الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرياضة

أكرم الماجد

2023 / 3 / 26
عالم الرياضة


الرياضة.
الرياضة قوام كمال الإنسان المادي والمعنوي ، ففي الأول يتقوم البدن ويصبح أكثر قدرة على التعامل مع العالم المادي ، وفي الثاني تتقوم النفس وتصبح أكثر قدرة على التعامل مع العالم المعنوي . ولكل من الرياضة الجسمانية والمعنوية تأثير أحدهما على الآخر ، وفي جمعهما يكون تمام الكمال .
ولا فرق في أن تمارس الرياضة بآلة أو بدونها مادامت لا تجر الإنسان الى السلب ، كما لا تنحصر الرياضة بعمر كبير أو صغير ، ولا صنف ذكوري أو أنثوي ، بشرط أن لا تخرج الصنفين من حِشمتهما .
الرياضة مظهر قوة الشعوب ، فالجيش الرياضي لا يقاس بغير الرياضي ، بل الرياضة جزء أساسي في الجيش ، وكذلك الموظف الرياضي أكثر نشاطا وانتاجا من غيره غالبا ، وهكذا تجار وعمال الأعمال الحرة .
والرياضة أصناف ودرجات لاتقف عند حد ، وأما ما هو معروف اليوم وأمس فهو بحكم ما توصل إليه الأنسان فالدرجات ، منها نافع ، ومنها أكثر نفعا ، ومنها رديء ، ومنها أكثر رداءة .
والأصناف ، منها قتالية ، ومنها فنية ، ومنها عقلية ، ومنها قلبية ، وهكذا .
ومن الرياضة ما هي فن ومتعة وترويح للنفس ، بشرط أن لا تخرج الرياضي عن الحِشمة ، ولا تضيع وقته وتصرف عمره .
كما أن المعنى المذكور يدعو الإنسان الى تحمل وتحدي الصعاب ، وقدرته على تحصيل ما يظن عدم تحصيله في مختلف مجالات الحياة الممكنة التحصيل .
ومن الرياضة ماهي قتالية ، وفائدتها غنية عن التعريف ، كما أنها تعتبر من أشرف أنواع الرياضة وأرفعها ، وتأثيرها على الرياضة المعنوية لا يخفى فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وطلبها لا يقف عند حد حتى بلوغ كمال القوة ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) .
ولنا من مجمل الذكريات مراحل متقدمة في الرياضة القتالية ، وهي :
- الحزام الاسود ( ٥ دان ) ، مدرب جنوب العراق ، مدرب جامعة البصرة وكلية التربية الرياضية ، نائب الإتحاد المركزي للفنون القتالية في البصرة ، رئيس أتحاد الكونفو في البصرة ، بطل جنوب العراق ، عضو اللجنة الأولمبية ، شهادة التدريب العالمية . كل ذلك كان سابقا وبصفة رسمية ، ولازلنا نحتفظ بوثائقه .
كما تخرج عندنا مئات الأبطال والمدربين والرياضيين والمجاهدين ، منهم أبطال العراق والمحافظات العراقية وغيرها ، وبعضهم أبطال ورياضيين أجانب .
ومن الرياضة ما هو عقلي كالفلسفة ، وإن كانت علمية أو حكمية ، فقد تصيب ذلك وقد لا تصيب ، أي : العلم والحكمة . إذ التفكير والتأمل رياضة العقل ووظيفته بشرط التجرد ، فالنتائج تتبع المقدمات سلامة وسقماً . وكما تتبعنا الرياضة الجسمانية عموماً والقتالية خصوصاً بكل مفرداتها - كما سبق - كذلك تتبعنا الرياضة العقلية لسنوات عديدة ، فدرسنا أمهات الكتب وبناتها على أيادي أفاضل الأساتذة وكبارهم .
منها : الفلسفة المشائية ، والفلسفة الإشراقية ، والفلسفة المتعالية ، والفلسفة الغربية : ككتاب الإشارات والتنبيهات للشيخ الرئيس ، وكتاب الشفاء له أيضا ، وحكمة الإشراق للشيخ السهروردي ، والحكمة المتعالية لصدر المتألهين ، وفلسفة هيجل وكانت وغيرهم ، وهكذا عشرات الكتب لأكثر من عشرين سنة . ومن ثم ألفنا في ذلك وشرحنا وعلقنا ، فبعضها مطبوع وبعضها مخطوط ، وبعضها صوتي منشور ، وبعضها غير مسجل .
وأعطينا دروس لسنوات كثيرة في المساجد والأماكن العامة والمدارس والجامعات ، ولنا سجل رسمي في المركز العالمي كأستاذ ومؤلف ، أي : جامعة المصطفى حالياً ، وهي أكبر جامعة اسلامية في إيران ، ومن ثم منحنا شهادة أفضل أستاذ من الجامعة المذكورة .
وبعد هذه المسيرة الطويلة رأينا أن الفلسفة العقلية لوحدها غير كافية لبلوغ المراد وتحصيل الكمال ، فكانت محطتنا الاخيرة عند الرياضة القلبية التي كانت مواكبة لنا منذ سنين الرياضة الجسمانية ولكنا لم تبلغ ذروتها ولم نقف على معالمها بصورة واضحة ، كما دخلت فيها بعض الرياضات الروحانية التي تخدم الفنون القتالية كالتأملات والباراسايكلوجي واليوغا وغيرها . ومن ثم تهذبت أثناء الدراسات الفلسفية ، حتى أصبحت الرياضة القلبية واضحة بينة ، فملنا لها ووجدنا ضالتنا فيها ، ومثلما فعلنا في الدراسات الفلسفية من درس وتدريس وتأليف وتعليق وتحقيق فعلنا في الدراسات القلبية النظرية والعملية المسماة بالعرفان النظري والعملي ، وفي هذا كله لم نغادر دراسات الفقه والعقائد ولا الكتاب والسنة ولا هدي العلماء والحكماء ، ولم نخالف الفطرة والعقل الصحيح ، ومع ذلك يبقى الانسان غير معصوم ، والله يعرف النوايا ومقاصد الانسان ، وحلمه كبير ورحمته واسعة .
وأخيرا أرجو أن يختم الله حياتنا بما يرضيه ، وأن يبلغنا كمالنا ، فمنهجنا في الحياة لأنفسنا ولغيرنا ما ذكرنا أخيراً ، كما نؤمن بحرية الفكر بشرط الادب ، والتعايش والسلام لمختلف الأديان والمذاهب ، واحترام القانون والنظام في أي مكان كان ، فهو خلق الدين والإنسانية .
ومن الرياضة ما هي علمية بالمعنى الأعم ، أي : بقطع النظر عن كونه مصيبا للواقع أو غير مصيب ، وهذا يشمل كل أنواع الدراسات الكسبية الدينية وغيرها ، فالفقه والأصول وغيرهما رياضة علمية مادامت تدخل في تفكير وتأمل الانسان بضوابط وقواعد مخصوصة ، ومثلها الفيزياء والكيمياء وغيرها.
ولنا ولله الحمد عمراً طويلا في دراسة ذلك ، إذا درسنا من الإبتدائية الى الجامعة دراسة أكاديمية ، ومن المقدمات الى السطوح حتى أنهينا دراسة البحث الخارج ، وهو آخر مرحلة دراسية في الدراسات الحوزوية الدينية وفي المركز العالمي الإسلامي ( جامعة المصطفى حاليا ) ، وحصلنا على شهادة الماجستير وتهيئنا لما بعدها لولا الخلاف في الرأي الذي حال دون ذلك ، ومع ذلك فقد أشرفنا كأستاذ على مناقشة رسائل البحوث العالية كالماجستير والدكتوراه بصفة رسمية من الجامعة المذكورة . ولازلنا نحقق ونؤلف بغية تحصيل المراد ، وقد طبعنا عدة كتب ، ومنها مخطوط ، وهناك صوتيات كثيرة جدا ومنها غير مسجلة . فهذه الدراسة ابتدأت رسميا واستمرت منذ سنة ١٩٨٨م حتى اليوم .
وفي خضم هذه المسيرة العلمية والعملية الطويلة ، ليس لدينا إدعاء يذكر ، وما ندعي لابد من دليل . ونؤمن أن الانسان مهما تعلم وعمل يبقى قليل غير كامل ، كما لا نبغي فيما نذكر مدحا ولا منصبا لاعتقادنا أن الثناء من الله تعالى ، وأن الأمور إذا أرادها الله لك أعانك عليها ، وإذا أردتها لنفسك قد لا يعينك عليها ، فكل الذي نرجوه أن تتمم هذه الحياة بما يرضي الله ويحصل الكمال والمقام المحمود ، وهو الذي نرجوه لطلابنا واخواننا والناس ، ولله في خلقه شؤون .
وندعو الى الخلق الرفيع ، واحترام الناس ، وتقييم الآراء والمواقف ولو من الأعداء ، وننبذ الطائفية والتمييز غير الحق ، وندعو لحفظ النظام في أي مكان يكون فيه الإنسان ولو كان دانيا ، وملاك ذلك كله النظرة الانسانية الكاملة التامة . هذا هو خلاصة منهجنا في الحياة .
وطبيعي أن هذا المنهج فيه الإختلاف والخلاف ، ولهما عندنا من الإحترام مالم يتجاوز حدود ما يمكن فيه الإحترام الى أقصاه . والله ولي التوفيق .
- ملاحظة : كتبنا هذا وإن خرجنا شيئا ما عن موضوع البحث ، فإننا لا نبغي فيه مدحا مادام موضوعنا ومحور حياتنا اليوم على حسب منهجنا هو الله تعالى . إذ الدراسات العرفانية موضوعها هذا ، وليس لأهلها رجاء مدح ومنصب من بشر ، ولكن كتبناه لعدة فوائد : منها ليعلم بعض طلبتنا وغيرهم أننا لم ندخل هذا المضمار عن جهل ومقاصد سلبية . ومنها ليقتدي البعض بالنافع مما ذكرنا . ومنها لأن أكثر ما نكتبه يطبع وقد صدر منه الجزء الاول ، وتم الثاني ، وتبعه الثالث ، فخشينا إن لا تكون المسيرة غير واضحة لمن تتبعنا وأراد الإطلاع على منهجنا ومسيرتنا . والكمال لله تعالى .
وأخيراً : أريد أن أختم وإن كان ما نختم به يخرج عن موضوع البحث قليلا ، ولكن العذر : من باب الكلام يجر الكلام ،ولتوضيح المسيرة للموآلف والمخاصم.
فما ذكرنا مختصرا من مسيرة علمية وعملية طويلة ، فنية ، ورياضية ، وفقهيه ، وعقائدية ، وفلسفية ، وعرفانية ، وغيرها . كل ذلك بلغنا فيه عرفياً ورسميا شهادات عالية دراسة وتدريسا ، ولازلنا نحتفظ بها غير قابلة للإنكار، كذلك التأليف والتحقيق مطبوع ومخطوط ، وقد تقدم كله في المنشورات السابقة .
ومعه فلم يتركنا الله تعالى من التربية الإجتماعية ، فإننا ننحدر من أعرق العشائر وساداتها : من عشيرة عنزة / صقور / الماجد ، التي أنتمي إليها ، وجدي هو الشيخ ماجد ، المسماة العشيرة باسمه ، وأجدادي شيوخ عموم عشيرة الماجد الكبيرة ، التي تنطوي تحتها عشائر عدة الى اليوم ، وابن عمي المباشر شيخ عموم عشيرة الماجد الآن.
وقد تربيت قبل هجرتي الجهادية التي دامت منذ سنة ١٩٨٨م ، لأكثر من عشيرين سنة ، تربية ديوان في ديوان جدي الشيخ حسين الفزع ، من مشايخ عشيرة الماجد العموم . وهو غني عن التعريف بديوانه ، ورجاحة عقله ، وكرمه وشجاعته . فحضنا من التربية العشائرية السليمة ، ودواوين الأخيار معروف بمعرفة أجدادي المشايخ وكبار القوم ورجالها .
وأما من ناحية التربية المدنية ، فوالدي رئيس مهندسين سابقا ، ومدير المنطقة الزراعية في محافظة البصرة عموما . وفي ذلك نصيب كبير من التربية المدنية بالإضافة الى التربية العشائرية ، والدراسة الأكاديمية ، والدينية . ومن ثم تممناها في معرفة الحياة الغربية حيث نقيم في بلاد الغرب .
فمثل هكذا إطلاع كثير ، ومسيرة علمية وعملية طويلة ، واصالة عريقة ، وتدين ، وجهاد ، وهجرة ، وشهداء من أهلنا ، وغير ذلك .
وأخيراً جعل الله موضوع خاتمة المسيرة عندنا ( معرفة الله وانفسنا ) ، وهو المنهج العرفاني المعروف ، الذي لا نغادر فيه الشرع والفطرة والعقل الصحيح ، ولا نرجو منصبا ولا مدحا من بشر ، ولا ادعاءً يذكر ، كما ندعو للحرية واحترام الخلق والنظام والتعايش وقبول الرأي المخالف ، وجعل ملاك الحياة الإنسانية الكاملة .
مثل هكذا إطلاع كثير لا أظن فيه الظنون ، ويكفي فيه صحة المسيرة بحسب الطاقة إن شاء الله ، والله يعلم بالنوايا ، ويعلم ما تخفي الصدور . وإنا لنقطع بان الله معنا وهو الشاهد على كلامنا وقطعنا ، ومع ذلك لا ندعي أي ادعاء سلبي ، (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) . والحمد لله رب العالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعادل الترجي التونسي والأهلي المصري في رادس في ذهاب نهائي أب


.. التعادل يسيطر على مواجهة الأهلي والترجي في ذهاب نهائي دوري أ




.. فريق باير ليفركوزن يقتحم قائمة أبطال لا يعرفون الهزيمة


.. الأهلي يفلت من غربال .. تقييم حكم نهائي دوري أبطال أفريقيا




.. الأهلي والترجي أداء مهزوز من مصطفى غربال حكم نهائي دوري أب