الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى مرور عشرون عاماً من محنة الإرهاب إلى مصيبة الفساد

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


في مثل هذه الأيام من عام/ 2003 بدأت القوات الأمريكية المارينز باحتلال العراق وكان المفروض بالقوى الحية المناضلة أن تبادر منذ سقوط أول صاروخ على العراق بانفجار انتفاضة تشمل المدن العراقية وفي نفس الوقت تتحرك قوات بدر المتواجدة في إيران وقوات الأنصار المتواجدة في كردستان وكذلك قوات البيشمركة في كردستان التي كانت مستقلة عن نظام الحكم في بغداد وفي نفس الوقت كان الجيش العراقي قد ضجر من حروب صدام وانكساره في الكويت كان من الممكن لهذه القوى مجتمعة احتلال المدن العراقية وإسقاط النظام الصدامي الدكتاتوري الدموي وتفرض على الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الواقع وإيقاف حربها التي تهدف احتلال العراق وإسقاط نظام صدام الدكتاتوري إلا أن ترك الأمور للقوات الأمريكية ودخولها العاصمة بغداد في 9/4/2003 جاء هذا الاحتلال ليجسد تعقيدات وتناقضات الوضع الجديد واحتمالاته المفتوحة حيث كان من جانب تخليص الشعب العراقي من نيران الحكم الدكتاتوري الدموي وفي الوقت ذاته يوم الإيذان بواقع جديد من الاحتلال وفرض الالتزامات بالمعاهدات الاستعمارية وانفلات الأمن وشيوع الفوضى حيث كان المارينز على دباباتهم وهم يشاهدون الفوضى والسرقات والنهب وبقيت بغداد مسبية لمدة ثلاثة أيام بعد حل الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي وأصبحت الحدود العراقية منفلتة لمن هب ودب حتى لقوات القاعدة الإرهابية.
وأصبح العراق بعد هذا التاريخ يرزخ تحت تأثير غولين من الشر استنزفا الشعب العراقي هما الإرهاب والفساد الإداري وأخذا يأكلان من جرف مشروع الدولة والاستقرار فيه وكان أحدهما يدعم الآخر ويساعده وكانت الدلائل تشير أن الجهات التي كانت تمارس الفساد الإداري هي التي تمارس الإرهاب وتساعده بشتى صنوفه وهوياته وكانت الأموال المنهوبة من الدولة بالطرق المختلفة هي التي كانت تمول العمليات الإرهابية ضد الشعب العراقي واستطاعت أن تصنع حيتان مافوية أصبحت تقبض بقوة على رقبة المواطن أين ما حل وأين ما ذهب ... وسادت ظاهرة غض الطرف وتسهيل عمليات السلب والنهب التي مارستها القوات الأمريكية التي ساهمت بسرقة التحف الثمينة من المتحف الوطني العراقي وقد ساعدت كثيراً في خلق طبقة طائفية عن طريق مجلس الحكم وسيطرت اقتصادياً واجتماعياً وأثرت على حساب نهب أموال الشعب وتفكيك المنشئات العامة وبيعها في عملية وأسواق مشبوهة لدى دول الجوار واستطاعت هذه الأطراف أن تبني علاقات ومصالح مشتركة مع دول الجوار كان لها الأثر الكبير في رسم الكثير من السياسات العراقية المستقبلية وكان أثر ذلك بما شهده العراق من تردد وتراجع كبيرين في قطاعي الصناعة والزراعة وخصوصاً الطاقة الكهربائية التي دمرت بنيته القوات الأمريكية وأثرت أن يصبح الاقتصاد العراقي ريعياً وشعبه مستهلك وغير منتج ونهب الأموال المخصصة لهذين القطاعين التي بلغت أكثر من أربعين مليار دولار ومن غرائب السياسة الاستثمارية صرفت ملايين الدولارات على صبغ وشراء أثاث للمعامل والمنشآت العراقية التي كانت تعاني من التقادم والعجز في الإنتاج والتعمد على إعطال تلك المنشآت والمصانع مما سبب في توقف تلك المنشآت والمعامل عن الإنتاج وإصرار إدارات تلك المصانع عدم إصلاحها أو تحديثها لكي يبقى العراق معتمداً على ما يستورد من دول الجوار وفي النهاية عرضت هذه المعامل والمنشآت لبيعها بأبخس الأثمان.
ومن المفارقات المثيرة للاستغراب أن معظم القوى السياسية في العراق اتفقت في خطاباتها الإعلامية على نهج المحاصصة الطائفية على الحياة السياسية والاقتصادية على الرغم من أن معظم هذه القوى كانت تحرص على المحاصصة في جميع مفاصل إدارة الدولة وكانت المحاصصة تساعد وتنتج الفساد الإداري وأصبحت العلاقة بينهما مترابطة ومتلازمة في التجربة العراقية بعد عام/ 2003 مما كانت النتائج جعل الوزارات في الدولة ومؤسساتها قطاعات حزبية لهذا الحزب أو للكتلة وأصبحت تسخر خدمة أغراض سياسية ... وعلى الرغم من كل هذه الأزمات والكوارث تبقى شعلة الأمل والرجاء تداعب أحلام وأماني الشعب العراقي بالمستقبل المشرق السعيد من خلال حكومة إصلاحية تقوم بواجبها بمساعدة الشعب في الإصلاح والإعمار من أجل أن ينهض العراق وطن وشعب ويأخذ دوره الريادي في التقدم والتطور وسعادة الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع