الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستنشئ الولايات المتحدة فيلق الموت؟ دانيال دبليو دريزنر 2/2

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



DANIEL W. DREZNER

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي.


حاليا، من الصعب إنكار أن روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وغيرها تتخذ إجراءات تتعارض و المصالح الأمريكية. ومع ذلك، ليس جليا أن التعاون بين هذه الدول هو أكثر من مجرد تكتيكي في طبيعته. بالنسبة لإيران وكوريا الشمالية، فإن أي فرصة للي يد الولايات المتحدة والخروج من عزلتهما الاقتصادية الحالية هي خطوة مرحب بها. وبالمثل، فإن روسيا بحاجة ماسة إلى المساعدة من أي جهة كوسيلة لمكافحة الخسائر التي تلحقها بالاقتصاد الروسي العقوبات والحرب. إن كل المظالم والمخاوف التاريخية التي لدى روسيا والصين وإيران في التعامل مع بعضها البعض لم تختف بطريقة سحرية، بل لقد تم تصعيدها ببساطة من خلال مقاومتها الجماعية للضغط الأمريكي.
يمكن للولايات المتحدة الرد على هذا التحالف الناشئ بإحدى طريقتين، كلاهما غير جذاب. يتمثل أحد الأساليب في تبني النظرة المانوية للعالم والاستمرار في تبني سياسات تناوئ هذه المجموعة من البلدان في المستقبل المنظور. و المرء عندما يفحص كل دولة في فيلق الموت الناشئ هذا، فإن الولايات المتحدة لديها أسباب وجيهة للعقوبات وأشكال الاحتواء الأخرى. فإيران تواصل برنامج أسلحة نووية و آخر للصواريخ الباليستية، وأنفقت جم الأموال لزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. و روسيا غزت جيرانها مرارا وتتحمل المسؤولية عن بدء أكبر حرب برية في أوروبا غب الحرب العالمية الثانية. و أبعد من هذه الحقيقة الصارخة، غدا فلاديمير بوتن على استعداد تام لإحداث الأذى بدول الناتو، بدءا من حملات التضليل إلى محاولات اغتيال المعارضين. و في الصين؛ فإن دبلوماسية الذئب المحارب في الخارج والقمع المتزايد في الداخل، لا تتماشى و كونها صاحبة مصلحة مسؤولة. أما كوريا الشمالية ... حسنا ، إنها كوريا الشمالية.
في حين أن تجميع خصوم أمريكا معا قد يبدو جذابا من الناحية المفاهيمية، إلا أنه يخلق أيضا تعقيدات. أولا، يجعل بناء تحالفات الاحتواء أكثر صعوبة. قد تكون الهند على استعداد لاحتواء الصين، في المثال، لكن العلاقات التاريخية ستجعل من الصعب معارضة روسيا. لن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى الاعتماد على تحالفات مخصصة لا تتزامن بشكل تام.
و المعضلة الأعظم؛ هي أن النظرة المانوية للعالم تتجاهل الطرق العديدة التي ازدهرت بها السياسة الخارجية الأمريكية عندما قسمت التحالفات المتعارضة بدلا من توحيدها. كان أحد العناصر الرئيسة في عقيدة جورج كينان/ George Kennan في الاحتواء هو استغلال الشقوق في الكتلة الشيوعية. أدى ذلك إلى دفء العلاقات مع يوغوسلافيا تيتو في 1950؛ والصين في عهد ماو في 1970. لم يكن أي من هذين البلدين يشبه أي شيء قريب من الديمقراطية الليبرالية، لكن الولايات المتحدة وجدت قضية مشتركة معهما للتركيز على التهديد الأكبر - الاتحاد السوفيتي. (بطريقة غريبة، تكمن هذه النقطة في جذور معارضة الحزب الجمهوري لدعم أوكرانيا ضد روسيا. بالنسبة للبعض في حشد ماغا/ MAGA، فإن الصين هي التهديد الأكبر، وبالتالي فإن أي معارضة لروسيا إما جهد ضائع أو دفع بأكبر قوتين بريتين في آسيا إلى التقارب).
المفارقة عند صانعي السياسة الأمريكيين هي أنه من بين جميع الدول التي تعارض الولايات المتحدة، فإن الصين هي في ذات الوقت أكبر تهديد وأيضا الدولة الأكثر نضجا لمزيد من التواصل الإيجابي.فبكل المقاييس، الصين هي الدولة الوحيدة التي تقترب من أن تغدو منافسا نظيرا للولايات المتحدة. فمناوأة الصين هي واحدة من السياسات الخارجية القليلة التي تلهم دعما حقيقيا من الحزبين. وفي نفس الآن، وبالمقارنة مع أمثال روسيا، أو كوريا الشمالية، فإن الصين هي عضو فيلق الموت الذي يتمتع بأكبر قدر من الأسهم في النظام الدولي الحالي. و السبب الرئيس وراء محدودية دعم الصين لروسيا لذا الوقت؛ هو أن بكين تستفيد أكثر بكثير من تجارتها مع بقية العالم أكثر من روسيا. و على قمة هذا الأسبوع بين بوتين وشي أن تقدم بعض الأدلة حول مدى قوة شراكتهما المتنامية.
بالنسبة لصانعي السياسة في الولايات المتحدة، سيكون السؤال في المستقبل هو الاختيار من بين مجموعة من الخيارات البغيضة. يمكنهم الاستمرار في تنفيذ سياسة خارجية تولد تحالفا مناهضا للولايات المتحدة. أو بإمكانهم إعطاء الأولوية لاحتواء الصين وتخفيف نهجهم تجاه الدول التي تشكل تهديدا أقرب للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها. أو في مكنهم أن يقرروا أن الصين هي الشيطان الذي يعرفونه بشكل أفضل؛ و أن يحاولوا تعزيز توازن جديد في العلاقة الصينية الأمريكية.
بالنظر إلى الحالة غير المستقرة في العالم، فإن إصلاح العلاقة الصينية الأمريكية هو الخيار الذي يقدم أكبر قدر من الوعد. ومع ذلك، و بالنظر إلى الحال المتقلب للسياسة الأمريكية، فمن المؤسف أن يكون الخيار الذي قد يتبناه كل من الرئيس جو بايدن وخصومه الجمهوريون أقل احتمالا لتبنيه. [1]
------------
[1] المصدر على الرابط:
https://www.politico.com/news/magazine/2023/03/19/us-china-russia-relations-00087633








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف