الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألديموقراطية : شهادة حُسن السلوك السياسي

عدنان فارس

2003 / 6 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 
ألذين غرّدوا خارج السرب بأقبح الألحان ، قبل وأثناء حملة حرية العراق حاولوا جاهدين وبكل
ماأوتو به من امكانيات أن يفتتوا الثقة بجدية نوايا الولايات المتحدة الأمريكية في تخليص الشعب العراقي من قبضة أقبح نظام حكم عرفه التاريخ . هؤلاء مؤلفوأناشيد التضليل والتغبية السياسية : الرأسماليه عدوة الشعوب , أمريكا ألشيطان الأكبر وإسقاط صدام مهمه عراقيه ليست أجنبيه ... وغيرها من شعارات النفاق والتسميم الوطنيين , هؤلاء الذين ينقلون ( مشاعر ) إحدى مُنتسباتهم التي تتفق و (أهوائهم الوطنيه ) مثل : صحيح صدام كان ظالم ولكن كان ربما يأتي يوم نتخلص منه بدون تدخل الأجانب !! .. هؤلاء الذين ورد في تعليق اذاعتهم على انتصار 9 نيسان : إن الدكتاتورية الصدامية خائنه لأنها لم تتصدى للقوات الغازيه ( !؟ ). هؤلاء الذين تسنّى لهم  بعد 20 سنه ! وفي يوم 30 .5. 2003 وبفضل ( القوات الغازيه وفقط بفضل القوات الغازيه ) أن يعرفوا بأن لهم 167 رفيق كان صدام قد أعدمهم في سنة 1983 !! ، ورغم ذلك يعترضون على حل البعث ويعترضون على اعتبار البعث حزبا فاشيا ، ويُطالبون ( برحيل الغزاة ) !؟  شنو السر ياشعب  !؟  هؤلاء أنفسهم يطالبون اليوم وبنداءات عاجلة وبعد تحرير العراق بأيدي أجنبيه ( ! ) بتشكيل حكومة (( ائتلاف وطني )) !؟.
إن كانوا لسبب أو لإخر لم يحالفهم الحظ أن يحتلوا مكانهم المناسب في قطار التحرير ، فإن قطار البناء والإعمار أرحب سعة وأطول طريقا . شعبنا العراقي وأصدقاؤه المحررون لن يسمحوا أن يتحول العراق المحرر الى إرث ينبغي اقتسامه ... نعم لإئتلاف وطني يستند الى التحالف والصداقه مع الولايات المتحده الأمريكيه ، أمّا حكومة ائتلاف وطني ليس من أجل بناء عراق خربه صدام وإنما من أجل ( مقاومة الاحتلال )، فانها بالتأكيد حكومة ( بعثييون وإن لم ينتموا ) . .
لقد وضع صدام حسين الشعب العراقي على طريق الانقراض ، صادر حق الحياة .. شعب أعزل يموت، ولكن كان بامكانه أن يستغيث : يامحبي الحياة أنقذوا الحياة في العراق .. حتى أدرك العالم أن صدام ليس عدو الشعب العراقي فحسب وإنما هو أحد محاور الشر في العالم ، كان مسلحا بدعم وإسناد كل قوى الشر والارهاب من أنظمة وتنظيمات .....

قوى الحريه والديموقراطيه ، وبعد طول انتظار، عقدت العزم بقيادة الولايات المتحده الأمريكيه على إعداد وتنفيذ عملية حرية العراق .. وتم تحرير العراق بأقل الخسائر. عراقنا لم يُحتل،عراقنا تحرر واسترد حق الحياة، وشعبناعازم على بناء عراق حر ديموقراطي متطور وهذه مهمة لا تنجز إلا بضمائر حرة ديموقراطية .
العراق الآن بحاجة ماسة وملحة للكوادر والطاقات في مختلف المجالات مما يستدعي جهودا كبيرة واستثنائية لتشجيع وترتيب وتنظيم شؤون عودة العراقيين لتضميد جراح بلدهم واعماره , فهل بادر دعاة الوطنية الى لملمة العراقيين وحثهم لنصرة بلدهم المحرر، والوقوف الى جنب الشعب وتعزيز الثقه بالانتصار؟ .. ولكننا على العكس من ذلك نرى أن الكثير منهم يندبون القانون والأمن والسياده والشرعيه، بعد صدام !؟. . . .
في مقدمة إحتياجات العراق وشعبه الآن، توطيد وترسيخ التحرير وحمايته من عودة صدام آخر ، وهذه مهمة سوف ينجزها شعبنا بدعم مباشر من جانب أصدقائنا وحلفائنا الأمريكان وبقية أنصارنا في التحالف العالمي ضد أنظمة وتنظيمات الارهاب بكل أشكاله القوميه والدينيه واليساريه .
صديق الشعب العراقي توني بلير يقر ويعترف في بداية انطلاق حملة حرية العراق : إن الشعب العراقي فقد الثقة بنا لأننا خذلناه في 1991 وعلى عاتقنا تقع مسؤولية استعادة هذه الثقة وتعزيزها .. وفعل ذلك . وقبله ألرئيس جورج بوش جعل من تحرير الشعب العراقي القضيه رقم 1 في اهتمام العالم وهتف أمام المليارات من البشر : إن صدام مغتصب العراقيات وصدام يُسمم شعبه وإن الشعب العراقي لاينبغي أن يحكمه صدام ... وقاد حملة حرية العراق مظفرا وبأقل الخسائر . وأنتم يادعاة وتجّار الوطنيه العراقيه ( أحزبا وأشخاصا ) هل لكم ان تتجرؤا بذكر واحدة من خطاياكم الممتدة على مدى عشرات السنين؟ بدلا من ذلك وبدلا من حتى أن تسكتوا ، تعوون الآن وتولولون من أجل ( طرد المحتلين الغزاة !! )، يالبلاء الشعب العراقي بوطنيين مُغرمين بالخطيئة الوطنية ! . .
العراق وشعبه بحاجة الى وطنيين بضمير ديموقراطي , وطنيين يعتقدون بأي شيء ويقكرون كما يشاؤون ويتجهون صوب مايريدون .. بضمير ديموقراطي .. انه شرط الأهليه في التمثيل والعمل السياسيين . إن كان العداء والرفض لصدام قد أكسبنا أنصارا وأصدقاءا لتحريرنا ، فبالديموقراطية إطارا ومنهجا وضميرا وبالتعاون والصداقه مع قوى ودول الحريه والديموقراطيه في المنطقه والعالم ننطلق في بناء واعمار بلدنا.
 
ليست ديموقراطية تلك التي نركلها في نهاية الجسر للسلطة , وليست ديموقراطية تلك التي نتعامل بها مع الاخرين حسب أديانهم أو قومياتهم أو جنسياتهم . إن من الواجب الديموقراطي إحترام حقوق المواطنة في البلد واحترام الحياة ، والحرص الحقيقي على المصالح المشتركه مع البلدان الأخرى وخصوصا البلدان الاقليميه التي تحترم حقوق
ألأنسان وتنتهج الديموقراطيه.

*عضومجموعة الليبراليين العراقيين
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان