الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوكنت ((إسرائيلياً)) لكنت أشد تطرفاً ويمينية من نتنياهو وبن غفير وو....الخ؟!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2023 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


نــعــم.. لو كنت ـ أعوذ بالله ـ صهيونياً "إسرائيلياً" لكنت أشد تطرفاً ويمينية وعنصرية من النتنياهو وايتمار بن غفير ومناحيم بيغن واسحاق شامير وكهانا ووزير المالية الإسرائيلي الحالي الولد المسمى (بتسلئيل سموتريتش) الذي أنكر وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، ونشر خارطة جديدة لكيانه ـ أقل قليلاً من اسرائيل الكبرى ـ تضم كل فلسطين "من النهر إلى البحر" ومعها المملكة الأردنية بكاملها!!

إذا كنت ـ اعوذ بالله مرة اخرى ـ صهيونياً "إسرائيلياً" لماذا لا أكون متطرفاً شديد التطرف، إذا كان الحكام العرب ـ لا يهمني الشعب العربي لأنه كم مهمل ـ يقدمون لي تنازلات تلو التنازلات، كلما كانت حكومتي "الإسرائيلية" أكثر يمينية وعنصرية وفاشية وتطرفاً!!
وهذه الحقيقة تأكدت لي كما تأكدت لغيري من اليهود والعرب وللعالم اجمع، ومنذ صعود "الليكود اليميني" المتطرف: {وهو تكتل لمجموعة من أحزاب يمينية في "اسرائيل" أسس عام 1973 وتحول إلى حزب واحد عام 1988} إلى السلطة أول مرة في الكيان الصهيوني في العام 1977، وإلى يوم الناس هذا!!

فالحكام العرب يقدمون التنازلات بالجملة ودون انقطاع، ودون قاع تقف عنده تنازلاتهم، كلما كانت الحكومة "الاسرائيلية" أكثر يمينية وفاشية وتطرفاً، منذ صعود ذلك اليمين الصهيوني المتطرف أول مرة وإلى اليوم ـ حتى أنهم لم يبق عندهم شيء يتنازلون ـ وأن جملة اتفاقاتهم الحكام العرب وتنازلاتهم المستمرة كانت مع ذلك اليمين ،الاسرائيلي" المتطرف بالذات، وليس مع غيره من "الصهاينة المعتدلين" كما يسمونهم.. والشواهد على هذا أكثر من أن تعد أو تحصى :
o وبدءاً من اجتماعات أو مفاوضات (الخيمة 101) بين مصر و "إسرائيل" اكتوبر/تشرين أول 1973، ثم زيارة السادات المشؤومة للقدس المحتلة عام 1977، وبعدها "اتفاقيات كامب ديفيد" عام 1978، واتفاقات أوسلو عام 1993 واتفاقات وادي عربة عام 1994 واتفاقات التطبيع ـ "اتفاقات ابراهام" ـ بين الامارات العربية والبحرين والمغرب وغيرها مع "إسرائيل"، حتى أن الامارات العربية ادرجت ما يسمى بالــ "الهولوكوست" أو "المحرقة اليهودية" في مناهجها الدراسية كافة، في نفس اليوم الذي اقتحم فيه المستوطنون الصهاينة المسجد الأقصى بالذات، وكأنها لم تجد يوماً مناسباً لفعلتها هذه إلا ذلك اليوم الدموي المشؤوم، متناسية بصفاقة وعهر (الهولوكوست الفلسطيني) المستمر منذ خمسة وسبعين عاما، وإلى هذه الايام السوداء المليئة بالعهر والكذب "والتطبيع" وكل ما هو غير انساني بحق فلسطين والفلسطينيين!!
فكل تلك التنازلات ومنذ (اجتماعات الخيمة 101) وصولاً إلى ما يسمى بــ "مؤتمر قمة العقبة" في الأردن بتاريخ 2023-2-26 ولحقه "اجتماع شرم الشيخ" في 2023-3-19 لتهدئة الاوضاع المتفجرة" في الضفة الغربية المحتلة، فقد تمت جميع تلك الاتفاقات مع اليمين الصهيوني دون غيره، فهي قد ابتدأت (بمناحيم بيغن) حتى وصلت إلى (النتن ياهو) وستصل حتماً إلى "بن غفير" و(بتسلئيل سموتريتش) الأكثر يمنية وتطرفاً في تاريخ "إسرائيل" وحكوماتها!!

لقد حضر مؤتمر قمة العقبة واجتماع شرم الشيخ، بالإضافة إلى مندوبي فلسطين و "إسرائيل"، ممثلون عن الولايات المتحدة والأردن ومصر، وقد عقدت (قمة العقبة) لتهدئة الأوضاع المتفجرة في الضفة الغربية واتخاذ قرارات بشأنها، وعقد (اجتماع شرم الشيخ) لإعادة التأكيد على ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر العقبة ذك دون أي جديد فيه، بعد أن ضربت "إسرائيل" باتفاقاتها وتعهداتها في مؤتمر قمة العقبة عرض الحائط!!
****
لكن الأهم ما الذي تمت مناقشته والاتفاق عليه، بين تلك الاطراف في ذلكم المؤتمرين ؟؟
o وفقا للبيان الذي نشرته قناة "المملكة" الأردنية، فإن "الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، عبرتا عن استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات أحادية الجانب لــمــدة 3 ـ 6 أشهر، ويشمل ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر".
هذه هـــــــــي باقتضاب زبدة القرارات العظيمة التي اتخذها "مؤتمر قمة العقبة" وأكد عليها "اجتماع شرم الشيخ" من جديد!!
لكن هل ترون أو تتفقون معي على مدى عظمة تلك القرارات الخطيرة التي اتفقت عليها تلك الاطراف؟
فإذا كانت السطور المكتوبة لتلك الاتفاقات واضحة كل الوضوح، فإن ما بين تلك السطور نفسها هو الغامض .. فتعالوا لنقرأ معاً ذلك المختبئ ما بين سطور تلك القرارات الخطيرة .. إنها ببساطة تقول للجميع :
أن الحكام العرب ـ ومرة أخرى أن الشعب العربي لا علاقة له بها ـ يعترفون "بحق إسرائيل" في استيطان فلسطين، كل فلسطين "من النهر إلى البحر" ويرجون ويترجون منها فقط "وقف الإجراءات أحادية الجانب لــمــدة 3 ـ 6 أشهر" لتهدئة الاوضاع المتفجرة في الضفة الغربية، لكن كرم "إسرائيل" لهم زاد على ما طلبوه منها بدرجات، فقد تكرمت ووافقت على " وقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر" كما أنها وافقت على "وقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر" .. أما بعد انقضاء أجل هذه التواريخ، فــإن "إسرائيل" حرة في استيطان أية بقعة في فلسطين من "النهر إلى البحر"، وحرة أكثر فيما تفعله بفلسطين وبالفلسطينيين!!
هذا هو فهم "إسرائيل" لتلكك الاتفاقات!!
وهذا هو أيضاً ما فهمه الحكام العرب أنفسهم من تلك الاتفاقات، ووافقوا عليه!!
****
ومرة جديدة أقول:...: لو أني كنت ـ أعوذ بالله ـ صهيونياً "إسرائيلياً" لكنت أشد تطرفاً ويمينية وعنصرية وشوفينية من النتنياهو وايتمار بن غفير ومناحيم بيغن واسحاق شامير وكهانا ووزير المالية الإسرائيلي الحالي (الولد المسمى) "بتسلئيل سموتريتش" الذي أنكر وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، ونشر خارطة جديدة لــ "اسرائيل أقل من كبرى" تضم كل فلسطين "من النهر إلى البحر" ومعها المملكة الأردنية بكاملها.......... وطبعاً الآتـــــــــــــي سيكون "إسرائيل" أكبر وأكبر!!
فأنا إذا كنت ـ اعوذ بالله مرة أخرى ـ صهيونياً "إسرائيلياً"، لماذا لا أكون يمينياً عنصرياً متطرفاً، أكثر من النتنياهو وكل الذين على يمينه وعلى يساره، إذا كانت اليمينية والعنصرية والتطرف الشديد، قد صنعوا "لإسرائيل" عظمتها وكل مكاسبها التي لا تعد، من أرض ومياه وقوة عسكرية واقتصادية ومركزاً دوليا مرموقاً واعترافاً عالمياً وعربياً بها!!
فــ "إسرائيل" قوية اليوم ـ بفضل الحكام العرب ـ على كل الصعد، ولا تستطيع أية دولة كبرى أو صغرى ولا حتى الأمم المتحدة وجميع منظماتها، اجبارها على قبول قرار أو أمر لا تريده ولا ترتضيه لنفسها!!

فكل هذه المكاسب "الإسرائيلية"، كانت من صنع اليمين والمتطرف، وليس هناك مكسب أو اتفاق واحد خدم مصالح "إسرائيل" العليا وثبت وجودها وعظمتها في المنطقة، إلا وكان اليمين والتطرف الشديد وراءه .. فالاعتدال واليسار والسلام ما الذي كان باستطاعته أن يصنع لــ "إسرائيل" أكثر مما صنعه هذا اليمين المتطرف لها؟..
إذاً ليذهب الاعتدال والسلام وحتى "التطبيع" إلى الجحيم، فــ "إسرائيل فوق الجميع" ، كما كانت "ألمانيا فوق الجميع"
****
وللحق والحقيقة والانصاف نقول: أن كل تلك المكاسب الكبيرة التي حصلت عليها "إسرائيل" لم تكن من صنع اليمين المتطرف وحده، إنما شارك (الحكام العرب) في صناعته (ففتي × ففتي) لــ "إسرائيل"!!
وذلك من خلال جبن الحكام العرب وخنوعهم وضعفهم وتواطؤهم وامتثالهم ـ امتثال العبيد ـ لكل ما كان يمليه ذلك اليمين "الإسرائيلي" المتطرف عليهم .. ومن خلالهم وبواسطتهم ـ أي الحكام العرب ـ استطاع ذلك اليمين المتطرف، اقناع جميع مستوطني فلسطين المحتلة بصوابية سياسته اليمنية المتطرفة والمكاسب العظمى التي تتحقق من ورائها، حتى تحول أربعة أرباع أولئك المستوطنين إلى مخلوقات يمينية عنصرية شوفينية متطرفة أشد التطرف، وبيئة صالحة لذلك اليمين ولكل ما هو امبريالي ورجعي وضد الشعوب ومصالحها!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال