داخلنا ، هو نفسه طفولتنا ونشاتنا حتى هذه اللحظة .
الماضي حدث سابقا ، وهو خبر وأثر وذكريات ، لا يمكن استعادته .
وبدل كلمة الماضي ، من الأنسب استخدام الأمس المباشر ( خلال 24 ساعة السابقة ) فهو يتضمن الماضي كله .
الماضي بالتصنيف الثنائي ، لا يكفي ، الماضي المستمر والماضي البسيط .
1 _ الماضي المطلق ، بين الانفجار العظيم والأزل ، مجهول بطبيعته .
( ومع ذلك هو موجود داخلنا بالفعل ، داخل الحياة والأرض ) .
2 _ الماضي المستمر ، قبل 14 مليار سنة وإلى هذه اللحظة .
( وهو داخلنا أيضا ، ويتضمن سابقه الماضي المطلق ) .
3 _ الماضي البسيط ( الجديد ) ، يستمر حتى نهاية العمر الفردي .
( الماضي البسيط ، سوف يصير داخلنا ، وهو يتضمن جزءا من الماضي المستمر من يوم الولادة حتى هذه اللحظة _ لحظة الكتابة بالنسبة للكاتب ، والقراءة بالنسبة للقارئ _ة . الماضي الجديد ، والمستقبل القديم والحاضر المباشر لها نفس القيمة ، والاختلاف في الاتجاهات فقط ) .
المستقبل لم يحدث بعد .
المستقبل خارجنا ، وهو توقع واحتمال فقط .
ومن المناسب أيضا استبدال كلمة المستقبل الغامضة ، والمبهمة ، بالغد المباشر ( خلال 24 ساعة ) فهو بوابة المستقبل ، او الجسر الوحيد بين الحاضر والمستقبل كله .
ومن المناسب نقل المستقبل للتصنيف الثلاثي ، بدل الثنائي :
1 _ المستقبل المطلق ، بعد أكثر من 14 مليار سنة ، وحتى الأبد .
( هو مجهول بطبيعته ، ولا يمكن التنبؤ به او تخيله حاليا ، كما اعتقد ) .
2 _ المستقبل المستمر ، وهو يبدأ من لحظة موت الفرد ، ويستمر للأبد .
3 _ المستقبل البسيط أو القديم ، يساوي ويعاكس الماضي الجديد ، والفرق بينهما أن المستقبل لاحق ، لم يحدث بعد ، بينما الماضي سابق ، وحدث بالفعل . من المناسب تصويب الموقف الفلسفي الثنائي ، الكلاسيكي ، من الوجود ، إلى الثلاثي :
1 _ الماضي ، او الوجود بالأثر .
2 _ الحاضر ، او الوجود بالفعل .
3 _ المستقبل ، او الوجود بالقوة .
5
ما بعد النظرية الجديدة
( خلال النصف الثاني لهذا القرن مثلا ، وما بعده طبعا )
سوف تكتشف عيوب ، واخطاء النظرية ، وتناقضاتها الكثيرة .
ليتني أعرفها ، او أستطيع تحديد بعضها من اليوم ؟
سوف أحاول ذلك ، في المستقبل القريب ( هذه خطتي لبقية حياتي ) .
....
هل سأعود إلى الشعر يوما ؟
هذا هو الحلم والأمل ، مع شريكة حياة أو صديقة أولى أو زوجة ؟!
....
ملحق غير ضروري
" الزمن هو الحياة والحياة هي الزمن ، أو اتجاههما واحد . هذه الفكرة الموروثة ، والمشتركة ، والسائدة إلى اليوم ضيعت العلم والعلماء . وخلفهم الفلسفة والفلاسفة ، والثقافة العالمية بأسرها " .
رغبتنا المشتركة ، اللاواعية غالبا ، أن نجمع بينهما مرة واحدة وإلى الأبد . لكن ذلك وهم مستحيل ، ومضلل بالفعل .
وهو ما فعله هنري برغسون ، ويعتبره غاستون باشلار حلا ابداعيا لمشكلة العلاقة بين الحياة والزمن .
بتلك الطريقة يبدأ التفكير بالزمن ، الوهمي والخطأ بالطبع .
البعض ينتقل إلى مشكلة الحاضر ، كما فعل نيوتن واينشتاين . وهي خطوة أولى ، صحيحة أو مناسبة على الأقل ، لحل مشكلة الزمن بشكل علمي ، والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة .
وبعد مشكلة الحاضر ، البعض ينتقل إلى مشكلة الماضي والمستقبل معا ، وهي الخطوة الثانية في الحل الصحيح _ كما اعتقد .
هنا محور الاختلاف بين نيوتن واينشتاين ، نيوتن يعدم الحاضر ، ويعتبره صفرا ، واينشتاين بالعكس ، يعدم الماضي والمستقبل ويعتبر الحاضر يمثل الزمن كله ويجسده بالفعل .
الخطوة الثالثة ، في طريق الحل الصحيح _ أو المناسب _ العودة ثانية لمشكلة الحياة والزمن ، بالإضافة لمتلازمة ( الحاضر والماضي والمستقبل ) ، وتكملة التفكير الصحيح والمناسب ....كما أعتقد .
متلازمة ( الحاضر والماضي والمستقبل ) لغوية فقط ، لأنه يتعذر الجمع بينهما ، إلا في حالة خاصة ووحيدة ، تتمثل بالتفكير الإبداعي ، أو التفكير من خارج الصندوق ، والتي تمثلها الظاهرة الثانية ، ونموذجها :
يوجد اليوم الحالي ، ومثله أي فترة أو مدة زمنية ، في الحاضر والماضي والمستقبل بنفس الوقت ( بالتزامن ) .
وأكثر من ذلك ، يوجد احتمال رابع يتمثل بمن يولدون أو يموتون خلال اليوم الحالي .
( اليوم الحالي يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء ، والماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، والمستقبل بالنسبة للموتى ) .
الحوار المفتوح يستمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا