الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 1/2

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



DANIEL W. DREZNER

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي. [1]


خلال العام الماضي؛ وجهت موسكو الكثير من النقد اللاذع إلى الغرب. حجم هذا الخطاب يواري أحيانا حقيقة محرجة حول إعادة توجيه السياسة الخارجية لموسكو بعيدا عن الغرب نحو حلفاء كالصين وإيران: النخب الروسية ليست في تمام الابتهاج بشركائها الجدد. فمن محادثاتي مع الأكاديميين الروس، لاح الكثير من التذمر بشأن جودة الدعم الصيني الضئيلة، على مثال. وهذا يعكس غطرسة روسية ضاربة في التاريخ حيال جارتها الشرقية؛ يعود إلى أيام ستالين و ماو. أما الازدراء الروسي الموجه نحو إيران فأعظم.
هذه المشاعر متبادلة. و في محادثاتي مع الدبلوماسيين الصينيين، فعن سخط كبير من تصرفات روسيا في أوكرانيا يعبرون. بالنسبة لهم، أزعج الغزو وضعا استراتيجيا؛ اعتقدوا أنه موات للصين. و الشعب الصيني العادي ما فتئ يضمر الاستياء تجاه روسيا لقد سمعت الطلاب الصينيين يتحدثون بتفصيل دقيق عن استيلاء القياصرة في القرن 19م على أراض إقليمية؛ لم يتم استرجاعها بعد. وبالمثل، اشتكى زملائي الروس من أن علاقاتهم الثنائية مع إيران تعثرت بسبب مظالم طهران التاريخية.
بالرغم من هذه الاستياء المستمر، إلا أن العام الماضي علم هذه الدول كلها درسا مهما: فبقدر ما قد نكون لديها مشاكل مع بعضها البعض، تغدو لديها مشاكل أكبر بكثير مع الولايات المتحدة. فخلال العام الماضي، لما فرضت الولايات المتحدة عقوبات واسعة النطاق على روسيا، اتخذت أيضا منعطفا متشددا للغاية حيال الصين. تتراوح السياسات التي تعبر عن هذا الشعور من ضوابط التصدير الصارمة إلى الدعم العام لتايوان؛ إلى الحظر المحتمل لتيك توك / TikTok. و في عين الوقت، واصلت إدارة بايدن بشكل أساسي سياسات الوضع الراهن تجاه إيران. حيث قوضت الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وهذا يترك الدول الثلاث تحت درجات مختلفة من أنظمة العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة – و لا غرو أنها بدأت في العمل معا بشكل أوثق. فإيران في المراحل النهائية من الحصول على العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، وهي منتدى أمني تقوده روسيا والصين. و الأخيرة ساعدت في التوسط في الوفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية. و الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ "قلق بشكل متزايد" من أن الصين قد تزود روسيا بالأسلحة؛ على أن تدعم أوكرانيا. و العلاقة بين إيران وروسيا توسعت خلال الحرب في أوكرانيا، حيث وصفها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي/ John Kirby بأنها "شراكة دفاعية واسعة النطاق".
لدى الولايات المتحدة أسباب وجيهة لمعارضة الدول الثلاث. الصين هي منافس نظير يتصرف بطريقة استبدادية وعدوانية بشكل متزايد خلال حكم شي جين بينغ/ Xi Jinping. و النظام الإيراني لا يزال غير ليبرالي إلى حد كبير، و يتبع سياسات هددت حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. و تصرفات روسيا في أوكرانيا تتحدث عن نفسها. ومع ذلك، عندما تضيف مزاعم بأن كوريا الشمالية باعت أسلحة إلى روسيا، فإنه أحيانا يبدو كما لو أن الولايات المتحدة ألهمت فيلق الموت الخاص بها الأقل كوميديا.
يغذي هذا التحالف الناشئ الميل الأمريكي لتجميع كل خصوم الولايات المتحدة في نفس السلة. فخلال ذروة الحرب الباردة، افترض العديد من صانعي السياسة الأمريكيين أن الكتلة الشيوعية كانت متجانسة. في هذا القرن، كثيرا ما افترضت أجزاء من مجتمع السياسة الخارجية أن الولايات المتحدة تواجه محورا لشيء ما. ففي يناير 2002، أعلن جورج دبليو بوش محذرا في خطابه عن حالة الاتحاد بأن إيران والعراق وكوريا الشمالية "دولا مثل هذه وحلفاءها الإرهابيين يشكلون محورا للشر، يتسلح لتهديد السلام في العالم". في حين أن أيا من هذه الدول لم يكن نموذجا للفضيلة، إلا أنها لم تتعاون مع بعضها البعض أو مع القاعدة.. و بعد عقد؛ و إبان الانتخابات الرئاسية لعام 2012، حذرت سياسة ميت رومني/ Mitt Romney الخارجية من ظهور محور الاستبداد. في ذلك الوقت؛ تم رفض تحذير رومني ، لكن خلال العام الماضي، تبنى المراقبون من مختلف الأطياف السياسية الفكرة بكل إخلاص. إن القلق الغامض الذي يشعر به المراقبون الأمريكيون؛ و مؤداه أن غالبية دول جنوب العالم لا توافق على فرض عقوبات على روسيا؛ يغذي هذا الخوف من أن الكثير من العالم يتحد ضد الولايات المتحدة.
------------
[1] في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواها جملة أو تفصيلا. المترجم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا