الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بين الدلالات التي يكتسيها الاحتفال بالسنة الأمازيغية

الحسين أيت باحسين

2023 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تجدر الإشارة إلى أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية؛ الذي يصادف هذه العام السنة الأمازيغية الجديدة 2973، الموافقة للسنة الميلادية 2023 والسنة الهجرية 1444؛ هو امتداد لنوعية الأعياد التي كان الأمازيغ يحتفلون بها، في مختلف مناطق شمال إفريقيا، منذ أقدم العصور. إذ كانوا يخصصون كل فصل من فصول السنة بطقوس احتفالية مرتبط بالطبيعة:
ففي فصل الخريف، حيث تكون الحاجة إلى المطر، يقومون بطقوس الاستمطار (تاسليت ن ؤنزار)؛
وفي فصل الشتاء، حيث ندرة المحاصيل الزراعية، يقومون بطقوس تدبير القلة والتكافل الاجتماعي؛
وفي فصل الربيع، حيث ينتظر الاستنباث، يقومون بطقوس الخصوبة وبالنزهات؛
أما في فصل الصيف، حيث الحرارة والجفاف، فيقومون بطقوس "لعنصرا" طقوس الماء والنار).
بذلك نلاحظ أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية هو عبارة عن عيد بيئي بامتياز؛ نظرا لكون العادات والتقاليد والطقوس التي تمارس فيه مرتبطة ارتباطا وطيدا بالطبيعة. وهذا ما يجعله؛ إلى جانب الأعياد الدينية والوطنية التي يحتفل بها سكان شمال إفريقيا؛ يسعى إلى الحفاظ على ذاكرتهم وتاريخهم المشترك وعلى تراثهم الأصيل لغة وثقافة وهوية وحضارة؛ كما يسعى إلى الحفاظ على مجموعة من القيم النبيلة المحايثة لتلك العادات والتقاليد والطقوس. وبهذا يستلزم منا هذا الموضوع مقاربته مقاربة شمولية تتناول دلالات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في مختلف أبعادها التقويمية والتاريخية والاجتماعية والثقافية وكذا البيئية ؟
أولى الدلالات التي يكتسيها الاحتفال بهذه المناسبة هي أن هذا الاحتفال يتقاسمة المغاربة؛ سواء منهم الناطقون بالأمازيغية أو غير الناطقين بها؛ بل يتقاسمه المغاربة مع كثير من مناطق شمال إفريقيا، ويشكل بذلك إحساسا بقواسم مشتركة بين هذه الدول وشعوبها.
ومن بين دلالاته أيضا:
- اختيار واعتماد مرجعية تقويمية ذات رمزية هوياتية تاريخية كبداية للتأريخ الأمازيغي؛
- تكريس التضامن الذي يُتّخذ كأرضية للاحتفال؛
- الوعي بضرورة خلق الانسجام مع البيئة؛
- التعود على تدبير الندرة أو القلة؛
- الاعتزاز بالخصوصيات الثقافية والهوياتية في مواجهة "عولمات" جارفة محتملة لهذه الخصوصيات؛
- تمرير الذاكرة التاريخية للأجيال المستقبلية؛
- الاعتزاز بالعمق التاريخي للمجتمع المغربي وللمجتمعات التي تتقاسمه معه؛
- إبراز التنوع الثقافي المميز للمجتمع المغربي والالتحاق بنادي الشعوب التي تضيف لأعيادها الدينية والوطنية احتفالا بيئيا نظرا لما تشكله قضايا البيئة في عصرنا الحالي من أهمية حاضرا ومستقبلا؛

الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال