الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة -إنهض واقفاً-(stand up) للتضامن مع فقراء العالم

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2006 / 10 / 21
الحركة العمالية والنقابية


حققت الحملة العالمية لمناهضة الفقر في العالم ،التي نظمتها الحركة العالمية لمناهضة الفقر والفاقة في عالمنا ، نجاحاً باهراً ، حيث شارك في نشاطات هذه الحملة أكثر من 23.5 مليون مناهض للفقر والفاقة في عالمنا ، الذي تنهب خيراته قوى راس المال والعولمة مما يزيد في ثروات الأثرياء وبالمقابل تزداد فاقة الفقراء ويرتفع عددهم كل يوم .

إنطلقت الحملة في البداية يوم السادس عشر من شهر أيلول -سبتمبر 2006 عند بدء إنعقاد المؤتمر السنوي لصندوق النقد والبنك الدوليين في سنغافورة بمشاركة وزراء المالية من دول العالم وقوى راس المال التي تضع الخطط والبرامج الهادفة الى "تنظيم" الإقتصاد العالمي ،خدمة للمصالح الرأسمالية التي تتحكم قواها بما يجري في عالمنا اليوم . حيث تزداد فجوات التقاطب الإجتماعي بين الفقراء والأغنياء في العالم الرأسمالي الذي تقوم بتنظيم إقتصاده هذه المؤتمرات ، ومن جهة ثانية تتسع فجوة التقاطب ما بين مختلف الدول حيث يزداد غنى الدول الغنية او الصناعية المتطورة وبالمقابل تزداد ضائقة الدول الغير متطورة والفقيرة خاصة في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وغيرها ، وتغرق شعوبها في بحر الفقر والفاقة والمآسي التي تنتج عنهما .

تأتي هذه الحملة العالمية التي تُشارك فيها منظمات من مختلف الدول وتقف في محورها النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدنى وقوى حقوق الإنسان ، من أجل رفع صوت وصرخة المسحوقين والمُستغَليّن في عالمنا ، حيث يعانون الفقر والفاقة يومياً ، في الوقت الذي تنعم فيه قوى رأس المال والإستغلال بثروات الشعوب ضمن النمط الرأسمالي العولمي الذي فرضته على حكومات وشعوب العالم . حملة هذا العام أتت إستمرار لحملة العام الماضي (2005) ، التي عُرفت بحملة "السوار الأبيض" او"الشريط الأبيض" ، والتي شارك فيها الملايين من العمال والنشطاء من مختلف دول العالم تضامنا مع الفقراء ومن أجل المطالبة بوضع حد لهذا التدهور الخطير في المجتمع الإنساني والذي يؤدي الى سحق حقوق الملايين من سكان الكرة الأرضية. .

المُلفت للنظر المُشاركة الواسعة في حملة محاربة الفقر، التي تزداد سنوياً خاصة بين صفوف النقابات العمالية والعمال الذين ينضوون تحت لواءها ، ومشاركة شخصيات عالمية أيضاً في نشاطات الحركة دعماً لما تطرحه من حلول لضائقة الفقر والفاقة ، مثل ضرورة محو ديون الدول الفقيرة التي لن تستطيع التخلص من نير الفقر الذي تعاني منه بأي حال من الأحوال بسبب الديون العالية والفوائد التي تطلبها منها الدول الغنية والمؤسسات العولمية التابعة لها . مما يؤدي الى معاناة شعوب هذه الدول وفقدان أية إمكانية لتغيير واقعهم المأساوي .

النداء الذي صدر عن الإتحاد الدولي للنقابات العالمية على لسان سكرتره العام غاي رايدر ،والذي يناشد فيه الإتحادات النقابية في مختلف دول العالم والعمال المشاركة في هذا النشاط كان له اثر كبير على نجاح الحمله وأكد رايدرفي بيانه هذا أن :"النقابات العمالية في مختلف دول العالم تُشكل العامود الفقري لهذا التحالف العالمي من أجل القضاء على الفقر والفاقة ." وان النقابات العمالية "أخذت على عاتقها مسؤولية كبيرة من أجل إنجاح حملة "إنهض واقفاً" وتسجيل رقم قياسي لكتاب غينيس فقط ،بل من أجل إرسال رسالة واضحة لزعماء العالم وقادة الدول الغنيّة ،أن عليها أن تزيد قيمة المساعدات ووضع أُسس ذات عدالة في النظام التجاري العالمي وإلغاء ديون الدول التي تعاني من الفقر المُدقع ، ومن اجل إحداث هذه التغييرات، يجب أن يتواصل النضال لشعوب العالم .حتى نحقق فرص العمل اللائقة ونقضي على ظاهرة الفقر والفاقة." وكان خوان سوموفيا مدير عام منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة التي هي بدورها تدعم هذا النشاط العالمي قد أكد أن اكثر من نصف العمال في العالم "غير قادرين على كسب ما فيه الكفاية من اجل الخروج وافراد عائلاتهم من ضائقة الفقر ." وعبر عن قلقه من تنامي ظاهرة العُمال الفقراء الذين يكّدون يوميا ولا يستطيعون توفير العيش الكريم لعائلاتهم ، مما سيكون له تأثير سلبي عميق على حاضر ومستقبل المجتمع البشري .

إننا نرى في هذا التكاتف العالمي،الشعبي منه ،والتمثيلي .خطوات ذات اهمية قصوى في تنظيم النشاط الدولي لمحاربة إنتشار ظاهرة الفقر والفاقة في عالمنا . هذه الظاهرة لها أبعاد خطيرة ليس فقط في الجانب الصحي والغذائي للمجتمعات والعائلات التي تعاني من الفقر مباشرة. بل لها أبعاد خطيرة أُخرى إِِجتماعية وثقافية على مستقبل المجتمع البشري عامة . قد تؤدي الى تآكل وإنقراض شعوب وشرائح واسعة من المجتمع البشري بسبب فقدانهم الغذاء والدواء وحتى الماء .

لذا نحن بحاجة ماسة الى توسيع ِدائرة الإحتجاج اليومي ،ضد سياسة قوى رأس المال والعولمة. التي أدت الى هذا التفاقم الخطير في وضع الأكثرية الساحقة من المُجتمع البشري عامة،والطبقة العاملة بالتحديد . حيث نشهد جميعاً تنامي ظاهرة "العمال الفقراء". الذين يعانون من ظاهرة العمل الشاق ،من جهة ،وشحة الدخل من جهة أخرى. الأمر الذي يجعلهم يتموضعون في خانة الفقر والفاقة ، رغم انهم يكدون ويعملون يومياً . هذا ِنتاج الرأسمالية الشرسة التي تمسك بتلابيب إقتصاد العالم في عصرنا الحاضر، وتفرض سياستها القائمة على الإستغلال البشع لشعوب العالم وللطبقة العاملة العالمية .

الأمر المُثير للإعجاب في هذه الحملة ما قامت به القوى المناهضة للفقر في دول تعاني من الإحتلال والفقر المُدقع مثل فلسطين المحتلة ، حيث جرت حملة شعبية مباركة ضمن الحملة العالمية لمناهضة الفقر كان في صُلبها الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ومنظمات المجتمع المدني .حيث أكد شاهر سعد الأمين العام للإتحاد في كلمته بالمناسبة أن نسبة الفقر تعدت نسبة ال-70% في المجتمع الفلسطيني ،وناشد المجتمع الدولي للتدخل من أجل وضع حد للحصار،الذي تفرضه قوات الإحتلال الإسرائيلي على شعب فلسطين وطبقته العاملة .واكد انه سيجري تشكيل هيئة شعبية وطنية تعنى بمكافحة الفقر والفاقة يبادر الى تشكيلها الإتحاد العام للنقابات . وقد شملت الحملة الدولية لمحاربة الفقر، نشاطات في اكثر من مئة دولة ،من دول العالم ضمن حوالي 12 ألف نشاط وتحرك شعبي هام ، أملنا ان تتسع دائرة الإحتجاج العالمي هذه ،من قبل القوى المناهضة لكافة اساليب الإستغلال والبطش هذه . ولا ندري إذا كانت توقعات الأمم المتحدة قد تتحقق بأن يتوصل المجتمع البشري الى مرحلة القضاء على الفقر في عالمنا في العام 2015 كما تؤكد برامج الأمم المتحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتى تحقيق مطالبهم كافة.. طلاب في جامعة غينت البلجيكية يواصلو


.. شركة ميكروسوفت تطلب من موظفيها العاملين في الذكاء الاصطناعي




.. محامون ينفذون إضرابا عاما أمام المحكمة الابتدائية في تونس ال


.. إضراب عام للمحامين بجميع المحاكم التونسية




.. توغل صيني في سوق العمل الجزائري