الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: رأي حر في مسلسل فلوجة الذي يبث على قناة تلفزية تونسية

بشير الحامدي

2023 / 3 / 24
الادب والفن


لم أكن لأهتم بالكتابة حول مسلسل يبث على قناة تلفزية تونسية لقناعة عندي أنه لا يستحق ذلك ولا يستحق المشاهدة أصلا لأن ذلك سيكون من قبيل تضييع الوقت وهو لن يكون مختلفا عن طريقة مناقشتنا للقضايا في تونس وكيف تطرح وعن أهدافنا وتصوراتنا الفنية والسياسية والثقافية عموما.
طبعا هناك بعض الاستثناءات ولكنها تغرق كالقطرة في المحيط و لا أحد يلاحظها ويهتم بها وهنا أشير بدرجة أولى إلى المسرح و إلى الموجة الجديدة التي ظهرت مع مع مخرجين شباب مثل عماد المي ويوسف مارس و آخرون وتعمل بجهد كبير على أن تكون مميزة وجادة وتطرح فنا ينفع الناس ـ ولي عودة للموضوع قريبا ـ
مسلسلاتنا و أفلامنا عموما غارقة في تفاهة ثقافية لا يمكن الخروج منها إلا بشروط للأسف ليست متوفرة الآن.
مسلسلاتنا و أفلامنا لا ننتظر منها أنها تكون مثل أو في المساحة الإبداعية
لمسلسل Derrière les barreaux
أو مسلسل GAME OF THRONES
أو لمسلسل 1883 وغيرها
أو لأفلام مثل Castaway
أو أرض النفاق
أو inception
أو The birds
أو The Platform
أو بعض الأفلام الإيرانية مثل A Separation وغيره.
قلت ما دفعني للكتابة حول المسلسل هو هذا التفاعل الكبير حوله فهناك من يرى أنه لابد من ايقاف وقد وصل الأمر بوزير التربية أن يتدخل ليقول أنه سيعمل ما في وسعه لمنع بثه وقد ذكرني الأمر بالسياسة التي أوصلت الأوضاع لماهي عليه الآن على كل المستويات و أتحدث هنا عن سياسة الأب الراشد و الأبناء الضالون سياسة المنع سياسة الرأي الواحد سياسة أن المشاهد غير راشد ولابد لنا من توجيهه بمعنى أنه يجب أن نفكر بدله فالأب يعرف ما لا يعرفه أطفاله والوزير يعرف ما لا يعرفه موظفو وزارته والرئيس يعرف ما لا يعرفه شعبه .
هنا الكارثة كل الكارثة...
فالزمن لم يعد ذلك الزمن التقليدي والعائلة نفسها لم تعد تلك العائلة التي تتجمع أمام جهاز التلفاز لتشاهد ما تبثه القناة الواحدة.
التفكير بهذه الصورة هو حديث فلاحي ساذج في الأخير يذكرني بزمن توجيهات الرئيس وبعم راشد والسيدة علياء وبنشرة أخبار الثامنة وبالبلاغات المحلية وببوديدح وصور من الحياة و الأسرة البيضاء وحكايات العروي في العهود الغابرة والتي ليست جميلة في كل الحالات...
الزمن اليوم زمن فايس بوك و أنستجرام ونتفليكيس وتيك توك ومنصات أخرى كثيرة وعديدة ومصادر المعلومة صارت متعددة ومنصات البث و الدعاية والاعلان بالآلاف وبالتالي فالحديث عن الجودة في هذا البحر المتلاطم من الانتاجات لم يعد مقترنا بالمنع بل بالحرية في الاختيار.
والثقافة لم تعد مقترنة بالدولة بل بالشركة وبالانتشار.
والواقع أوجه رؤيته وتحليله متعددة والإختيار صار بدرجة ما "حر" فمنع فلوجة لن يعالج المشكل المتعلق بالتعليم والعلاقات داخل فضاءات التعليم ولن يعالج رواج المخدرات في معاهدنا ولدى شبابنا ولا مسألة التنمر بالأساتذة والمعلمين ولا مسألة طبيعة الذوق العام والرقي به للخروج به من الرثاثة والتفاهة التي هو عليها ولا مسألة البنية الأساسية المهترئة والتي لم تعد تستجيب معماريا للعصر.
مسلسل الفلوجة هو واقعنا بكل رداءاته بكل انحطاطه ومن لم يعجبه ومن لا يريد مشاهدته ما عليه إلا البحث عن غيره حيث الجودة الفنية شكلا ومضمونا فالثقافة الرديئة كما الجيدة هي بضاعة معروضة على الطريق أما ثقافة المنع "ماهي كان تضكضيك تسكر عليه من هنا يطلعلك من غادي. تمنعو وإلا ما تمنعوش موش تو يتغير شيء" ومن يبحث عن الجودة ليذهب لأصل المشكل ويعمل على إصلاح رثاثة الواقع ويزيح المتسببين فيها موش يطلعهم ويرجعهم بيدهم الأمر والنهي ويجري ينظر علينا لثقافة المنع ويقلنا هذا المسلسل مهزلة وسنتخذ الإجراءات اللازمة لمنعه.

24 مارس 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟