الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدعة لبنانية : - التقويم الرمضاني -

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



لا نبالغ في القول أن خيوط السلطة في بلاد الارز، ذات "النظام الديمقراطي الخاص " والمعروف ، تجمعت عمليا بين يدي متزعمين طائفيين ، استطاعا تعطيل دور متزعم طائفي ثالث وإبعاده ،نقضا لمعادلة ثلاثية كان معمولا بها خلال العقود الزمنية الثلاثة الماضية .
نمر بسرعة على " المسرحية القصيرة " التي عرضتها إحدى القنوات التلفزيونية ، حيث قدم خلالها رئيسا السلطة حوارا فيما بينهما ، يمكننا أن نضع له عنوانا " التوقيت الرمضاني "، فحواه أن السلطة الثنائية قررت تأجيل اتباع التوقيت الصيفي العالمي ، إلى ما بعد شهر رمضان ، لنتوقف أمام الفرضيات المحتملة ، الكامنة خلف هذه البدعة المبهمة ، سواء تلك التي تتعلق بمسار الممارسة السياسية الداخلية أو التي تعكس إملاءات خارجية .
و لكننا نضع جانبا إرجاع مناورة الرئيسيين إلى حيلة أرادا بواسطتها خداع الرأي العام ، فهما كما هو معلوم يتصرفان بشؤون البلاد و العباد ، كما يشاءان ، لا يخافان لومة لائم . هذه مسألة لا تحتاج إلى بسط و توسع ، فالأدلة كثيرة و الوقائع يحفظها الكبار و الصغار .
فما يهمنا هنا ، تحت تأثير الدهشة بل الذهول الذي أخذنا امام " المسرحية " المشار إليه ، أنها ترتجع أمام الذاكرة أمورا تهدد الوجود و الكينونة ، ما تزال تتفاعل  و تمدد كالغرغرينا ، منذ هزائمنا الماحقة في نهاية سنوات 1960 ، و إلى يومنا هذا ، فنحاول بكل الطرق تناسيها ، بالرغم من أدراكنا اللاواعي أنها تتدرج في سياق سيرورة تدميرية ، إبادية مادية ووجودية .
من البديهي أن هذه المقالة لن تتسع بالمناسبة لإستحضار جميع الأمور المستغربة و المشتبه بها ، لذا نكنفي هنا بالتلميح إلى بعضها على سبيل المثال :
1. ـ نتفاضة الإخوان المسلمين في سورية في نهاية سنوات 1970
2. أنتفاضة الشيعة في العراق في سنة 1991 ضد السلطة
3. إعدام الرئيس العراقي الذي خلعه الغزاة اأميركيون ، في صبيحة عيد الأضحى
4. تفجير الكنائس المتكرر ، في العراق و سورية و مصر
مجمل القول أغلب الظن أن امتناع حكومة تصريف الأعمال في لبنان مؤقتا ،عن اعتماد التوقيت الصيفي العالمي وربط ذلك بشهر رمضان ، بالإضافة الى إعلان ذلك باسلوب مسرحي ، بالصوت و الصورة ،على قناة تلفزيونية ، يحتوي ضمنيا على رسالة سياسية ـ اسلامية موجهه من الرئيسيين المتبقيين باسم " المسلمين جميعا " ، دون تفويض منهم ، إلى المسيحيين اللبنانيين جميعا . و بالتالي فأن الرأي عندنا أن هذه الرسالة هي من نوع الإنتفاضات و الإعدامات والتفجيرات التي أشرنا إليها أي أنها تمهد لبلوغ نفس أهدافها وهذه تتمثل على الأرجح باقتلاع المفهوم الوطني من جذوره ،في البلاد السورية و العراق .
لا نجازف بالكلام في هذا السياق ، أن نسبة هجرة المسيحيين من فلسطين و الأردن وسورية و لبنان والعراق هي أعلى منها في أوساط المسلمين ، و أن متزعمي الطوائف المسيحية لا يختلفون عن نظرائهم في الطوائف الإسلامية .
يبقي أن نذكر في الختام لعل الذكرى تنقع ، بالضغوط و الإغراءات التي يمارسها زعماء المعسكر الغربي من أجل توطين النازحين في لبنان ، و بدعوات هؤلاء الزعماء المتكررة ، الي المسيحيين بمغادرة البلاد السورية و العراق ، و العودة إلى حضن الحضارة الغربية ، أو الحضارة اليهودية المسيحية ، بحسب التسمية المعتمدة من قبل الرأسمالية الجديدة التي تمتهن الحرب أداة للسلب و الهيمنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها