الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام

محمد حمد

2023 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يعلم القاصي والداني علم اليقين بأن المؤسسات الدولية ذات الاسماء الخادعة والرنانة تخضع بشكل كامل لاهواء وامزجة وسياسة امريكا وبعض دول الغرب. خصوصا أن غالبية هذه المؤسسات إن لم يكن جميعها لها مقرات في امريكا او في أوروبا. وتاسسّت اصلا لمعاقبة ومحاسبة خصوم أمريكا ودول الغرب تحديدا. ولدى هذه المؤسسات ما يكفي من الخبرة والتاريخ الطويل في فبركة وتزوير وتشويه الحقائق والوقائق. مدعومة بماكينة إعلام منحاز وعدواني بلا قيد أو شرط. ينشر السموم في كل مكان ويتلاعب بعقول واراء الملايين.
في قرارها الصادر بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تجد المحكمة الجنائية الدولية تهمة أكثر مصداقية وعقلانية حتى يمكن أن يتقبلها الناس. اتهمت الرئيس بوتين ب "خطف اطفال" وهي تهمة تثير السخرية والدهشة في آن واحد. وسبق هذه التهمة والقرار أو مذكرة التوقيف محاولات فاشلة وبائسة قامت بها سلطات كييف التازية بزعم وجود مقابر جماعية لابرياء اوكرانيين قتلهم الجيش الروسي. وفي تلك المناسبات راحت ماكينة الإعلام المعادي لروسيا بالعمل باقصى طاقتها الجهنمية. هدفها هو تشويه سمعة روسيا والرئيس بوتين ليس الّا.
ان سياسة الكيل بمكيالين هي السائدة في غالبية المؤسسات الدولية. ودائما ما تقف مع الظالم ضد المظلوم. وتصل بها الوقاحة احيانا إلى مطالبة المظلوم بضبط النفس. أما الظالم فيمنح المزيد من الشرعية للإستمرار في عدوانه وطغيانه واستخدامه المفرط للقوة.
وعيون المحكمة الدولية دائما مفتوحة عندما يتعلق الأمر ىخصوم امريكا. بينما تُصاب بالعمى الاسود عندما ترتكب دولة العم سام ابشع الجرائم. وتخرج منها دائما بصك براءة " دولي" يصدر عادة من المؤسسات ذاتها التي تتباكى ليل نهار على حقوق الإنسان والديمقراطية.
وفي غزوها اللاشرعي واللاخلاقي واللانساني والمبني على كذبة فضيعة، عام ٢٠٠٣. ارتكبت امريكا في العراق سلسة من الجرائم البشعة لا توصف ولم يسبق أن حدثت في أي مكان أو زمان آخر. قامت بتدمير جميع المرافق والبنى التحتية الحيوية بشكل كامل، بما فيها المدارس والمستشفيات والمساجد والجسور وغيرها. وقتلت آلاف العراقيين المدنيين الابرياء، نساء وأطفال وشيوخ ومعاقين، وحولت البلد إلى ساحة حرب لتصفية حساباتها مع خصومها حتى هذه اللحظة. ومازالت براهين وشواهد جرائم امريكا موجودة في العراق " تقول لمن يمرّ "الا تراني ؟ "
فاين كانت نائمة المحكمة الجنائية الدولية؟ هل يعقل أن كل الجرائم الوحشية، فضائع وفضائح سجن ابو غريب مثلا، لم تنمكن المحكمة الغير موقّرة من توجيه تهمة واحدة على الاقل الى المجرم جورج بوش الابن، او إلى احد مساعديه؟ او حتى إلى ضابط برتبة صغيرة.
كل الجرائم حلال ومشروعة لأمريكا والكيان الصهيوني. فهما الدولتان الوحيدتان في العالم المسموح لهما، من فبل جميع المؤسسات الدولية ذات الاسماء الرنانة، بممارسة كل انواع الجرائم وفي اي بلد وضد اي شعب. ونحن في العراق ما زلنا منذ عشرين عاما ننتظر "التفاتة" قانونية من المحكمة الجنائية الدولية. ولكن لا حياة لمن تنادي !
أما جرائم جيش الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل فلا تحناج، يا اصحاب المحكمة الجنائية الدولية، إلى ادلّة أو براهين أو شهود عيان، ولا كتابنا وكتابكم. يكفي أن تفتحوا جهاز التلفاز لتروا بأمّ اعينكم العورء الجرائم والانتهاكات الصارخة التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي. لا نطالب جناب المحكمة الدولية أن تصدر مذكرة قبض أو استدعاء بحق المجرم نتنياهو. فهذا أمر اصعب من المستحيل. ولكن بإمكان المحكمة الدولية أن تشير ولو بلغة غامضة وبنصف سطر الى ما يرتكبه الكيان الصهيوني في المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة من جرائم وانتهاكات صارخة. لا يمكن للشعوب في كل مكان أن تعوّل كثيرا على المحكمة الجنائية الدولية التي تمارس دور الخصم والحكم في آن واحد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟