الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلجنة الفكر العربي

بهاء الدين الصالحي

2023 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


خلجنة الحياة العربية ٣٥
الريادة الدينية
كأن ولازال الدين هو حصن العامة والخاصة اذا استعر منهم العقل في عدم قدرته علي تفسير المتناقضات التي يعانونها وكأنها بدعا من الأحداث فالظلم والفساد مفردة من مفردات العالم قديما وحديثا ولكن هنا يبقي العقل الإنساني وقدرته علي ارتياد آفاق التحليل وكذلك القدرة علي افراز مؤسسات واقعية قادرة علي خلق منطق مضاد اما يتم تسويقه من مبررات الظلم .
ولكن إدارة الملف الديني في مصر التي ساهمت في خلق استمرارية لمبادئ الفقه الإسلامي في حين كان المدرسة الفقهية الوحيدة التي ظهرت بالحجاز هي مدرسة الإمام مالك ، علما بان كل المدارس الفقهية الاخري قد ظهرت خارج الحجاز ، علما بان ائمة الحرم كانوا في غالبيتهم من الامصار التي نمت فيها حضارة عقلية مثل العراق ومصر .
وهنا فأن وقوع الكعبة والحرم النبوي لم يخلق حضاري بقدر ما تفاعلت افكار الإسلام السامية مع المخزون الحضاري للأمم الاخري ومن هنا كان الدور المتميز للموالي الذين نفس عليهم العرب الخلص ولكن حمي هؤلاء اخلاصهم لله وتفوقهم العلمي في لغة العرب ذاتها .ولعل النموذج الابرز علي ذلك شخصية ابي حنيفة النعمان وابن ابي ليلي وتلميذه شبرمه .
ولعل الدور التاريخي لليث بن سعد ولكن مواجدوه قد طمسوا تراثه الفقهي لأنه مصري من اقباط مصر واسلم ولكن تفوق الشافعي قد شفع له ان يعيد اعتبار الليث الفقهي ولكن هيهات .
هنا لب الخلاف في مفهوم الريادة الدينية هل السعودية ودول الخليج لهم حق الريادة الدينية لتواجد المشاعر المقدسة هناك ام أين الحقيقية؟
ومن هنا تكون حقوق الريادة لمن أسهم في بناء الصرح العلمي التاريخي للفكر الإسلامي، وهنا يكون الأزهر في مصر وقد كانت جامعته هي أم العالم الإسلامي حيث كانت البعثات التعليمية والمنح التعليمية تأتي قبل هوجة النفط المقدسة ، ولكن مع بناء الجامعة الإسلامية وجامعة ام القري من كان يدرس بها الم يكونوا مصريين وسوريين ،
والفضل ليس لاحد لان مصر الأزهر قد استمدت قيمتها من حرصها واخلاصها، وليس من باب شوفينية، وكذلك جهد لا ينكر من تيسير العلوم والكتب الدينية من المملكة بحكم الزكاة والتطهر من اثام ظاهرة البتر ودولار .
هنا الخلاف حول المدرسة الفقهية المراد تسويقها بفعل سلاح المال النفطي وكأننا في إعادة إنتاج تبني الدول الإسلامية القديمة لمذهب دون اخر مما خلق دماء روت الأرض لتكون شاهدة علي غياب الحرية التي حرص عليها الإسلام، ودليلنا علي تضارب الافهام المدعومة:
نسوق المثال الدامي الأحدث في ذلك الصدام هو مقتل الشيخ محمد حسين الذهبي علي سد جماعة تنتمي الي متأخري الحنابلة التي روجت لفكرها في مصر منذ ١٩١٢ علي يد محمد رشيد رضا .
وكذلك أحداث الصعيد ١٩٩٢ ومخالفتها للوسطية الإسلامية التي ارساها الأزهر الشريف وكذلك رعاية الإسلام الصحيح لأهل الذمة ولكن مفهوم الاستحلال قد جاء مع فهم متاخري الحنابلة الذين جاءوا مع مطبوعات عصر الهوجة النفطية .
ولعل ذلك اللبس جاء من تحويل الدين لمجرد مظاهر وفهم شكلي ترسخه مؤسسات اجتماعية مستندة لفكرة الصراع السياسي ومحاولة إثبات المركزية في المنطقة لدي القطب الأكبر الذي أراد خلق فهم للدين يلائم عصر العولمة ومحو الهوية .
اما متي يظهر قاع ذلك الخضم الذي يصطرع العميان فيه ويصطنعون أمجاد وهمية الدين منها براء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد