الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمّة روسية صينية تحت شعار : يا عواذل فلفلوا !

محمد حمد

2023 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


(يا شي بينغ يا حلو
يا بو جفن مكحّلو
خلّيك اللِيلة عِدنه
في موسكو
وعذّالك في واشنطن يزعلو
آه يا حلو...)

هكذا تخيّلت ان الرئيس الروسي بوتين استقبل في موسكو نظيره الصيني في شي بينغ بأغنية فريد الاطرش الشهيرة "يامدلّع يا حلو" مع إجراء بعض التغييرات عليها لتتماشى مع ظروف وأهمية المناسبة...

ربما جئت كعادتي متاخرا بعض الشيء عن هذا الموضوع. لكن لا بأس. فثمة احداث لها وقع خاص على أرضية السياسة الدولية وصدى متزايد الشدّة على مسامع الطرشان من أمثال المخرف جو بايدن والهندي الاسمراني شي سوناك رئيس الحكومة البريطانية. الذي أثبت للجميع، من اجل التمسك بالمنصب، بأنه لا يختلف، الا باللون فقط، عن جميع من سبقوه في رئاسة الحكومة. والذين تطبّعوا منذ غزو العراق الى يوم الناس هذا، على الخضوع والانصياع والمشاركة بلا قيد أو شرط في كل مغامرات امريكا العدوانية في العالم. (تذكّروا المجرم توني بلير وحماسه المنقطع النظير لغزو العراق) . ان الأمريكان والانگليز، وكلاهما من طينة عفنة ملوّثة بالاحقاد والكراهية، هم اكثر السياسيين في العالم تعطّشا للدماء والحروب والدمار ونهب ثروات وخيرات الآخرين.
أن اللقاء والقمة التي عقدت مؤخرا في موسكو بين الرئيس بوتين ونظيره الصيني شي بينغ تشكّل نقطة تحوّل مكورية، ليس فقط بين البلدين الصديقين، وانما في مجمل السياسة الدولية. مهما حاول العذال في واشنطن وبروكسل من التقليل من شانها. وان الاتفاقيات التي وقّعت بين الطرفين ارست لارضية صلبة، بل صلبة جدا في التعاون الاستراتيجي وعلى جميع المستويات بين دولتين نوويتين لديهما إمكانيات اقتصادية وعسكرية وعلمية وبشرية هائلة. وهما، رغم كل عراقيل وعقوبات الغرب الحاقد، في حالة صعود وتقدّم مستمرين. بينما تمر دولة العم سام وبعض دول أوروبا تمر في حالة هبوط وتراجع، بدأت انعكاساته ماثلة للعيان وللعميان ايضا.
ان الاتفاقية الاستراتيجية التي وقّعها زعيما روسيا والصين يمكن اعتبارها بلا ادنى شك شهادة موت "سريري" لنظام القطب الواحد الذي تديره دولة الشر امريكا، والذي لم يجلب للانسانية الّا الحروب والصراعات والخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة. ان عالم اليوم بامس الحاجة لى دول قوية، كروسيا والصين، تستطيع ان تقول لامريكا والغرب كلمة "لا" بالفم المليان. خصوصا وان روسيا والصين من المغضوب عليهم من قبل الشيطان الامريكي. وبالتالي لايستبعد ان تكون قد حصلت، بين الرئيس بوتين والصيني شي بينغ بعض"التفاهمات" على الطريقة الروسية لا على الطريقة العراقية. تفاهمات تشمل المجال العسكري والاستخبارات، وتوحيد الموقف وردة الفعل او الجواب المناسب في حال تعرضا، لا سامح الله، إلى أي اعتداء أو تحرّش أو استفزاز كبير من قبل امريكا وحلف الناتو.
لكن الظاهر أنه منذ القمة الصينية الخليجية - العربية التي عقدت في الرياض في شهر ديسمبر الماضي. ان الرياح بدأت تجري بما لا تشتهي سفن واساطيل امريكا. بل ان تلك الرياح اخذت تجري بسرعة شديدة. فالسعودية اعادت العلاقات مع إيران. وهناك جهود حثيثة لعودة العلاقات ايضا بين السعودية وسوريا. وفي المستقبل القريب سوف تلتحق مصر بالركب "اللي طلعت روحه من امريكا". لتستعيد دول المنطقة بعضا من استقلالها وحريتها في اختيار سياستها وتوجهاتها الخارجية بناء على مصالحها الوطنية. وحلّ مشاكلها الداخلية بنفسها بعيدا عن الضغوط والتهديدات والغطرسة الامريكية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا