الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة اجتماعية انتروبولوجية للمؤخرة / محاولة للتفكير في المؤخرة

سهيَل العرفاوي

2023 / 3 / 26
الطب , والعلوم



إنَ الضغط الممارس من وسائل الإعلام الحديثة المروجة للتوافق مع جسد معين من الجسم و يكون أكثر نحافة ، الضغط يكون على المرأة و في جميع الأعمار " التعرض المتكرَر لهذه الصورة ، على إستعاب المرأة النحيفة المثاليَة الرقيقة تصبح مقبولة و مرجعية(1)تغير المعايير و الإشارة إلى وزن الجسم و تم تطوير ثقافة تحركها وسائل الإعلام ، تساهم في عدم الرضاء عن الجسد و تروج إلى الأكل الصحي وفق مناهج دراسية و استقرار التصوير الاعلامي في تعزيز صورة المرأة النحيلة في المخيال المجتمعي و تحديد سلوك الأكل ، هذا و تساهم العمليات الجراحية و البنية الاجتماعية و تطور إضطرابات الأكل و الهياكل الثقافيَة ، في التأثير على سلوك الأكل .
مارلين مونرو هي المرأة التي تم تصويرها على أنها نحيفة ومروَجة لصورة النحافة كقيمة جماليَة ، ثم تم تعزيز هذه الصورة من قبل المنتجين و المسوقين لبيع المنتجات و بالتالي إستعاب المعايير الجديدة للجسد الأنثوي ، لذلك إعتادت المرأة على تغيير عاداتها الغذائيَة ، و إتباع نظام إستهلاكي و غدائي خاص (2) للإعلام قدرة على تغيير التأثير الحيوي و الخيارات الغذائية للفرد (3)نذكر مثال إنخفاض نسبة اللحوم ب 20% ، إستجابة لدعاية حول الفوائد و مخاطر لبعض أنواع اللحوم و تناول طعام صحي . نلاحظ هنا قدرة الصورة الاعلامية في تغيير النظام الغذائي و التركيز على المرأة النحيفة .
تؤثر المؤسسة الإعلامية و الأسرية و الإجتماعية في إنتشار إضطرابات الأكل و فقدان الشهيَة لدى النساء من الطبقة الوسطى البيضاء(4)عادة ما نلاحظ الأفكار المتزمتة للقيم الأخلاقية البروستانتيَة ، كضبط النفس حيث أن زيادة الوزن هو مؤشر كسل و إنغماس في النفس ، شكل الجسم يمثل قيم أخلاقية للفرد (5)يقول أن النحافة تتساوى مع مع الكمال الأخلاقي و قد حقق الأشخاص النحيفين النموذج من خلال العمل الجاد (6) السمنة هي علامة نقص التحكم في الذات . يعتقد الشباب أن الدهون مرتبطة بالتحلَل العقلي بينما تمثل النحافة إنتصارا على شهية النفس و ضبطها . شابات يقلن أنه لتحقيق جسد نحيل يجب إستثمار الوقت و العمل و الجهد ...لتشكيل جسد أعلى ثقافي للأنوثة. الخيال الإجتماعي مهم لأن تطور إضطرابات الأكل لدى الفرد و يتأثر بالبنى الاجتماعية و الثقافية لذلك يمكن القول بأن الأفراد يمارسون السلطة على الجسد.
تشعر المرأة بالضغط المتواجد منذ فترة طويلة ، هذا ما يعكس هيمنة التكنولوجيا و ضغط معايير وسائل الإعلام و بهذا تزايدت التعبيرات عن الجسد النحيل مثل المؤثرون في وسائل التواصل الإجماعي المروجون لجسد نحيل و وجبات متوازنة و ممارسة الرياضة . في الممارسات الرياضية النسائية يتم التركيز على المؤخرة و الجزء الخلفي و الحوض . المؤخَرة لها أهميَة في فعالية حركة البشر. الهيكل الشرجي متكون من أنسجة دهنيَة الموجودة في عضلات الألوية (Gluteal Tissu) و التي ترتبط بالحوض العظمي ، أي أن شكل الحوض يحدد المؤخرة .الحوض (Pelvis) يتكون من العظام(hip bone) ، الورك (Sacrum) ؛ يتكون كل عظم من ثلاث أجزاء : الحرقفة Ilium، والإسكIschion والعانة Pubis التي تندمج معًا أثناء النمو و هذا ما يصنع الفرق بين القرد و الإنسان ، ألويتنا (Gluteus) كبيرة تساعدنا على الجري و صعود السلالم و التغير يرجع شكل الحرقفة إلى Aidipitheen Ramidus , Australopithecine و الشكل أصبح أقصر و أوسع . الجسد يخزن الطاقة و الدهون ، المؤخرة لها علاقة بأن نكون ذوات قدمين و لدينا نسبة عالية من الثدييات الغير مائيَة .
أجدادنا القدامى ، القردة ، نزلوا من الأشجار و بدأوا يمشون على القدمين و قاموا بتوجيه النسب البشري إلى مسار تطوري حيث أن القدرة على المشي مهدت الطريق لمزيد التحولات في جسم أشباه البشر .
في دراسة نشرت في هارفارد (7) بأن الألوية أكبر ب 1.6 مقارنة بكتلة الجسم و تختلف التعديلات الجينيَة و الوراثية ترتبط الكائنات المعدلة وراثياً ، بحرقفة أعلى وهي العظم العريض للورك ، أوضحت دراسة (😎 أنَ الألوية تنشط أثناء التسلَق و الحفر و الرمي و الجري ، هذه الأنشطة تطور النوع الكبير من الألوية .
كانت هناك منافسة مستمرة بين أنواع الحيوانات "معركة من أجل الوجود" ، الحيوانات ليسوا أقوياء لكن الإنسان تطور دماغه و عوض نقص العضلات بالتفكير و التواصل و بالتَالي فكَر في صنع وسائل صيد لسيطرة على الحيوانات المفترسة و أصبح يمتلك الرمح و القوس و السهم . تشير أحفورة لوسي من نوع ال(Australophithecus Afrensis) إلى أنها كانت تمشي و لكنها ليست عدائة ، كانت قصيرة الساق و تفتقر إلى الرباط القفوي (Nuchal Ligement) وهو رباط مؤخرة العنق الذي يحافظ على إستقرار الرأس أثناء الجري ، مع تطور الإنسان ظهر الإنسان المنتصب و صارت له مؤخرة كبيرة . إن التطوَر وعدت تنظيم الألوية مرتبطين بالجري و المشي في التضاريس و التسلَق و هذا ما يتطلب نشاط الألوية ، حيث كانت سمة البقاء على قيد الحياة .الإنتقاء الطبيعي جعل الألوية تكتسب سمات بيولوجيَة و تطوَرت و قابلة للتوريث جينياً . عند إنتشار الزراعة ، حلَ النَشاط البدني الجديد و تميَز بأعمال أخرى متعلَقة بالزَراعة و أنماط النَشاط الجديد ، تشيردراسة قام بها ليبرمان إلى أن مستويات النَشاط البدني لمزارعين الأوائل مرتفعة مقارنة بالصيادين(9). إنتشرت الثورات الصناعيَة و أصبحت الوظائف المكتبيَة أكثر قيمة و المعيار الجديد هو الجلوس المفرط و العيش المستقر و أصبحت الألوية لا يتم إجهدها بشكل كاف و لا يشهد الجينوم الذي يحدده علم التشريح و علم الأعضاء دون تغيير نسبياً منذ العصر الحجري القديم . هذا يعني أن العصر الحجري لا يزال معنا ، لقد كان إختيار لتكييف الجسم مع ظروف جديدة و بالتالي حدث تنافر بين الجينات و البيئة ، وهو ما يمهَد الطريق للعديد من المشاكل الصحيَة .
من المهمَ أن نقول أن المؤخرة لها مكانة خاصة و مهمَة لبقائه لكنها أيضاً هي رمز الخصوبة و الجمال ، الطابع الجنسي يرجع لزيادة شعبية الجينز الضيَق (Jean) تم التركيز على جذع الأنثى العلوي و أفسح المجال للمنطقة السفلية للجسم و من أجل التأكيد على الملاءمة ركَز المصنعون على الوركين ، مع ظهور إسم المصمَم على جيب الورك و التركيز على الجزء الخلفي و تزايدت الإعلانات لدرجة أن هذه المنطقة فقط الثديين بإعتبارها الصورة الجنسية الأولى لجسد الأنثى .
المراجع
(1)Tiggemann, M. (2002). Media influences on body image development. In Body Image: A Handbook of Theory, Research, and Clinical Practice (pp. 91-98). AUMLA.
(2)James Fulcher, John Scott, Sociology, Oxford University Press, 2007.
(3) J.Ogden , Kate Mundray,The Effect of the Media on Body Satisfaction: the Role of Gender and Size ,European Eating Disorders Review, 1996 .
(4)James Fulcher, John Scott, Sociology, Oxford University Press, 2007.
(5) J.Ogden , Kate Mundray,The Effect of the Media on Body Satisfaction: the Role of Gender and Size ,European Eating Disorders Review, 1996 .
(6) Susan Bordo. Unbearable Weight: Feminism, Western Culture, and the Body. Berkeley, University of California Press, 1993. - Judith Butler. Bodies That Matter: On the Discursive-limit-s of Sex. New York, Routledge, 1993.
(7) Lieberman, Daniel E., David A. Raichlen, Herman Pontzer, Dennis M. Bramble, and Elizabeth Cutright-Smith. 2006. The human gluteus maximus and its role in running. Journal of Experimental Biology 209.
(😎 Robert R. Sands , Linda R. Sands The Anthropology of Sport and Human Movement: A Biocultural Perspective, Lexington Books , 2010.
(9) The Story of the Human Body: Evolution, Health, and Disease by Daniel E. Lieberman. University of Notre Dame . See less








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تنجح مساعي واشنطن في تقليص النفوذ الروسي في منطقة الساحل


.. سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور تجتاح نيويورك




.. استمرار عمليات الإجلاء الطبي التي تنظمها دولة #الإمارات


.. -قريبا سنبني حضارة على المريخ-.. ماسك يحدث ضجة بتنبؤاته




.. إيلون ماسك: البشر يمكن أن يعيشوا على المريخ خلال الثلاثين عا