الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: دور الاشتراكية في توحيد الشعوب :: الدليل والبرهان *

نجم الدليمي

2023 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ان البحث في التاريخ، القديم،الحديث،وفق رؤيا مسبقة لا يخدم مصالح اي شعب، بل يوقعه في متاهات لا تخدمه اصلاً، فالموقف من اوكرانيا، كانت دولة او لم تكن دولة قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى عام 1917، لا يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني اليوم.لماذا لم ينظر الى اوكرانيا الاشتراكية بعد ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى حتى عام تفكيك الاتحاد السوفيتي 1991؟.
الاشتراكية وحدت الشعوب،وحولت روسيا - الاتحاد السوفيتي من بلد غارق في الامية والامراض والتخلف والتبعية الاقتصادية للغرب الامبريالي الى دولة صناعية ونووية وقطب للسلام والتعايش السلمي، تم تحويل روسيا القيصرية من بلد المحراث الخشبي الى دولة امتلكت كل مقومات التطور الاقتصادي والاجتماعي، وغياب النزعات القومية المتطرفة،، الشعب الذي استطاع ان يلحق الهزيمة بقوى الثورة المضادة الحرب الاهلية 1918-1922، والشعب السوفيتي الذي حقق الانتصار على الفاشية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي للمدة 1941-1945 وقدم تضحيات بشرية لم يقدمها اي شعب من شعوب العالم ، اذ قدم نحو 34 مليون شهيد من اجل تحرير الارض السوفيتية من طاعون النظام الامبريالي، الفاشية الالمانيه.
ان الهجوم ومعادات لينين وستالين والفكر الاشتراكي العلمي، لا يخدم مصالح الشعب السوفيتي بشكل عام والشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني . ان مناقشة قرارات سياسية واقتصادية واجتماعية... ،قبل ما يقارب من قرن تقريبا من دون الاخذ بنظر الاعتبار الظروف التي مرت بها الدولة السوفيتية واعتبار القرارات ضالمة، خاطئة، وتحميل قادة ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى مسؤولية ذلك، انه موقف غير صائب، ثم ان قرار لينين وستالين حول اوكرانيا السوفيتية، كانت النظرة لديهم ضمن الوطن الاشتراكي الموحد والواحد وهو الوطن الاشتراكي، دولة العمال والفلاحين وحزبها الشيوعي، الحزب الشيوعي السوفيتي، هذا الحزب الذي قدم التضحيات الكبيرة من اجل توطيد الاخوة والصداقة والاممية داخل المجتمع السوفيتي الحزب الذي بنى دولة عظمى سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وايديولوجيا وجماهيريا وعسكريا، وقطب توازن عالمي لخدمة شعوب العالم المحبة للسلام والتواقة للحرية و التعايش السلمي، الحزب الذي حقق العدالة الاجتماعية في المجتمع اللاطبقي، الحزب الذي حقق اول نموذج ارسى اسس العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي، ومنها:: مجانية التعليم والعلاج والسكن وضمان حق العمل دستوريا للمواطن وغياب البطالة وخلق الوعي الوطني والطبقي الملتزم للشعب السوفيتي.
-ماذا حدث بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام1991؟ . ان تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية قد تمت بفعل تظافر العوامل الداخلية والخارجية، وبفعل الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي، المتمثلة بالخائن والعميل غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك....، وهؤلاء نفذوا مشروع الحكومة العالمية ونفذوا ما عجز عن تنفيذه هتلر الفاشي.ان من اخطر نتائج تفكيك الاتحاد السوفيتي . على الصعيد المحلي هو:: ظهور 15 دولة، 15 رئيس، 15 جيش ،وظهور الحركات الانفصالية وذات النزعة العنصرية - القومية المتطرفة في جمهوريات البلطيق واوكرانيا وفي جمهوريات اسيا الوسطى، تخريب منظم للاقتصاد والمجتمع في رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) ظهور تنظيمات سياسية ذات طابع ليبرالي متطرف، وظهور احزاب، وتنظيمات قومية متطرفة مثل قوى داعش الاوكرانية المكونة من البنديرين والقطاع الايمن والقوى القومية المتطرفة الاوكرانية والمليشيات المسلحة التابعة للاوليغارشية الاوكرانية ومنهم ازوف وايدار المدعومة من قبل قوي اقليمية ودولية وخاصة اميركا، بريطانيا، بولونيا، وظهور رؤساء في رابطة الدول المستقلة معادين للفكر الاشتراكي، وللشعب السوفيتي بالرغم من انهم كانوا قياديين وكوادر متقدمة في الحزب الشيوعي السوفيتي
-بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي، تم تمزيق الشعب الواحد، الشعب السوفيتي الى عدة شعوب ادخلوها في صراعات قومية وسياسية واقتصادية....، تم تفكيك اوربا الشرقية ودخولها في حلف الارهاب الدولي المسمى حلف الناتو، تقسيم جيكوسلوفاكيا، ويوغسلافيا، ما حدث للشعوب العربية ومنها الشعب العراقي، الشعب الليبي، الشعب اليمني، الشعب اليوغسلافي، الشعب السوري الشعب الافغاني وغيرهم ،الا ادلة ماساوية نتيجة تفكيك الاتحاد السوفيتي، سؤال مشروع؟ هل كان يمكن ان يحدث ما بين الشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني بوجود الاتحاد السوفيتي؟ والنتائج الخطيرة للحرب بين البلدين الشقيقين على الصعيد العالمي والذي ينذر بخطر اندلاع حرب كونية نووية ثالثة، وان حدثت ذلك تتحمل المسؤولية الاولى اميركا وبريطانيا والناتو وبولونيا...، ان الغوص والبحث في التاريخ القديم - الحديث اليوم لا يخدم مصالح شعوب رابطة الدول المستقلة بشكل عام والشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني. العملية العسكرية الروسية اندلعت وفق معطيات ملموسة وحقيقية وخطيرة من قبل القيادة الاوكرانية بروشينكو، زيلينسكي... وبدعم اميركي واوربي لهم بهدف اشعال الحرب غير العادلة ضد شعبي دانيسك ولوكانسك وكذلك ضد روسيا الاتحادية. العملية العسكرية الروسية سوف تحقق الاهداف التي وضعتها القيادة الروسية بدون شك، وان الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين الذين دفعوا (( حلفائهم)) يوشنكو بروشينكو، زيلينسكي باشعال الحرب غير العادلة قد ورطوهم وتخلوا عنهم،وهم اليوم بصبون الزيت على النار من اجل ادامة الحرب بين الشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني وهم لا يخسرون، شيئا سوى تقديم المال والسلاح للنظام النيوفاشي - النيونازي في كييف، والنظام الديكتاتوري في اوكرانيا ليس له مستقبل اصلاً لانه نظام خارج المألوف والمنطق، وهذا ينطبق على الانظمة الفاشية بالدرجة الأولى. ان الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري... على الصعيد الدولي يشكل احد النتائج الخطيرة بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي.
ان ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في عام 1917 قد وحدت شعوب الاتحاد السوفيتي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكريا....، وحولت روسيا السوفيتية من بلد المحراث الخشبي الى دولة صناعية ونووية... وتم القضاء على البطالة والفقر والامية، واحتل الاتحاد السوفيتي المرتبة الأولى في حجم الانتاج الصناعي في اوربا والمرتبة الثانيه عالميا وبعد الحرب الوطنية العظمى والعادلة للمدة 1941-1945 وتحقيق الانتصار على النازية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي وسحقها في عقر دارها ، وحرر شعوب اوربا من النازية الالمانيه ، واصبح الاتحاد السوفيتي قطب سياسي واقتصادي وعسكري ونصير لشعوب اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية وعاش الشعب السوفيتي كشعب موحد في حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني شعب وحدته الاشتراكية وشكل انموذجا حيا وملموسا للتاخي والسلام بين شعوب الاتحاد السوفيتي واقامة علاقاته مع شعوب العالم على اساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.. ولكن بعد عام1991، عام تفكيك الاتحاد السوفيتي و ظهور رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) وتم تبني الراسمالية التي اشاعت الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وظهرت النزاعات القومية والانفصالية ومنها: مشكلة كورباخ بين ارمينيا واذاربيجان لم تحل المشكلة لغاية الآن، ظهور التنظيمات الإرهابية الانفصالية في بعض رابطة الدول المستقلة، التدخل في الشؤون الداخلية للغالبية العظمى في الشؤون الداخلية لرابطة الدول المستقلة من قبل قوى اقليمية ودولية بهدف اثارة النزاعات المسلحة، ظهور القوى النازية والنيونازية في اوكرانيا وجمهوريات البلطيق... انموذجا حيا وملموسا على ذلك، اثارة العداء والعدوانية بين شعوب رابطة الدول المستقلة من قبل قوي خارجية الانقلابات وما يسمى بالثورات الملونة في رابطة الدول المستقلة ناهيك عن تنامي معدلات البطالة والفقر وعودة الامية من جديد وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية وتخريب منظم للقطاعات الانتاجية والخدمية ومنها قطاع التعليم والصحة....وأخيراً تم اشعال الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي، بعد ما كانت العلاقة بين الشعب الروسي الروسي والاوكرايني كشعب واحد، شعبين شقيقين.
ان التحول من الاشتراكية الى الراسمالية، حصلت شعوب الاتحاد السوفيتي على جميع امراض النظام الراسمالي وفقدت حقوقها المشروعة في مجانية التعليم والعلاج والسكن والضمان والرفاهية وتحقيق العدالة الاجتماعية وفقدت حق العمل دستوريا للمواطن، بل حصلت على اثارة النزاعات المسلحة والفوضى و عدم الاستقرار في كافة المجالات واخيراً الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي، ولا يستبعد من ان تكون نتائج هذه الحرب غير العادلة خطيرة ليس فقط على الشعب الروسي والدونباسي والاوكرايني بل على كافة شعوب العالم ، لان اميركا وبريطانيا والناتو ودول الاتحاد الأوروبي، لا يريدون انهاء حربهم غير العادلة ضد الشعب الروسي والدونباسي بل القتال حتى اخر جندي اوكرايني؟ هذه هي الراسمالية المتوحشة والطفيلية والمتعفنة والمحتضرة والاجرامية واللصوصية الحاكمة في الغالبية العظمى من دول الاطراف ناهيك عن دول المركز.
لقد اخطأ يغور غايدار، رئيس الحكومة الروسية في زمن بوريس يلسين المخمور دائماً عندما قال (( الاشتراكية هي الجحيم والراسمالية هي الجنة)). نعتقد، العكس هو الصحيح ولكنه عبر عن النهج النيوليبرالي المفرط في وحشيته وعدائه للاشتراكية ولم يستطيع الاستمرار في رئاسة الحكومة الا سنة واحدة، وهو اميركي التوجه ومعادي للاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي وخاصة بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي واصبح عدائه بشكل علني ، علماً انه كان رئيس القسم الاقتصادي في جريدة البرافدا السوفيتية لسان حال الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم؟
ان الاشتراكية هي توحد الشعوب كافة وفق مبدأ تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية بينما الراسمالية تشعل الحروب غير العادلة بهدف تصريف جزء من ازمتها المتكررة وهي تنشر الفوضى وعدم الاستقرار وفي كافة المجالات وتثير النزاعات المسلحة، النزعات القومية المتطرفة تثير وتنشر الارهاب وبشكل منظم تنظيم القاعدة وداعش واخوتها وحركة طالبان.... دليل حي وملموس على ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة