الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماما أريد كولوني ..

احمد الحمد المندلاوي

2023 / 3 / 26
السياحة والرحلات


** الحديث عن قافلة شهباز وسرور أهالي مندلي و أفراحهم يعود الى سنوات قبل ما يقارب مائة عام،قسم من الحديث يعود سرده عن إمرأة مندلاوية من مواليد 1926م – 2007م ،وقسم منه مقابلة شخصية مع حفيده محمد كاظم شهباز "ابو نصير" في بعقوبة.
هو الحاج شهباز عباس حسين طاوغلي المعروف بـ( حجي شاواز- شهباز)،من مواليد مندلي لعام 1868م تقريباً،في مدينة مندلي – محلة قلعة بالي،كان في أوائل عمره رجل أعمال أي تاجراً معروفاً حيث كان يملك أكبر قافلة للتجارة بين العراق وإيران،تتكون من (40) دابة (بغلاً)،لنقل البضائع بين البلدين ذهاباً وإياباً، كما أخبرني بذلك أحد أحفاده،وهو الأستاذ محمد كاظم شاواز"أبو نصير"،وأضاف:
إنَّه كان في حينه صاحب أكبر نقليات كما في إصطلاحات الوقت الحاضر.
ووصف لي الآخرون قافلة الحاج شاواز (شهباز) ..ومنهم والدتي (مواليد 1926م -2007م) بأنَّها كانت محملة بأنواع البضائع،والحاجيات المتنوعة منها:
(ربطات نسائية المعروفة محلياً المسماة بـ "كولوني"،و تاكاري،وحذاء كرمانشاني ملون و لون أبيض (نسائي ورجالي)،وعرقجين رجالي،إضافة الى الجرزات و المكسرات مثل : حب أبيض ،و اللوز و الجوز و البادم . وهناك الحناء الخالص من عناصر الزينة للنساء، كما لا ننسى طين خاوه المسمى محلياً بـ كِل بتفخيم اللام ،والقاو و البرماغ "قدّاحة" و التنباك للمدخنين و المشارب،والنقل (جكليت) و الزعفران ،و قلائد للفتيات الصغار المسماة (قروش – و قران) و كنا نحتفظ بقسم منها في المنزل من مقتنيات جدّتي (أم والدي طلاء علي أكبر-1880م -1942م) ولكن الحرب العراقية – الايرانية دمرت كل شيئ ، و اتلفت تلك المقتنيات بما فيها سيف و خنجر و مسدس قديم من نوع "لاما"و آخر "توتو".
عوداً الى (المول) المتنقل و فيه أبريشم –آوريشم، و الكز"نوع من الحلويات يشبه الكركري" ،وغيرها ،وان صح التعبير مول كامل تحمله قافلة المرحوم حاج شاواز على ظهور بغاله).

ويأتي الناس من أطراف المدينة من نفطخانة و عشائر قره لوس و قزانية و بلدروز أيضاً للتبضع في حالتي المفرد و الجملة .. لذا يتم استقبالها من قبل الناس صغاراً وكباراً بابتهاج وفرح آملين الشراء منها للأعياد و الأفراح و الأعراس،بما تُرضي أذواقهم،وسدّ حاجياتهم،لا سيما من هم على أبواب الزواج . وكذلك أثرياء المنطقة للتمتع بما أنعم الله تعالى عليهم من النعم .أو شراء هدايا للأحباء و الأصدقاء من سوق عكاظ مندلي،وترى مندلي بوجهها الجميل تصبح عروس ديالى في هذا الموسم أكثر من بقية الأيام.

إدارة القافلة أمر صعب وعمل شاق، وبعدما اعتزل العمل مع زحف سني العمر،عمل تاجراً للقماش(بزازاً) في سوق مندلي الكبير،حيث كان عضواً في غرفة التجارة العراقية،ومن أعماله الخيرية،قيامه بإدارة و تولية حسينية (الزهراء"ع") في محلة قلعة بالي - مندلي مع الحاج الوجيه دوريش والد ياسين وطه،والحاج حسين هاشم،والحاج جعفر داود،والدرويش محمد، وعمران حاج عبدي وغيرهم،وفي تلك الفترة إزدهرت الحسينية المذكورة في المجالات الدينية،مع نفحات آية الله السيد العلامة حسن الطباطبائي "قدس"،والملا عزيز خسرو"رحمه الله"،وتمَّ بناؤها من جديد ،وهكذا ظل الحاج شهباز خادماً أميناً للإمام الحسين(ع)،ومحبوباً من قبل الأهالي،طيباً دمث الأخلاق،ووجيهاً في المجتمع المندلاوي،الى أن وافاه الأجل عام 1977م "رحمه الله"،تاركاً وراءه ذرية صالحة وهم :
الحاج كاظم،جعفر،وعيدان،ويعتبر الحاج شاواز من المعمّرين في القضاء(4). والصورة المرفقة مهداة لي من قبل حفيده محمد كاظم"ابو نصير " سنة 2004م حين كنتُ في بعقوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات