الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يوجد بين المعارضة التركية مشروعاً حقيقياً ينافس حزب العدالة والتنمية أو شخصاً يزاحم أوردغان 🇹🇷 على مقعد💺قصر بشتبيه …

مروان صباح

2023 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


/ تاريخ هو أقرب إلى منافي مترامية الجوانب ، في أربع رياح الأرض 🌍 ، بل حتى أن أي فرداً لا يلام إذا أنتبه إلى تلك النار المشتعلة داخل مسارات المطاحن الفكرية التى تبث في عقول 🧠 الناس قضايا ومسائل متعددة ، وبالتالي ، كيف يمكن 🤔 للمرء أن يلوم الشعب العربي على تعاطفه مع حزب العدالة والتنمية أو بالأخص الرئيس أوردغان ، ولكي لا يحصر المراقب هذه العلاقة بالإخوان المسلمين ، نقول هنا 👈 دون تردد أو تباطؤ أو تلكؤ ، بأن علاقة الجغرافيا التركية 🇹🇷 بالوطن العربي الكبير أعلى👆شأناً من الحقبة العثمانية ، وعلى الرغم من أن تأثير الثقافة المدرسية التى نشرتها المؤسستين العربية والتركية على مدار ال 100 عاماً ، هي بالفعل 😦 كبيرة ، أي أن كانوا هكذا يقولون ، بأن العرب خونة والأتراك استبداديين وظالمين ، لكن يبقى الواقع وكل ما هو على الأرض 🌍 مختلفاً تماماً 👌عن السرديتين إياهما ، وهذه العلاقة لم تكن تاريخها يعود إلى تحالف صلاح الدين الأيوبي والأتراك من أجل 👍 تحرير فلسطين 🇵🇸 ، بل أصلها يعود إلى حقبة التخوف المشترك من الغزو الصيني 🇨🇳 في مرحلة من التاريخ ، بالطبع كانت معركة نهر طلاس في إطار الفتوحات الإسلامية ☪ تعتبر اللحظة الأولى لهذه العلاقة الوطيدة ، وكانت الأكثر توغلًا في العمق الآسيوي ، فعلاً 😦 هذه المعركة تحديداً كانت الأساس التى بنت العلاقة بين العرب والأتراك والتى أتاح لهم الفرصة بالانتشار في الحكم العباسي ومن ثم الوصول لسدة الخلافة وتأسيس ما يسمى لاحقاً بالدولة العثمانية ، وما هو حقاً 😟 لافتاً ، ذلك الانصهار التركي في الاجتماع العربي لدرجة أن منطقة مثل مصر 🇪🇬 كل من يوجد فيها من الأصول التركية لم يتبقى لهم من هذه الأصول سوى لون البشرة على سبيل المثال ، وهذا بالطبع في تركيا 🇹🇷 الأمر يختلف كلياً 💯 ، والصحيح أيضاً بأن إتفاقية لوزان شكلت اللبنة الأولى للجمهورية التركية الحديثة والتى إجتمع فيها هذا التجانس الفريد من الأعراق والديانات والمذاهب والجغرافيات ، مثلاً🤭 ، العرب في تركيا 🇹🇷 في عشية مجهولة أصبحوا منقسمين كما حصل في ألمانيا 🇩🇪 بعد الحرب العالمية ، جزءً في سوريا والأخر في تركيا 🇹🇷 ، وبعد ذلك ب10 سنوات تم ضم لواء الاسكندرون والذي بات يطلق عليه بعد الضم بمحافظة هاتاي ، بالفعل هو متنوع بين العرب والأكراد والشراكسة والأقلية الأرمنية ، والذي كما يعرف عنهم قد نزحوا إلى اليونان 🇬🇷 ، تماماً 👌كما شهدت اليونان 🇬🇷 هجرة المسلمين منها إلى الجمهورية التركية الجديدة 🇹🇷 ، وقد لا يصدق القارئ بأن العرب في المناطق المختلفة ومنها اسطنبول يبلغ تعدادهم 7 مليون مواطناً ، وواحدة من الشخصيات العربية المبدعة هي فيروز 🇱🇧 ، بالفعل 😳 ، كان والدها ( وديع حداد ) من عرب ماردين الذين قرروا الهجرة إلى المصيف اللبناني تماماً 👌كما كان يطلق عليه وتحديداً بعد أحداث سفر برلك والتى تعني بالعربية النفير العام وثورة الشيخ سعد بيران ( النقشبندية ).

شاءت الأقدار ولأسباب ربانية بحتة ، يتصل معظمها بسر التوازن الكوني ، وهو ايضاً بالنسبة للإنسان يعتبر بالكوكب الكبير 🪐 ، لكنه في المقابل ، وفي مثل هذه الكوارث يتحول إلى قاعة صغيرة بالغة الشح والرفض ، فحتى الآن تعرضت الأرض 🌍 التركية إلى أكثر من 11 ألف هزة خفيفة ومتوسطة وعنيفة ، وكل هذا التدمير للمباني والبنية التحتية ونزوح الناس والموت والمصابين والخوف من الأوبئة والتكلفة المادية والبشرية والمعنوية والاجتماعية والسياسية ، إلا أن الانتخابات الرئاسية والنيابية ستجري في موعدها ، لأن حسب الدستور لا يمكن 🤔 تأجيلها إلا في حالة الحرب ، لكن في المقابل ايضاً ، لا بد للأفكار لها أن تتوالى تحديداً حول تحديث طريقة الاقتراع في المناطق المنكوبة ، فالناخبون هناك 👆 يحتاجون إلى من يوفر لهم من الشرعية الدستورية قوانين خاصة بمنح مواطنو الولايات المنكوبة ليونة لكي يستطيعوا التصويت بسهولة ، ربما ممكن الاستعانة على سبيل المثال ، بالأسلوب المتبع مع الأتراك بالخارج ، وهذه المرونة يحتاجها حزب العدالة والتنمية أكثر من أي حزب أخر ، لأن ببساطة 🥴، في الانتخابات الأخيرة حصد الرئيس أوردغان في هذه المناطق تقريباً 4 مليون صوتاً 🗳 وكما أن الحزب تمكن من قطف أغلبية المقاعد البرلمانية ، في المقابل ، لقد قدمت الحكومة الحالية جملة وعود لمناطق المنكوبة بإعادة البناء والتسهيلات المالية المباشرة للناخبين والإعفاءات الضريبية للتجار وهذا أمراً هاماً .

لا أحد سوف يفهم القادم خطأً في تفسير الانحيازات المذهبية والسياسية والأخلاقية والقومية ، ولعل العلامة الأهم في مشهد الاتهامات التركية لمثل هذا التنوع المنقسم على أرض الواقع ، وهو في يقيني يعكس تلك المنزلة المتعارضة من تفاقم الوسواس الكلي ، الأقلية مثل الأكثرية ، فهو ضيقاً لا يفارق علامات إقليمية كارثية ، هنا 👈 أيضاً مفصل أساسي يغيب عن حزب العدالة والتنمية ، فبالرغم من عدد العرب الكبير في تركيا 🇹🇷 إلا أنهم غير فاعلين بالانتخابات بسبب وجودهم في المناطق الكردية ، تحديداً منطقة الاسكندرون ( هاتاي) يجتمع فيها الأكراد والعرب وهم كما هو معلوم منقسمين بين السنّة والعلويين ، تاريخياً الجهتان لا يصوتون لحزب العدالة والتنمية ، وهذا الإخفاق حتى الآن لم يتم معالجته أو بالأحرى الحزب الحاكم مازالت قواعده الجماهيرية ضعيفة بينهم وخصوصاً بين العلويين ، فلم يستثمر الحزب السنوات السابقة في توفير الجهد والوقت في استقطاب الشباب والشابات ، على الرغم ايضاً من أن الأغلبية العربية في هذه المناطق يرفضون فكرة انفصال الأكراد عن الجمهورية ، بل يجدون في الحزب القومي الأمن والملجأ الأفضل لهم ، لأنه ينادي بعدم حرمان أي جهة من الهوية التركية ، وهذا الشعور غير متوفر حتى الآن لدى حزب العدالة ، فمن الجدير للمؤتمر الحزب أن يطرح تساؤلاً 🧐 عن الأسباب التى تمنع عرب الأتراك من التصويت لأعضائه ، وهذا يفسر من جانب آخر ، لماذا 🤬 السوريون وجدوا في تركيا 🇹🇷 بالمكان المتشابه والطبيعي لهم ، تحديداً في المناطق الشمالية أو العاصمة الاقتصادي إسطنبول ، فعرب تركيا بالأصل هم سوريين ، إن كانوا من السنّة أو العلويين أو حتى الأكراد ، كما أن المدن في تلك المناطق تتشابه لدرجة أن التوأمة كبيرة وفي مقدمتهم مدينة عنتاب التى تعتبر نسخة عن مدينة حلب ، بل أيضاً ، إذا ما تأمل المرء المطبخين السوري والتركي معاً سيجد على الفور ذاك التشابه بتحضير المخللات والمربيات بأشكالها المتنوعة والتى تعتبر في البيتين 🏠 🏡 أساسين ثابتين للمونة الشتوية ، بإلإضافة بالطبع ، لافراطهما في إستخدام البهارات والفلفل الحار ، وهذا ظهر بشكل جلي عندما انقسموا العرب في تركيا 🇹🇷 بين السنّة الذين تضامنوا وكانوا مسرورين 😌 بتوفير الحاضنة الأخوية والإنسانية للسوريين ، أما العلويين أظهروا رفضهم لهم ، بل في أغلب الوقت كانوا ومازالوا يحرضون الحزبين القومي واليساري التركيين من أجل 🙌 طردهم أو الحد من الحقوق المدنية التى وفرتها لهم حكومة العدالة والتنمية .

وهذا استطراداً ، وهو منحاً طيباً 👌 يسمح للمراقب التلويح والتلميح لكل تلك المبهرات التى ولدت نفوذاً واسعاً والأكثر تعميقاً في الرؤية الراهن من هدى البصر والبصير سواء بسواء ، إذنً ، لم يكن حزب العدالة والتنمية بالحزب التقليدي ، لقد أستطاع على مرّ ال 25 عاماً تغير نظرة 👀 الأتراك 🇹🇷 للداخل التركي والخارج ، وايضاً نظرة 👀 المنطقة العربية والإقليم بحد سواء والعالم عن تركيا ، لقد تدرج في الانفتاح السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي على الأقليات ، بإلإضافة إلى عودة تركيا 🇹🇷 إلى عمقها العربي ، ذاك العمق الذي عمّقهُ صلاح الدين الأيوبي ، وكان النشاط السياحي فرصة مناسبة وكبيرة في تصحيح المفاهيم التى ترسخت بين الأتراك والعرب ، حتى لو كانت الأحزاب الأخرى حاولت وتحاول استثمار مسألة اللاجئين السوريين ، إلا أن بلد مثل تركيا 🇹🇷 تأسس بنيوياً واستمر حتى الآن على التنوع الثقافي والعرقي والأقليات والتعددية الثقافية ، بل حتى ايضاً لو كانوا العلويين ينظرون للنظام في دمشق بأنه منقذ للطائفة ، لكنهم في واقع أمرهم ، وهذه حقيقة 😱 دامغة ، ببساطة 🙄 غير مستعدون للانضمام مرة آخرى لسوريا والانفصال عن الجمهورية التركية ، بل بعد 10 سنوات وأكثر من الانتفاضة الشعبية تمكنت فئة كبيرة من اللاجئيين السوريين الحصول على الجنسية التركية ، لقد استفادوا من التسهيلات الاستثمارية ، بل في مقارنة ساطعة ، حتى لو كان الزلزال الذي ضرب بضبط 11 مقاطعة ، أسمائها كالتالي ، (كهرمان مرعش / أضنة / أديامان / ديار بكر / غازي عنتاب / هاتاي / كيليس / ملاطيا / العثمانية / شانلي أورفا / إيلازيغ ) في الجنوب وجنوب الشرقي الأناضولي ، لكن تبقى الحقيقة تشير بأن زلزال النظام الأسد على السوريين أشد وطأةً بكثير من زلزال تركيا والذي دمر ما دمره من مباني والبنية التحتية ، وعلى الأغلب ، وحسب تقارير البلديات المحلية ف98% قد بنيت قبل عام 1998م ، أي قبل وصول الرئيس أوردغان لسدة الحكم ، بل في تقرير لجامعة اسطنبول ، يشير ☝ إلى أن الإضافات في البناء والتى يتم عادةً ترخيصها مقابل مبالغ مالية ، كانت سبباً اساسياً في عدم تحمل الزلزال .

بصراحة 😐 ، هنا أيضاً التحدي يُعتبر الأكبر في الانتخابات القادمة ، فالمعارضة وحزب العدالة والتنمية لهما تاريخاً طويلاً مع الشعب التركي ، وهو بلد قلوب أصحابه ترتعش عندما يسترجعون سنوات الاستبداد والفساد ، تحديداً في مسألة الاقتصاد ، لم تشهد تركيا 🇹🇷 عهداً بالنمو الاقتصادي كما شهدته في حقبة حزب العدالة الحالي ، وهذه الثقة من الصعب للأحزاب الأخرى الحصول عليها بالسهولة التى يعتقدها البعض ، لأن الشعب ببساطة 😳 لديه القدرة على صنع مقارنة أو جملة مقاربات ، بل هو من السهل له أن يصدق حزب العدالة عندما يقول بأنه في فترة وجيزة عازم على إعادة الأمور على ما كانت عليها البلاد ، بل من في الحزب ذاهبون إلى أعتماد إجراءات ومقاييس مغايرة عن الماضي ، كيف لا وإذا كانت دولة مثل إيطاليا 🇮🇹 والتى تُعتبر من القوى الصناعية الأوروبية ، وبشخصها رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني طلبت شخصياً من الرئيس اوردغان شراء المسيرات التركية ( المسلحة ) "بيرقدار تي-بي2 " لخصوصيتها وفاعليتها وشهرتها والتى أثبتت تفوقها في ثلاثة معارك في شمال سوريا وليبيا 🇱🇾 وناجورنو كاراباخ 🇦🇿 ، وهذا النوع من التصنيع لم يكن ليحصل لو لم يكن حزب العدالة والتنمية لديه مشروعاً تركياً متكاملاً ، في المقابل ، لم يتردد اوردغان في صنع مقايضة سريعة بين المسيرات التركية 🇹🇷 والدفاعات الجوية الإيطالية 🇮🇹، بل ذهب إلى أبعد من ذلك ، يتطلع من هو ساكن قصر بشتبيه إلى عملاً مشتركاً لصناعة الدفاعات من نوع «SAMP/ T» ، وهذا في النهاية هو الفارق بين حزب العدالة والتنمية والمعارضة ، فالحزب بقيادة اوردغان لديه مشروعاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً ودبلوماسياً واقتصادياً وصناعياً وخدماتياً على مستوى الوطن ، لهذا وهي خلاصة كبرى ، من الصعب وليس بصراحة 😑 من السهولة منافسته . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على