الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الفرق بين المعارضة والثورة؟

محيي ادين محروس

2023 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بداية لا من التوضيح لغوياً بأن المعارضة تعود إلى فعل: عارضَ. فالإنسان والقوة السياسية ( أو الاجتماعية أو الثقافية .. أو.. أو .. ) تقوم بالاعتراض على قرارٍ ما ..للوزارة أو للحكومة أو لرئيس الجمهورية.
وشكل الاعتراض قد يأخذ كتابة عريضة ..أو مسيرات ضد هذا القرار بهدف تغييره.
وكمثال: تقوم المعارضة الفرنسية اليوم بمسيرات ضد قرار الحكومة في مسألة تحديد سن التقاعد.
————-
في تاريخ سوريا السياسي الحديث كانت هناك أحزاب سياسية، وبعض الشخصيات تأخد موقف المعارضة
من النظام منذ عشرات السنين.
وحديثاً من الضروري التمييز بين قوى المعارضة السياسية.
فبعض هذه القوى يتسم بالوطنية ويريد إصلاحات قانونية ودستورية في ظل النظام القائم. مهما اتسمت هذه الإصلاحات بعمقها، تبقى قوى مُعارضة، طالما تجري ضمن النظام السياسي القائم.
وهناك قوى المعارضة السياسة التي أخدت صفة „ قوى الثورة المُضادة „ السياسية والسلاحوية، وهي تابعة مالياً وسلاحوياً وسياسياً لحكومات دولٍ أخرى ..
مثل قطر والسعودية وأردوغان وغيرهم. هذه القوى ترفع شعارات سياسية - دينية … كما ترفع الأعلام السوداء … وتريد إقامة „ نظام الخلافة الإسلامية „ حسب مفهومها، وحسب الممول لها.
—————————-
الثورة تتميز أولاً وقبل كل شيء:
بأن لها مشروعها السياسي في التغييرات السياسية الجذرية على النظام السياسي القائم، وترى بأن هذا النظام غير قادر عليها، ولذا تناضل للإطاحة به،
وتعمل لإقامة نظام وطني ديمقراطي يخدم مصالح الشعب الأساسية، ويحقق أهداف الثورة.
الإشكالية في ثورات الربيع في البلدان العربية هي اختلافها عن الشكل الكلاسيكي للثورات:
فهي بدون مشروع سياسي توافقي واضح، بدون قيادة سياسية وطنية توافقية لهذا المشروع …ولهذه الثورات.
بالطبع، من أهم أسباب عدم التوافق هذا، يعود إلى الأنظمة الاستبدادية التي كانت ( والتي في بعضها ما زالت ) حاكمة،
والتي استخدمت قوانين الطوارئ لسنوات ( بحجة إسرائيل.. والحرب .. !! ) لمنع النشاط لأي قوى سياسية معارضة على الأرض!
————————
في سوريا بدأت تتشكل هذه التنظيمات بعد خروج الناس إلى الشارع مُطالبة بإسقاط النظام أي بعد بدء الحدث الثوري … !
وبدأت التنسيقيات بمحاولات التنسيق والتفاهمات فيما بينها، وبدأت تتشكل التنظيمات السياسية السرية الجديدة …
ولكن اعترضتها قوى وعوامل سياسية مختلفة:
- من جهة قوى النظام السياسي القائم والقمع دون رحمة….قصف المدن والقرى بالبراميل ..! والسجون مع التعذيب الوحشي!!
- من جهةٍ أخرى: اشتدت قوى الثورة المُضادة قوةً برفع شعارات عامة مُضللة لاستقطاب الشارع، وبدعم الأنظمة العربية الرجعية وأردوغان ..للإخوان والتنظيمات „ الجهادية „ ..
ومحاولات تحويل الثورة السياسية إلى صراعات دينية - مذهبية سنة وشيعة !! وهنا من الضروري الإشارة إلى خبرة بعض هذه القوى في العمل السياسي….الإخوان لعشرات السنين.
كما لعبت الضبابية في العمل السياسي للعديد من التنظيمات الثورية الجديدة دورها: وخاصةً محاولاتها التنسيق مع „ قوى الثورة المُضادة „ !! تحت شعارات مغلوطة مثل: „ وحدة المعارضة „ !
دون تحديد طبيعة الثورة المُضادة وقواها“ !! ولا يزال هذا الخطأ الفادح مستمراً!
متابعة بعض القوى الوطنية العربية السورية نهج حزب البعث في التمييز القومي بين المواطنين، ومتابعة سياسة التخوين والتهمة الجاهزة لأخوتنا الكُرد ك ( قوى انفصالية )!!
بدلاً من البحث الجاد عن المُشتركات لبناء نظام ديمقراطي في دولة المواطنة. وأحياناً يكفي نظرة إلى التركيبة القومية لقيادة هذا التنظيم السياسي الذي يرفع شعار دولة المواطنة.
عدم التوافق بين القوى الثورية الوطنية إلى يومنا هذا على الخطوط العريضة لأهداف الثورة في مسألة الدولة العَلمانية:
( بعضهم يستخدم تعبير: الدولة المدنية !!… ويُعطيها تفسير الدولة العَلمانية … لكسب الشارع )!!
كما يتم الابتعاد من قبلهم عن الدخول في موضوع الدستور والقانون المدني …أيضاً لكسب المشاعر لدى بعض الناس التي لا تزال تريد قوانين بناءً على الشرائع الدينية، وحسب فهمهم لها، وانقساماتهم حولها.
وبدلاً من دولة المواطنة: الدولة الوطنية.
———————————————-
من هنا تأتي أهمية التمييز بين المُعارضة والثورة في حديثنا وكتاباتنا،
بغض النظر عن الاعتراف باستمرارية الثورة أو عدم هذه الاستمرارية.
بالطبع، هذا التمييز له أهمية ليس فقط من الناحية النظرية، بل وهو الأهم من الناحية العملية:
في النشاط السياسي نحو توافق القوى الوطنية الثورية على برنامج مرحلي وقيادة له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران