الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سادية جنود الاحتلال تستهدفهم الأطفال يشكلون 24.78 % من العدد الكلي للشهداء الفلسطينيين

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2003 / 6 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




تعكس ممارسات الاحتلال الإسرائيلي سادية مظلمة يمارسها جنوده ضد المواطنين الفلسطينيين تأخذ أبشع صورها باستهداف متعمد للأطفال بالقتل والأذى النفسي والجسدي. وفي حادثة أخيرة، أغرى جنود إسرائيليون كانوا يركبون جيبا عسكريا، أطفالا فلسطينيين في حي وادي النصارى بمدينة الخليل بالتجمع حولهم للاستماع إلى موسيقى كانت تنطلق من الجيب، وعندما تجمع الأطفال حول الآلية العسكرية الإسرائيلية، أطلق الجنود الإحتلاليون من داخلها شفرات حادة باتجاه الأطفال الذين أصيبوا برعب وبجراح حادة بلغ طول بعضها 70 سنتيمترا.
ويقول مواطنو الخليل أن القوات الإسرائيلية تتعمد إيذاء أهالي حي وادي النصارى القريب من الحرم الإبراهيمي في الخليل لترحيلهم وتنفيذ خطة إسرائيلية ترمي إلى وهدم منازلهم لإقامة شارع يربط بين مستوطنة كريات أربع والبؤر الاستيطانية في قلب الخليل بعد استصدار رئيس الحكومة الإسرائيلية إرئيل شارون قرارا قضائيا يسمح بإزالة عشرات المنازل في المنطقة لإقامة الشارع المذكور الذي قررت سلطات الاحتلال شقه بعد تنفيذ المقاومة الفلسطينية قبل عدة أشهر لعملية استشهادية في المنطقة سقط فيها 12 إسرائيليا.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يربو على 450 طفلا فلسطينيا واعتقلت أكثر من 320 آخرين منذ بدء الانتفاضة الراهنة.
وقال منسق الأبحاث و التعبئة الدولية في"الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" - فرع فلسطين عايد أبو قطيش، إن الممارسات و الانتهاكات الإسرائيلية نسفت اتفاقية حقوق الطفل الدولية، التي دخلت حيز التنفيذ منذ 1990.
وأضاف أنه "لم يكن هناك أي حدّ أدنى من الجانب الإسرائيلي للالتزام بهذه الاتفاقية، والذي يبدو واضحا من خلال انتهاكاته وممارساته الجسيمة والمتكررة، المتمثلة بقصف المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين والأطفال، والتي يفترض أن تكون محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة".
وأوضح أبو قطيش، أن إحصاءات وبيانات واستمارات الشهداء الفلسطينيين لدى الحركة تدل على زيادة نسبة الأطفال الذين سقطوا نتيجة القصف العشوائي للتجمعات والأحياء المدنية، حيث شكل الأطفال ما نسبته 24.78 % من العدد الكلي للشهداء.
وظهرت زيادة حادة في عدد الشهداء الفلسطينيين الأطفال، الذين استشهدوا بسبب سياسة الاغتيالات، الخارجة عن نطاق القانون، التي تتبعها قوات الاحتلال، حيث بلغ عدد الشهداء نتيجة هذه السياسة 34 طفلا، واستشهد 12 طفلاً عام 2002، بسبب مشكلة الألغام ومخلفات الاحتلال.
وأشار المسئول في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إلى محاكم الاعتقال الإداري والسجناء الإداريين من الأطفال الفلسطينيين، وقال إن "الاعتقال الإداري للطفل يشكل خرقا فاضحا لحقوق الطفل".
وقتل جنود إسرائيليون أطفالا فلسطينيين عديدين بدم بارد وقنص متعمد خلال قصف عشوائي لمنازل ذويهم وقتلوا آخرين خلال لعبهم مع أقران لهم أمام منازلهم أو لدى عودتهم من مدارسهم.
ويعاني32.7%  من الأطفال في قطاع غزة  من خبرات صادمة تحتاج إلى علاج نفسي.
فقد كشفت دراسة على أطفال في قطاع غزة أجراها برنامج غزة للصحة النفسية عن نتائج بالغة الخطورة حول الأوضاع النفسية للأطفال الفلسطينيين في القطاع. وأثبتت الدراسة أن 32.7% من الأطفال في القطاع يعانون من أعراض حادة لما بعد الخبرات الصادمة تتطلب العلاج بينما 55% من مناطق التماس يعانون من هذه الأعراض.
وأوضح د. سمير قوته الأخصائي الإكلينيكي في برنامج غزة للصحة النفسية الذي أشرف على الدراسة أن سكان المخيمات هم الأكثر عرضة للعنف والعدوان الإسرائيلي حيث كانت نسبة الأطفال الذين تعرضوا لأعراض الخبرة الصادمة الحادة منهم 84.1% بينما كانت نسبة الذين يسكنون المدن وتعرضوا لخبرات صادمة حادة 12.9% بينما وصلت في الأحياء الجديدة في المدن 9 2.% . وبلغت عينة الدراسة 944 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10-19 عاما بمتوسط 15.14 منهم 49.7% ذكور و 50.3% إناث، وكشفت أن 19% من أطفال العينة تعرض بيتهم للقصف فيما تعرض 9.4% للإصابة، وتعرض 2.8% للإصابة بعيار ناري.
وأوضحت الدراسة أن 55.1% من سكان التماس يعانون من أعراض خبرة صادمة حادة و33.9% يعانون من هذه الأعراض بصفة متوسطة و9.3% بشكل طفيف ولكن معظمهم بحاجة إلى علاج نفسي.
وأوضح د. قوته أن الدراسة أثبتت وجود كم هائل من مؤثرات عنيفة على الأطفال ما يشكل أزمة خطيرة على مستوى التعرض للخبرة الصادمة أو إدراك البيئة المحيطة أو إدراك الحب والحنان وهو مطلب كبير لهؤلاء الأطفال الذين يعانون بشكل حاد أو متوسط أو طفيف ويحتاجون إلى اختصاصي نفسي للتخلص من أعراض الخبرة الصادمة التي تكمن خطورها في إمكانية اختزانها لفترات مستقبلية قد يختزنها الطفل وتبقى لتؤثر على تفكيره وإحساساته في المستقبل وقد ينقلها إلى الأجيال المقبلة وتنعكس على مجمل سلوكه.
و أشار إلى أن العديد من السلوكيات المرضية بدأت تبرز على الأطفال الذين يعانون من الخبرة الصادمة لان الطفل الذي يتعرض لهذه الخبرة غير قادر على السيطرة عليها وبدأ يعايشها وتثقل عليه فيصاب بنوع من التوتر النفسي تخلف أحلاما وكوابيس ونوع من الرجوع إلى الوراء في العمر الذهني مثل ظاهرة التبول اللا إرادي  الأمر الذي يعني أن الطفل المعاني من تعرضه للخبرة الصادمة غير قادر على استيعاب ما يراه.
وقال قوته إنه عرض على الأطفال في العينة التي شملتها الدراسة صورة طفلة ترتكز بوجهها على يدها وسئلوا جميعا بماذا تفكر هذه الطفلة واسمها فاطمة وكيف تستطيع أن تحل مشكلتها؟ فأجاب 66% من الأطفال "أن تواصل فاطمة الاهتمام بدراستها واقترح "24.7% أن تقوم بعملية استشهادية، ورأى 8.7% أن تساعد العملية السلمية".
وقالت الدكتورة كايرو عرفات مدير الخطة الوطنية للطفل الفلسطيني، إن السياسات القمعية الإسرائيلية أدت إلى تدهور أوضاع الطفل في فلسطين . وأوضحت أن من أبرز المشكلات التي يعاني منها الطفل الفلسطيني هي حياة الفقر التي يعيشها حاليا معظم الفلسطينيون الذين لم يعد باستطاعة كثيرين منهم تأمين الغذاء اللازم لعائلاتهم وأطفالهم أو شراء الأدوية وتأمين العلاج المناسب لأطفالهم.
وقدر تقرير صدر عن جامعة النجاح الفلسطينية  حجم عمالة الأطفال داخل المجتمع الفلسطيني بنحو 60 % من إجمالي عدد الأطفال الفلسطينيين، والذين يمثلون نسبة 6.34 % من إجمالي السكان باتوا يعانون من ممارسة طفولتهم بصورة غير طبيعية ، وذلك نتيجة الضغوط التي يمارسها الاحتلال .
وأشار التقرير إلى أن ظاهرة عمالة الأطفال داخل المجتمع لها أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وآثارها السلبية على المجتمع والتنمية. وأوضح أن من إجمالي الأطفال العاملين هناك 40 % دون سن الرابعة عشرة فأقل، مشيرا إلى أن نسبة الأولاد تشكل 92 % مقابل 8 % للفتيات منهم 60% ما زلوا يتلقّون تعليمهم، محاولين التوفيق بين الدراسة والعمل.
وأرجع التقرير تنامي هذه الظاهرة إلى المسؤولية التي يتكبدها الطفل الفلسطيني من المساهمة في رفع دخل الأسرة، التي تحتاج إلى مجهود أربعة أشخاص على الأقل لسد احتياجاتها الضرورية في ظل الضغوظ التي تفرضها سلطات الاحتلال، إضافة إلى الأعباء التي يرتّبها اعتقال واستشهاد رب الأسرة  وزيادة معدلات البطالة إلى أرقام غير مسبوقة، وهو ما أدى إلى خروج الأطفال إلى سوق العمل للمساهمة في حل مشاكل الأسرة.
وتقول الدراسة إن معظم الأطفال يمارسون أعمالا أقرب إلى التسول من أجل التكسب، ونسبة غير قليلة يعملون بائعين متجولين ييبعون السلع عند مفارق الطرق وفي المجمعات التجارية.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي