الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثغرة في كتاب محاضرات في العقيدة

كاظم فنجان الحمامي

2023 / 3 / 26
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


بداية لابد من الاشارة إلى المكانة الكبيرة التي يتمتع بها فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، فهو فقيه وأستاذ جامعي، وعضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في المجمع الفقهي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي، وعضو في لجنة الإشراف على الدعاة في الحج، إلى جانب عمله عضواً في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وله مؤلفات كثيرة، اخترنا من بينها كتابه الموسوم: (محاضرات في العقيدة والدعوة / الطبعة الاولى سنة 1428 هـ / دار العاصمة). .
اما الثغرة التي نتحدث عنها فهي مرتبطة بالامانة العلمية التي تُلزم الشيخ الفوزان بتوخى الحرص في نقل نصوص الاحاديث بدقة تامة. وأن لا يتلاعب بها كيفما يشاء، أو وفق هواه وميوله الشخصية، وبخاصة عندما يحيل معلوماته لمصادرها الأم. ولا شك، ولا ريب ان الشيخ الفوزان أعلم بها مني، وأشد حرصا عليها والتزاماً بها. لكن الطامة الكبرى انه ذكر في الصفحة رقم 253 في الجزء الرابع من كتابه المشار اليه آنفاً، وعلى وجه التحديد في فصل (مكانة السنة في الإسلام)، حيث ذكر النص التالي:-
(قال رسول الله اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي)، وأشار إلى أن هذا الحديث رواه الترمذي برقم الحديث 3788. لكننا عندما نذهب لمراجعة كتاب (صحيح سنن الترمذي / مكتبة المعارف للنشر والتوزيع)، وهو من تأليف العلامة محمد ناصر الألباني، فاننا سنكتشف في الجزء الثالث منه حديثاً يختلف تماماً عن الحديث الذي استند عليه الشيخ الفوزان، وهذا نص الحديث:-
(قال رسول الله اني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، احدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهم) إلى هنا انتهى الحديث كاملاً مثلما اورده الترمذي وأكده الألباني. وبالتالي فان الشيخ الفوزان لم يكن أميناً في نقل الحديث من المصدر الذي أشار إليه بنفسه، فحذف واستحدث واستبدل وتصرف كما يحلوا له متجاهلاً أبسط قواعد النقل العلمي، وكان مجافياً للحق ناكراً للحقيقة. .
لسنا هنا بصدد الخوض في نقاشات جانبية، بقدر ما نريد تسليط الاضواء على تحريف علمي مقصود ومشهود وموثق، ارتكبه الشيخ الفوزان مع سبق الاصرار، وهو يعلم بتعداد الذين يثقون به، وهذا ما اكتشفه العلماء في مقابلات متلفزة تصدرها الباحث الكبير (كمال الحيدري)، الذي إستطاع أن يرصد هذه الثغرة بنفسه في محاضراته المنشورة على منصة اليوتيوب. .
وهنا لابد من توجيه سؤال في غاية الأهمية إلى الشيخ الفوزان الذي يتبوأ المراكز العلمية المتقدمة في المملكة: هل هذه هي الامانة العلمية التي تؤمن بها وتلتزم بها يا فضيلة الشيخ، وأنت تعلم أنها منبع حياة الأمة، وأساس عظمتها وفلاحها، وفلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها أن يكون رجالها أمناء فيما يروون ويصفون. وبالتالي فان التحدث في الفقه بغير أمانة سيحدث انحرافاً خطيراً في مسار الأمة. أليس كذلك ؟. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا