الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيّتها التلفزة الوطنية عُودِي...لقد انتهى زمن سامي الفهري!! 1/2

كريمة مكي

2023 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


على مدار أكثر من عشرين عاما و الأجيال التونسية المختلفة تشاهد و تُعيد مشاهدة مسلسلين تونسيين مِن أبدع ما أنجزت التلفزة الوطنية حتى قرّرت إدارتها يوما تخصيص القناة الوطنية الثانية لإعادة بث ʺ الخطّاب على البابʺ و ʺ شوفلي حلʺ على مدار السنة، و مازال الكبار و الصّغار، إلى اليوم، يجلسون، فرِحين، لإعادة مشاهدة ما شاهدوه مرارا من تفاصيل هذين المسلسلين باستمتاع متجدّد قَلَّ أن تجد له نظير، ذلك أنّه قد اجتمعت في هذين العملَين خلطة سحرية اعتمدت الصدق و البساطة و السلاسة في التمثيل و في الإخراج و في الكتابة فَلَم نرى تصنّعا و لا تكلّفا و لا بهرجة و لا فبركة و لا حركات قَذِرَة ماجنة.
أَحَبَّ التونسيون الإطار العائلي و الاجتماعي للشخصيات و تماهوا معها لأنّهم وجدوا فيها أنفسهم و ارتاحوا لأداء الممثلين فاطمئنّوا لهم و نسوا معهم همومهم و مخاوفهم.
يُحيلنا إطار المسلسلين إلى الأسرة التونسية المتماسكة و المتحابّة رغم الهزّات النفسية و المادية للشخصيات محور العمل، لذلك سيَبقى دائما سِي ʺالشّادلي التمّارʺ رمزا للرّجل التونسي الأصيل و للزوج الكريم الخَلُوق...و ستبقى ʺأمّي فضيلةʺ في ʺشوفلي حلّʺ أجمل صورة للأم المِعطاءة الحنون التي تُغدق محبّتها على كلّ من حولها و حتّى على ʺكنّتهاʺ المدلّلة الكسولة!!
إنّ أجمل ما في هذين العملين الفنيين أنّهما تَرَكاَ للجيل الجديد التّائه، صورة إنسانية رائعة عن واقع تونسي جميل و بسيط بدون مؤثّرات هذا العصر المُدمِّرة للقلب و الأعصاب بعد أن غَزَت تقنية الأنترنات البيوت فظلّت و أظلّت و أَعمت القلوب و الأبصار.
و مع نزول الأنترنات علينا كالشرّ المستطير من وراء البحار،،، أُنشئت في بلادنا قنوات و قنوات لنشر الفساد و إحداث الدمار.
كانت أوّل القنوات: قناة سامي الفهري الخاصة و جاءتنا معها برامج المليار... و مسلسلات الخُنّار مع بداية نهاية حكم بن علي لتونس...و استمرّ حكم سامي الفهري بعده معنا إلى اليوم...و حتى و إن دخل سامي الفهري إلى السجن و خرج أكثر من مرّة، فانه كان يحكم فينا حتى وهو وراء القضبان!!
إنّه زمنُ التِّيهِ في تونس ما بين رحيل بن علي... و قدوم قيس سعيد.
و إنّه لَزَمَنٌ سيئ و تافه و مُنحط أساسه الإثارة الفضّة الغليظة التي تهدف إلى تقويض الإنسان من الدّاخل.
صورة ذاك الزمن تجدونها في ʺفكرة سامي الفهريʺ التي يُكرّرها علينا باستمرار ليُغطي على سرقاته المفضوحة لأفكار غيره في كلّ أعماله التلفزيونية.
أمّا فكرته الحقيقية و الوحيدة التي يُخفيها فهي سعيه الحثيث في تحطيم الشباب و الأجيال الناشئة عبر الولاء التام للمنوال الغربي الموبوء و الفاشل في النظام الأسري و الاجتماعي فلا يكاد يرى المشاهد لأعماله إلّا الخديعة و الخيانة و القتل و الدّماء و الكلام الفاحش في إطار باذخ، مُلوَّن و بَرّاق.
(يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا