الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلجنة الوعي العربي ٤٥

بهاء الدين الصالحي

2023 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


خلجنة الحياة العربية ٤٥
دورة رأس المال
نمت الحياة الثقافية في مصر ولبنان حيث معدل التثاقف مع الغرب بالرغبة واللغة كما في لبنان والاحتلال كما في مصر الا أن مصر قد استمرت في الدور الابرز بصفتها الحاضنة علاوة علي النموذج العلماني الناجح الذي ساد في مصر حتي عام ١٩٥٢ حيث جاء الخلط المدمر بين الثقافة والدين مما كانت نتيجته خروج الفكر الاستبعادي الديني من رحم الانظمة القائمة التي توهمت محاربته بينما عملت مؤسساته بمنطقه حيث المنهج التلفيقي والرغبة في الاحتواء .
وقام رأس المال الغربي بصفته منتجا للفنون بالأصل وذلك في مجال السينما وأن تدخلت الوطنية المصرية من خلال طلعت حرب وتجربة بنك مصر الني لم تستمر وطنية الا عشر سنوات ثم سيطر عليها احمد عبود باشا والبنك الاهلي ممثل الراسمالية الغربية في الواقع المصري وقتذاك .
فالصحف التابعة للفهم الغربي هي الأكثر استمرارا بينما الحروب مستعرة علي الصحف والجرائد الوطنية التي كانت صدي لحركة تحرر فعلية ومن هنا جاء دورها علي سبيل التوعية والتذبذب في الظهور ،لا علي سبيل النجاح في الصنعة .
حتي جاءت الدولة بعد ٥٢بمفهوم رأسمالية الدولة الوطنية ،وهنا جاء الإنتاج متوافقا مع متطلبات الدولة لا متطلبات واقع ، وذلك تأسيسا علي المعادلة الخالدة ان الشعب هو من يصنع الثقافة وعلي الدولة ان ترعاها من خلال تسيير القوانين التي تكفل مجالات حرية التعبير ،وبالتالي قامت الدولة بدور الممول الرئيسي لفعل الثقافة بكافة صوره التعبيرية والدور المنوط بها في دعم المفاهيم الضابطة لحركة الرأي العام الذي تمثل استجاباته وردود افعاله مؤشر نجاح الدولة من عدمه .
ومع سبعينيات القرن الماضي تراجع دور الدولة المصرية لصالح نموذج الدولة الجابية والتي افترضت ان طبقة السماسرة الذين استعاضت بهم سيردون لها الجميل ولكن ولاءهم الرئيسي كان لمراكز عالمية حيث يقومون بغسيل أموالهم من خلال المناطق الرمادية في الاقتصاد العالمي ، وكذلك الرهان علي راس المال الخليجي الذي طالب بحقوق ريادة بفعل الوفرة المالية التي افقدت الجميع توازنه، فكان من العار الا يستغل ذلك التراجع المخزي للدولة المصرية في ملء الفراغ الذي تركته بانسحابها واعلان التبعية للسوق الأمريكي .
وقد ظهر عدة تعبيرات قاتلة مثل الموزع العربي والفن بمواصفات خليجية وكذلك شركات الإنتاج العربية القادمة باستراتيجية وافكار نابعة من واقع صحراوي معين له خلفية ايديولوجية محددة ،وائم ذلك بداية تغير في بنية الوعي المصري من خلال فئة العائدين نن الخليج والفيديو كاسيت وأفلام الفيديو وكذلك الأطباق التلفزيونية وهكذا صار تطبيع خليجي بيد المصريين الذين انعكس عليهم تخاذل دولتهم التي عوضت ذلك بعدة حروب شعوبية وخطب رنانة .
ومن هنا جاءت النتيجة الحتمية لخلجنه الذوق المصري ناتج عدة أزمات اقتصادية وتراجع الدولة المصرية عن ايمانها بذاتها ناتج اندماجها في دورة السيد الأمريكي والذي يخاف فلاح مصري في الريف لم يلوث وعيه بفكر المواءمة الذي روجت له مراكز التفكير التابعة والتي تنتشر بيننا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ