الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوع في -مقعد لغائب، نصوص شعرية- نبيل طنوس

رائد الحواري

2023 / 3 / 19
الادب والفن


التنوع في
"مقعد لغائب، نصوص شعرية"
نبيل طنوس
من المهم حصول القارئ على المتعة أثناء قراءة، بصرف النظر عن جنس ونوع المادة التي يقرأها، في هذا العمل هناك مجموعة مواضيع يطرحها الشاعر وبعدة أشكال وأنواع، فنجد التراث والأسطورة حضرة كما هو الحال في "عادوا" والتي جاء فيها:
"عادوا
وعاد قلبي يرقص فرحا
عادوا ـ
امتلأت سنابلي قمحا
عادوا
فضحكت ورود حديقتي
عادوا
وهدرت مياه النهر وتدفقت
عادوا
فصفت السماء وطلع البدر
ليلة عادوا" ص16و17.
يمكننا أخذ هذا المقطع إلى الاحتفالات التي كانت تقام احتفاءً بعودة (البعل)، فالطبيعة الريفية حاضرة: "سنابلي، ورود، مياه، النهر، تدفقت، السماء، البدر" وهذا ما جعل الشاعر يبدو وكأنه قادم إلينا من العصر القديم عندما كان أجدادنا يحتفلون بطقوس الخصب الخاصة بالبعل، فالفرح/ضحكت كان يقام في الليل/طلع البدر، وهذا ما جعل المقطع تراثي/أسطوري بامتياز.
لكن جمالية المقطع لا تقتصر على الأسطورة فحسب بل تعداه إلى البياض الكامن فهي، فهناك بياض مطلق، بحيث تجتمع فكرة الفرح مع الألفاظ الناعمة والجميلة لتأكد الفكرة، فكرة عادوا وما واكبها/لازمها من سعادة.
عندما تجتمع عناصر الفرح أو بعضها في القصيدة، المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد" فهذا يعطي القصيدة جمالية استثنائية، في قصيدة "ويذوي الربيع" يجمع الشاعر بين المرأة والطبيعة، فجاء القصية لطيفة وهادئة:
" في بلد الورود في
أيام الربيع زرقة السماء
تملؤني حياة، لا شيء
سوى زقزقة العصافير
وأنا وأنت" ص32.
اللافت في هذا المقطع وبقية القصيدة هو الثنائية التي تجمع الشاعر بحبيبته، "أنا وأنت" التي يكررها في ستة مقاطع، فهذه "أنا وأنت" نجدها حاضرة في الألفاظ أيضا، "الورود، زقزقة" فتكرار حرفي الواو والزين يأخذنا إلى أن الشاعر يعيش حالة من التماهي مع الحبيبة، مما انعكس على العقل الباطن، فجعله يستخدم ألفاظا مكونة من حروفا متماثلة، وهذا أيضا نجده في "أنا وأنت" حيث يجمعهما عرف النون.
ولم يقتصر التماهي على الألفاظ التي تتكرر فيها الحروف فحسب، فنجده حاضرا في تكامل الألفاظ: "زرقة السماء، زقزقة العصافير" وهذا ما جعل القصيدة ممتعة ومقنعة للقارئ الذي وجد فيها صدق المشاعر التي ظهرت في الألفاظ وما تحمله من معاني.
الكتابة أحد عناصر الفرح عند الأديب/الشاعر، فهي بالنسبة له الأداة الأهم لأنه بها يستطيع التعبير عن مشاعره، ودون يكون إنسان (عادي) في قصيدة "ليت" يحدثنا الشاعر عن الكتابة قائلا:
"ليت العالم يغرق بالنور والشعر
نحن نسير في دوران، في متاهة
في اللا شيء

هل تعرفون من أين جاء شعري؟
من مقهى والدي، من عين الضيعة
من الناس

كانت أمي تهجي الحروف والكلمات
كانت معلمتي، كانت وردتي
وكل نوري" ص51.
نلاحظ أن هناك ألفاظ قاسية أو تحتاج إلى جهد: "يغرق، دوران، متاهة، تهجي" وهذا متعلقة بالشاعر وأثره ودوره، فالشاعر والشعر لهما دورا اجتماعيا في التغيير، وهذا يحتاج إلى جهد/قسوة/قوة، ونلاحظ أن الشاعر يستخدم ألفاظ متعلقة بالنور/بالضياء: "بالنور، نوري" فالأول جاء بصورة (حيادية) والثاني أقرنه بنفسه، وهذا يأخذنا إلى علاقة الشاعر بأمه، فتكاثف النورين، نور أمه نور الشعر معا، مما جعله يتماهي معهما مستخدما "كل نوري".
ونلاحظ أن هناك كم من الألفاظ متعلقة بالشاعر/بالكتابة: "الشعر/شعري، تهجي، الحروف، الكلمات" وهذا يخدم وحدة موضوع وفكرة القصيدة المتعلقة بالكتابة/بالشعر، وإذا أخذنا فقرة "من عين الضيعة" نعلم أثر الطبيعة الريفية في الشاعر وانعكاسها على قصائده، من هنا جاءت قصيدة "عادوا" ريفية بامتياز، وكذلك العديد من قصائد الديوان.
الديوان من منشورات مركز الكتب والمكتبات، الط-بعة الأولى 2022.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-