الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب هو القوى المحركة في التاريخ نحو التقدم والتطور (2)

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب هو القوى المحركة للتاريخ والشعب هو أساس السلطة في الديمقراطية .. لأن الشعب يمتلك جميع عناصر الفعل الجماهيري الذي يمتلك البواعث القوية القادرة على تسخير الأحداث والاتجاهات على نحو تحقق جميع أهدافها الآتية والمرحلية في التاريخ .. لأن الشعوب بطبيعتها جريان متواصل لا ينفذ ولا ينتهي يتجدد في الحياة كما تعتبر منظومة متفاعلة حيوية من العلاقات والمصالح في صيرورة دائبة وتغيير مستمر في الحياة كما أن الشعب يمثل جميع المواطنين الساكنين في الرقعة الجغرافية التي هي الوطن مع جميع الطوائف والكتل الدينية والقومية الذين يوجد بين أبنائها من ينتمي إلى أفكار يسارية ووطنية متجرداً عن انحيازه الفكري والسياسي عن الطائفة والقومية وهذا يعني أن الشعب يمثل الكتلة الأكبر بين المواطنين الآخرين.
إن التحولات التي حدثت في التاريخ وبروز ونضوج الأفكار التنويرية الحديثة كان لها دور أساسي ومصيري في ترجيح كفة الديمقراطية ودورها في أفكارها التي تعزز أهمية ودور الشعب في مسيرة حركة التاريخ.
إن الرابطة السببية للوجود تفرض بأن أية حركة وتطور لابد أن يمتلك سبباً وهذا السبب لا يمكن أن يكون خارج الأسباب للحركة وتطورها وإنما هو أحد أسبابها من خلال القوانين التي تتحكم بالظواهر الاجتماعية وحركة تطور التاريخ هو فهم الرابطة السببية لظواهر الواقع الاجتماعي وتطوره من خلال ربط القوانين بالأسباب نستطيع أن نفهم جيداً الماضي ونشرحه بشكل سليم للحاضر ونستقرئ بدقة عملية تطور المستقبل عن طريق معرفة حقيقة الواقع وأسبابه وعند ذلك نستطيع الوصول وإدراك جوهر الأحداث السائدة على الساحة الدولية والواقع الموضوعي ... وإن تفسير تاريخ البشرية يأتي من خلال النظام الاقتصادي السائد في تلك المرحلة الذي ينبثق عنه التنظيم الاجتماعي أي الحياة المادية الاجتماعية الذي ينشأ عنه التاريخ السياسي والفكري لتلك المرحلة ومن خلال تلك المراحل للتاريخ السياسي تظهر أفكار اجتماعية مختلفة ومفاهيم وأوضاع سياسية مختلفة في المجتمع والتاريخ الإنساني مرت بأحقاب متعاقبة (المشاعية البدائية ونظام الرق والعبودية والإقطاعية والرأسمالية والاشتراكية فكان لكل نظام ومرحلة معينة تطابقه أفكار وثقافة ووعي فكري معين .. إن العوامل الحضارية الجديدة كانت تصطدم بالأفكار القديمة السائدة في المجتمع وكان من يعمل بها يطلق عليه الفيلسوف وهو أقرب إلى كلمة المثقف وقد لعبت كتابات مفكري التجديد والتغيير التي فتحت طريق الوعي الفكري أمام الشعوب فكان المفكر مونتسكيو مؤلف كتاب (روح القوانين) الذي كتبه عام/ 1748 الذي قدم فيه رؤيا سياسية جديدة للعالم ونادى بالعملية الدستورية وانتقد فيه المؤسسات الاجتماعية داعياً للإطاحة بها وساهم مع الفيلسوف (ديدرو) في تأليف (الانسكلوبيديا) وشاركهم في هذا العمل العديد من المفكرين والفلاسفة ويعتبر هذا العمل إنجازاً كبيراً ضخماً في معرفة الوعي الفكري للشعوب والتقدم الاجتماعي كما برز علماء بالتاريخ والاجتماع والقانون مثل فولتير وجان جاك روسو وامتد الوعي الفكري صراعاً في انكلترا وهولندا واسكتلندا بين المؤسسات الاجتماعية ورواد النهضة الفكرية التقدمية ونشبت الثورة بهذا المجال عام/ 1680 ونجحت الثورة التي فرضت نتائجها في التغيير وعمقت النهج الديمقراطي للشعوب كما لعب الفيلسوف (هيوم) دوراً بارزاً في الوعي والتغيير حيث ألف كتابه الشهير (علم الإنسان ومصالح الكنيسة) كما أسهم المفكر الاقتصادي (آدم سمث) في إبراز فلسفة التغيير حيث قدم فيه تصوراً كاملاً للتطور الاقتصادي الرأسمالي كما شمل التطور الجديد ألمانيا التي دعت فيها الأفكار الجديدة إلى نبذ الخرافات والتسامح الديني وقد سادت مقولة (على الفرد أن لا يقبل كل ما يقال له ويوعظ به دون تفكير عقلي سواء صدر الكلام عن رؤساءه وحتى والديه ومعلميه ولا ينبغي تقبل ما يقولونه دون تمحيص وجعل الذات الإنسانية مصدر للحقيقة). وقد ظهرت تأثيرات الفيلسوف (كنط) ودوره في هذا المجال ومن ثم بعد قرن الزمن جاء الفكر الماركسي لينسخ تلك الأفكار السياسية والاقتصادية والاجتماعية المثالية التي طبقت إلى واقع في ثورة أكتوبر العظمى عام/ 1917 العظمى التي قادها ومخططها العبقري لينين وطبقت بشكل واقعي وعلمي وأدت إلى تغيير الفكر العالمي إلى مصلحة الشعب تغييراً جاداً عن طريق الثورة الجماهيرية .. أما في العالم الإسلامي والعربي فقد ظهرت الأفكار التنويرية والتقدمية وكانت أولى الومضات وشعت هي المطالبة في الدستور في إيران المعروفة بالمشروطية سنة/ 1905 التي استمرت أحداثها عاصفة إلى أن تم إعلان الدستور في كانون ثاني/ 1907 ومن ثم أعقبتها في الدولة العثمانية حركة المطالبة بالدستور التي عرفت بالمشروطية حيث استطاعت التمهيد إلى انقلاب سنة/ 1908 وعادت الروح إلى أول الدستور العثماني الصادر في 23/ كانون أول/ 1876 وعلق العمل به في 14/ شباط/ 1878 وبقي نافذاً لفترة قصيرة لم تتجاوز السنتين ومن ثم الإعلان عن تشكيل الحكومة الدستورية في 23/ تموز/ 1908 وفي البلاد العربية هبت رياح التجديد الذي ارتبط بالفكر التنويري ممثلاً بأفكار رفاعة الطهطاوي وعبد الرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعدت نقطة التحول هذه انبعاثاً لنهضة العراق المعاصر من خلال الهزة القوية التي أحدثها إعلان الدستور في إيران والدولة العثمانية التي فجرت الحرية النسبية الكامنة في نفوس الكثيرين من أبناء الشعب العراقي وكانت البداية في مدينة النجف بالدعوة إلى الدستور والعدالة الاجتماعية وكان من مناصريها المجتهد الكبير الملا كاظم الخراساني وعلى يديه تخرج الشيخ الشيرازي الذي أفتى بثورة العشرين والسيد الإمام أبو الحسن والشيخ النائيني والشيخ عبد الكريم الماشطة التي لم يشغلها البحث العلمي والدين عن هموم أبناء الشعب وعن دور رجل الدين المثقف عن نصرة الشعب ومؤازريه في معركة التحرير وقد ذكر الدكتور علي الوردي في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق) عن هذا الموضوع (أقلية من أبناء الشيعة والعامة يعتبرونهم زنادقة وهم الذين يمثلون الجبهة التقدمية بالنسبة إلى المرحلة الاجتماعية حيث كانوا أكثر الناس اندفاعاً للحضارة والاقتباس منها وكانت الكتب والمجلات والجرائد ترد إليهم خلسة) .. وكانت هذه الأفكار تمثل انعكاس لواقع الشعوب ومعاناتهم وكانت المحرك والداينمو في ثورات الشعوب نحو التغيير لحياة أفضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام