الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والعمل السياسي   مسرحية :( انتخبوا أم علي)

نانسي كايزن
د نانسي كايزن دكتوراه في فلسفة الفنون

(Dr Nancy Mohammed Aly)

2023 / 3 / 20
الادب والفن


انتشرت علي صفحات التواصل الإجتماعي في هذه الأيام كتابات كثيرة تشيد بدور المرأة وتستعرض القضايا  النسائية كتابات تبارك وتهنئ المرأة في يوم المرأة العالمي ؛ وفي مساء اليوم لبيت دعوة لحضور ندوة نسائية لثلاث نساء فضليات من أساتذة الجامعة  يتوسط منصة ندوتهن رجل هو أستاذ جامعي أيضا ، كلمات إنشائية مطرلة بدون ضرورة  تشف عن شهوة الكلام عن مآثر المرأة وما حققته علي كراسي عمادة معاهد أكاديمية الفنون ، وقصيدة شعر غزلي من نوع قصائد  -نزار قباني الحمراء - أشهد أن إلقاء الأساتذة الجامعية لها كان إلقاء بليغا  مشبعا بالإرنان ، في  نبرات  غرام وانتشاء  بموسيقي شعر  - ذكرت - أنه لسعاد الصباح .
طربت لإلقاء الدكتورة ؛ غير أني سألت نفسي ( ما علاقة هذه القصيدة الغزلية التي تتحدث فيها امرأة عن استعمار حبيبها لجسدها باعتبار جسدها أرضا ووطنا استباحه ذلك الفعل وأرسي مركبه في مياهها -  ماعلاقة هذه القصيدة بموضوع الندوة التي عقدت عن ( بقضايا المرأة في الأدب والفن ) بالطبع حظينا - بعيدا قصيدة سعاد الصباح  وأناقة إلقائها في غير مناسبة - حظينا بمداخلتين عن قصايا المرأة إحداهما للدكتورة ندا من كلية الآداب - مدرس الغة العبرية التي عرضت نماذج من قضايا المرأة المصرية من الأفلام السينمائية ، ومع أنها أستاذ الأدب العبري
الا أن عرضها لنماذج من قضايا المرأة في الأفلام السينمائية ما يشهد بقدرتها التحليلية للنماذج التي اختارتها بمنهجية واحتراف.
أما الدكتور أبو الحسن سلام 
  أستاذ علوم المسرح بكلية الآداب فقد ألقي كلمة موجزة عرض فيها عددا من المحاور  تحت عنوانين رئيسيين : ( المرأة في المسرح بوصفها قضية وجود في مواجهة العدم)
ومثل  لها بنمادج من صور المرأة  باعتبارها ذاتا - وباعتبارها أمة وباعتبارها وباعتبارها رمزا وباعتبارها جنسا

في المحور الثاني بعرض لصورة المرأة في المسرح بوصفها صانعة للعدم  وضرب لذلك أمثلة من نصوص مسرحية عالمية ومصرية .
كانت ندوة لاشك ناجحة إلي حد كبير ، وكانت ادارة د.  سحر  لها إدارة ناجحة ؛انتهت الندوة وبعد مغادرتي لقاعة مركز الحرية للأبداع التابعة لقطاع صندوق التنمية الثقافية استعدت في ذهني  موضوع مسرحية أهداها لي زميل دراسة كويتي في إسطوانة مدمجة لعرض مسرحي كويتي عن عمل المرأة في مجال السياسة   وكانت عن إمرأه تدعي أم علي رشحت نفسها لعضوية مجلس الأمة الكويتي
قررت " أم علي" وهي شخصية شعبية لم تكن لها أدنى علاقة بالشأن السياسي ؛ لا من قريب ولا من بعيد -  قررت خوض الإنتخابات البرلمانية فقررت الترشح لعضوية ( مجلس الأمة) إعمالا لحق المرأة في الإنتخابات وفي الترشح لمجلس الأمة ، الذي كفله لها الدستور الكويتي .
ولما كانت تلك أول مشاركة نسائية للمرأة الخليجية بشكل عام والكويتية خاصة لذلك سعى أحد أبنائها إلى الأتفاق مع مخرج أو مدرب مصري خبير بأصول الإتيكيت وأساليب التعامل في المجلس مع زملائها المحتملين من أعضاء المجلس والوزراء والمسؤولين الرسميين .
يحاول المخرج/ المدرب تدريبها في حضور زوجها وأولادها على طريقة مشية عضو مجلس الأمة وطريقة وقفتها وطريقة كلامها في المجلس عبثا؛ فهي تنفعل عليه وتحاول طرده ؛ بسبب إنفعاله عليها والسخرية من أدائها الحركي وطريقة كلامها وإلقائها للكلمات ؛ حيث تشعر بأنه يسفه طريقتها الكاريكاتورية ؛ غير أن الإبن الذي توسط بينها والمدرب يتدخل بعد أن ثار زوجها واحتد على المدرب ، نازعا غطرسته وخلفيات على الأرض استعدادا للعراك مع المدرب بعد أن سمع بأذنيه توبيخ المدرب لزوجته ( أم علي)  وسخريته منها ؛ لينتهي الموقف إلى التهدئة واستئناف المدرب لعمله معها في حضور أفراد أسرتها حيث يتم تدريبها في ساحة الدار أمام خيمة مفتوحة في خلفية الفضاء المشهدي ؛ وبها عدد من المقاعد الخشبية  علي شاشة بها صورة أم علي  - كما في النص-
مشهدية العرض:
يبدأ العرض بمشهد في داخل. ( سوبر ماركت) حيث  تحرش عامل السوبر ماركت بإحدى الزبائن من خلال معاكسته لها من وراء  صاحب  المحل . يتوالى دخول الزبائن وخروجهم من  سوبر ماركت بعد حصولهم على حوائجهم ؛ وهنا تدخل أم على لتطالب  صاحب  المتجر بسداد دين لها عليه  
غير أنه يماطل ويتهرب ؛ إلى أن يدخل زوج أم على ليلزمه بضرورة إحضار المال الذي عليه لأم علي ، فورا ؛ فيخرج ليحضر المال ويعود به ويقضي دينه . في تلك الأثناء تتعرف أم على على إحدى النساء من تلك المقومات  المتزوجات بزوج كويتي الجنسية ؛ وهي من صنف المقيمين غير الكويتيين المتعارف عليهم رسميا بصنف.  ( البدون ) - لا يحملون الجنسية الكويتية- تتعاطف أم على معها وتمنحها بعض المال على سبيل الصدقة أو الإعانة .
تكتشف " أم على "  أنها أهل لفعل الخير ومساعدة المحتاجين ؛ خاصة بعد أن شاع أمر الترشح  لمجلس الأمة ، وحق المرأة في الإدلاء بصوتها في انتخابات المجلس النيابي وحقها في الترشح لعضوية مجلس الأمة ؛ فتقرر الاستعداد لترشيح نفسها عضوا بالمجلس .
  يقنعها إبنها بالاستعانة بخبير مخرج مصري يدربها على أصول الإيتيكيت . وهنا ينتقل العرض إلى مشهد عمل المخرج المصري على تدريبها الذي يظهر عدم قدرتها على التجاوب مع إرشاداته  بنفعل ضيفها  المخرج  فيزمةر أفراد أسرتها  في وجه  المدرب سليط اللسان .
اعتمد مخرج  العرض في رسمه لمشهدية العرض على تقنية التكرار والمبالغة في تحريك الممثلين تحريكا كاريكاتوريا من خلال إيقاع سريع نابض وحركات فيها من الآلية  المبالغ فيها الكثير ، كما اعتمد على الكوميديا اللفظية وتقنية محاكاة المخرج التهكمية لطريقة سير " أم على" على غير الطريقة التي وجهها إليها ؛ كذلك الكلمات الساخرة التي يعقب بها على أسلوب أدائها الكاريكاتوري للوقوف والسير ومواقف الشموخ والصلابة أو الثبات التي يحب أن يتحلى بها عضو مجلس الآمة - حسبما يرى-
كذلك يعتمد على صور انقلاب الموقف ؛ حيث تتحول المتدربة من حالة الإذعان لتوجيهات المدرب وتحمل سخريته وإهانته إلى النقيض ؛ لتصبح هي من تهاجمه ونتبهه وترفع صوتها لتطرده ؛ مما يدفع زوجها إلى الشروع في التهجم عليه قولا وحركة
وفي موقف مغاير بعد التهدئة والعودة لم تدريبها ؛ تتغير الإضاءة لإطاء مشهد جماعي ( سلوية) لشباب (خيالات ظل) يحيطون بأم على ويلتفون حولها - بما يوحي بمساندة موقفها من الترشح ؛ وفي الوقت نفسه يصعد زوجها على مستوى أو مقعد في الخلفية بداخل الخيمة التي توحي بقبة مجلس الأمة ( حيث الخيمة هي المنظر الرئيسي الثابت طوال زمن استمرار عرض هذا المشهد) ووقوف الزوج عاليا في الخلفية على مقعد يوحي بأنه رئيس المجلس حيث يبدأفي إلقاء خطبة طوال (المشهد الظلي / السلويت ) الذي يحيط فيه بعض الممثلين ( خيال الظل) بأم على .
ونلاحظ هنا أن المخرج قد اعتمد على بعض صور الفرجة الشعبية بدءا من المشهدية الكاريكاتورية الساخرة في موقف تدريب " أم على" بضخامة جسمها ونمطيته على أساليب الرشاقة في طريقة المشي وفي الوقوف وفي طرق التحدث مرورا بالتكرار الآلي اللفظي والحركي وقفشات السخرية مع توظيف مشهد خيال الظل ؛ مرورا بعنصر المصادفة التي تناسب المواقف الميلودرامية ؛ حيث الظهور المفاجئ للأبن وإكتشاف انتسابه لوالديه بعد أن أصبح رجلا وزوجا ؛ وهذا
يناسب الميلودراما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل