الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين .. أم البدايات

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 3 / 21
القضية الفلسطينية


تتعرض فلسطين الإنسان الأرض والسماء والماء والحجر، كل يوم الى هجمة جديدة، ومذبحة جديدة ويمارس على أرضها كل يوم جرائم تفوق ما يوصف بالجرائم ضد الإنسانية وكل ذلك بلا حسيب أو رقيب، في ظل صمت دولي، وسكوت وغض الطرف من الهيئات الدولية التي سأم شعبنا من بيانات إدانتها واستنكارها، والتي ما أن تقوم سلطات الاحتلال بجريمة ما، حتى تخرج تلك البيانات البالية التي تصطف كلماتها بشكل رتيب وبلا مجهود يذكر، خطابات مكررة ثابتة النص إلا اسم الجريمة ومكانها ولا تقيم للضحايا أو ذويهم أي شأن، وتعتبره عملاً روتينياً لتدعي نصرها للعدالة.


بالأمس القريب خرج علينا مستوطن ارهابي برتبة وزير، الإرهابي بتسلئيل سموتريتش، الذي أدعى بكل وقاحة بأن "لا يوجد شعب فلسطيني وأن هذا ليس سوى اختراع يعود عمره إلى أقل من مائة عام"، وتابع سموتريتش القول: إن "العرب اخترعوا شعباً وهمياً من اجل التصدي للحركة الصهيونية، وإن هذه الحقيقة التاريخية يجب أن تُسمع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن"، وحتى يتكمل سيناريو الارهاب لا بد من اضافة شعار (منظمة الأرغون الارهابية) -المنظمة العسكرية الوطنية في ارض اسرائيل- على المنصة التي اعتلاها سموتريتش، والتي تدعي أن فلسطين التي يريدونها هي أرض فلسطين بالاضافة الى المملكة الاردنية الهاشمية، ولعل سموتريتس نسي أو تناسى أن وجود جدته في قرية (المطلة) الفلسطينية المغتصبة والتي أقيم عليها مستوطنة ميتولا، وهي تجمع لمستوطنين قدموا إلى فلسطين من روسيا، لا يدل إلا على بجاحته وغبائه الشديد، وأن قدرته على الكذب لن تغطي على حقيقته كمستوطن غريب عن هذه البلاد، مستوطن لا يملك فيها ذرة تراب شاء أم أبى، وأن سرده لتاريخ مزور أمام حشد ما، لا يجعل من سرديته حقيقة وأمر واقع، وأن وجود جدته المقبورة على أرض فلسطين لا يؤرخ للارض، فالتاريخ لا يوثق النكرات، والشعب الفلسطيني ليس بحاجة لتنقيب عميق عن أصوله فهم فلسطينيون رغم أنفه، شعب سكن هذه المنطقة وعمَرَها لآلاف السنين، فهل يستطيع انكار ان اسم فلسطين لوحده ذكر في مسلة (أدريمي) ملك الالاخ (تل العطشانة) في منتصف القرن الخامس ق.م، وذكرت ايضاً في عهد الملك الآشوري (أدديزاري الثالث) حوالي 800 ق.م، وغيرها من الادلة، فالتاريخ كتب فينا وعنا ما لا يستطيع المخرفون والدجالين تحريفه وتزويره، وأن المحاولة البائسة التي بذلها المتطرف الارهابي سموتريتش، ومن قبله العديدون لن تغير شيئاً من تاريخ أصغر حجر في مدينة اريحا -مدينة القمر- (١٠ الاف سنة ق.م) فتاريخنا وهويتنا وقوميتنا معروفة، على عكس من لُم شملهم من أصقاع الأرض، لُقطاء بلا هوية او تراث او حتى لغة مشتركة، واستقدموا الى فلسطين لتجعلهم بريطانيا خنجراً مسموماً في خاصرة العرب، ولترتاح الدول الاوربية من شرورهم وازالة خطرهم الذي يشكلونه في مجتمعاتهم، ولتطوي اوروبا صفحة أحياء الغيتو السوداء في تاريخها، الى الابد ولتنشر طاعون الصهاينه في فلسطين.


فليعلم القاصي والداني أن الأرض لن تتكلم الا العربية والعربية فقط، ولن يسمع لَحن فيها إلا إذا كان عربياً قحاً، وليتذكر هذا المستوطن المتطرف أن مصير الغزاة عبر التاريخ هو النسيان، فالتاريخ لا يمجد إلا أصحاب الحقوق ويحيل المارقين أمثاله الى أظلم زواياه، وتطارد الغزاة لعناة من طردوهم، وليتذكر جيداً أننا شعب لا نستكين للمحتل ولا نرضى أن نعيش تحت رحماته أو ونعيش تحت نصال حرابه، شعب حر يعيش بكرامة ولا يقبل غيرها، أصوله ثابتة ثبات سنديان الجرمق وشامخ شموخ الكرمل، وتصدى للغزاة وطردهم من أسوارها المنيعة كما قلعة عكا، وليعي جيداً أن للأرض حبيبة ولا بد من يوم تشرق شمس الحرية على شعب اشتاق لها.


ختاماً لا أجد أبلغ مما قاله الأديب الفلسطيني الراحل، غسان كنفاني لوصف كذبة الإرهابي سموتريتش، " إن أكبر جريمة يمكن لأي إنسان أن يرتكبها ، كائناً من كان ، هي أن يعتقد ولو للحظة أن ضعف الآخرين وأخطاءهم هي التي تشكل حقه في الوجود على حسابهم ، وهي التي تبرر له أخطاءه وجرائمه…"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -