الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مصر الانسانية تنتصر على الاديان السماوية عبر قضية الطفل شنودة

علاء الدين محمد ابكر
كاتب راي سياسي وباحث إعلامي ومدافع عن حقوق الانسان

()

2023 / 3 / 25
حقوق الانسان


كل البشر من اصل واحد ولكن تفرق بينهم الطوائف الاجتماعية والاطماع المادية والانسان قبل ان يعرف نمط الحياة الحالية باعتناق الديانات والمعتقدات التي جعلت البشر يعيشون في جزر معزولة كان قادر علي التكيف مع كل اجواء الطبيعة من حب وكراهية فالانسان يخرج من بطن أمه عاري الجسد بدون ملابس ونفس الأمر ينطبق على العقل والقلب اللذين سوف يتأثران في المستقبل بالبيئة المحيطة والطفل عندما يكبر يكون هو الوحيد الذي يملك الحق في الاستمرار في اتباع المعتقد الديني الذي تربي عليه او تركه الي دين اخر وذلك يتوقف على حسب القيود المفروضة عليه في داخل تلك الديانة ولكن كان ممكن في الماضي ولكن في العصر الحالي صارت مفارقة الاديان خاصة في الاجزاء الشرقية من الكرة الأرضية امر محفوف بالمخاطر عكس الاجزاء الغربية من الكرة الارضية حيث تسود هناك الحريات السياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية الدينية والتي لم تاتي الا بعد خاض اصحاب العقول المستنيرة حروب قاسية ضد رجال الكهنوات المتشددين و بفضل الاصرار علي التغير كان النصر حليف المهمشين والمؤمنين بالقيم الإنسانية النبيلة لينطلق بعدها قطار الحرية والديمقراطية بدون توقف

دولة مصر التي تسمي نفسها بالجمهورية العربية بالرغم من انها تضم اعراق غير عربية مثل الاقباط والنوبة الافارقة والبربر الامازيغ اضافة الي بعض من الارمن واليهود والاتراك واليونانيين والارمن والشركس وبعض شعوب وسط اسيا اضافة إلى العرب الذين غلب لسانهم علي بقية لغات الاعراق الاخري امتزجت فيها الكلمات والمفردات
فخرجت الي العالم بلسان مصري جميل حمل من كل قارة كلمة ولفظ و وصف انعكس علي التراث الفني والادبي الانساني عبر الدراما التي دخلت كل بيت عربي او شبه عربي قبل ان يفقد الفن المصري عرشه لصالح الدراما الهندية والتركية بالرغم من مصر تضم كل ثقافات الشعوب الا ان الارهاب والتطرف والعنف اثر على حركة الفكر والإبداع فيها

بعد سقوط حكم الاخوان المسلمين كان ينبغي علي مصر الاستفادة من التنوع البيولوجي الذي تزخر به في ان تكون بحق وحقيقة ام للدنيا ، خاصة وان مصر ظلت سنوات عديدة تعيش في جلباب الخوف من اعلان نفسها دولة تقدميه بالرغم من محاولات سابقة بتطبيق النهج الاشتراكي ابان عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر الا ان تلك الخطوة لم تساعدها في التخلص من ارث الماضي وربما يكون للمتطرفيين الاسلاميين دور كبير في ارهاب الدولة المصرية في ان تمضي في طريق النهضة العلمية

الرئيس الحالي لجمهورية مصر العربية المشير عبد الفتاح السيسي يعتبر سياسي محنك استطاع انقاذ مصر من شبح سيطرة الاسلاميين علي بلاد تعج بتنوع بيولوجي جميل وبامكان السيد السيسي نقل بلاده الي افاق جديدة اذا طبق ذات برنامج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي حاول توحيد الدول العربية في اطار ما يعرف بالقومية العربية ولكن المطلوب من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدلاً عن القومية العربية العمل علي توحيد قارة افريقيا في بوتقة اقتصادية واجتماعية واحدة حينها سوف يجعل من مصر قبلة يحج إليها الجميع ويقضي تمام علي جزور الارهاب ، ان من اهم انجازات الرئيس السيسي هو تحرير القرار الديني في جمهورية مصر العربية من التشدد عبر منح العقول مساحة كبيرة من التفكير ومعايشة العصر
فكان نتاج ذلك انتصار الانسانية في قضية الطفل شنودة الذي عثر عليه في داخل كنيسة وترعرع على يد عائلة قبطية حيث أطلق عليه الزوجان اسم "شنودة فاروق فوزي" ، وعاشا معهم كعائلة واحدة مدة أربع سنوات، ولكن تدخل إحدى قريبات الزوج القبطي بسبب الخشية من أن يؤول ميراث الأسرة إلى الطفل الجديد ويحرم منه باقي أفراد العائلة
قادت تلك الخطوة الي سيناريو جديد بعد أن تقدم ابنة أخت الزوج شكوى إلى مكتب المدعي العام للطعن في نسب الطفل إلى الأسرة الحاضنة، إذ قالت إن الطفل اختطفه الزوجان وليس ابنهما وبعد أن خضع الزوجان والطفل لتحليل الحمض النووي ، وثبت بالفعل أنه غير مرتبط بهما بيولوجياً ، قرر مكتب المدعي العام المصري وضعه في دار للأيتام باعتباره "غير مؤهل "وتغيير اسمه إلى"يوسف

قضية الطفل شنودة تعتبر انسانية في المقام الاول فالزوجان يرغبان في تبني الطفل ولكن الاطماع المادية وقفت حجر عثرة امام حلمهم في وجود طفل في حياتهم بعد ان تاكد لهم عدم القدرة علي الانجاب فالطفل شنودة وهو ضحية اطماع قريبة الزوج وضحية مرة اخري للقانون المصري الذي ينص علي اعتبار أي طفل عثر عليه لأبوين مجهولين يعتبر "مسلما طبيعيا". وهذا النص يعتبر معيب فالديانة ليست دماء تجري في عروق الانسان حتي تخضع الي ذلك المعيار ربما الطفل الذي يعثر عليه قد يكون منحدر من اسرة تعتنق ديانة أخرى غير الاسلام فلماذا يعتبر "مسلما طبيعيا".؟
الطفل شنودة عثر عليه داخل الكنيسة وليس داخل المسجد وحتي الحمض النووي لن يستطيع تاكيد ديانة الاب البيولوجي للطفل

من اهم صفات الاب الروحي ... يعلم ما بداخل ابنائة على الرغم من انهم ليس بأولادة الحقيقيون، و يخاف عليهم يرعاهم و يحميهم من جميع شر يصيبهم و هذا ما انطبق علي والد الطفل شنودة الروحي و
الدليل علي ذلك انه لايزال متمسك به ولم يترك شنودة ا يمضي بقية حياته به بالايداع في دار الرعاية وبالرغم من مرور اشهر من ابعاد شنودة منهم الا ان اصرار الام والاب الزوجين قاد الي انتشار الخبر حول العالم مما اجبر السلطات علي تحريك المياه الراكدة في القضية عبر الازهر الشريف الذي يعتبر اعلي سلطة دينية في مصر الذي حسم الأمر باعتبار أن ديانة اي طفل مجهول الابوين يعثر عليه يكون مرتبطة بديانة الشخص الذي عثر عليه بالتالي يحق للطفل شنودة الاحتفاظ باسمه وحزف اسم يوسف الذي منح في دار الايتام ولتصبح مسألة الميراث امر يخص اسرة والد الطفل شنودة

مصر تحتاج إلى تعديل العديد من قوانينها وذلك بابعاد الدين من القضايا المدنية وضع قانون مدني لا يمس بمصالح اتباع الاديان الاخري في البلاد وان يكون الدين لله والوطن للجميع هو المعيار الحقيقي للمواطنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو