الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين تقيتين الطائفية تنتصر

عديد نصار

2023 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


"لا بد من الإعتراف أنها منظومة تمتهن توجيه غضب الناس بعيدا عنها بكل حرفية رغم أنها السبب المباشر لهذا الغضب..."
(المحامي علي عباس)

"لولا الطائفية لسحبونا من بيوتنا"
(نبيه بري تعليقا على انتفاضة 2015)
لم يكن تسريب الشريط المصور والحديث الذي دار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى الاعلام عملا بريئا أو بمحض الصدفة، بل كان فعلا مقصودا أريد منه ما حدث من ردود فعل طائفية موتورة من قبل أدعياء الحفاظ على حقوق المسيحيين، فتأخذ مسألة تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي بعدا طائفيا خصوصا بعد ما ورد على لسان البطريرك الماروني من رفض للالتزام بالقرار الصادر عن رئيس الحكومة الذي أقرّ هذا التأجيل، ثم بيان المدارس الكاثوليكية الذي سار على نفس المنوال ليكتمل المشهد الطائفي عبر وسائل الإعلام والفضائيات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ما أظهر انقساما طائفيا عاموديا كانت ثورة 17 تشرين أعلنت دفنه، لكنّ قرارا كهذا أعاد إحياءه بل أكثر من ذلك، أعلن دفن 17 تشرين!
يمكنني أن أتخيل مدى السعادة التي تغمر كُلّاً من نبيه بري وجبران باسيل اليوم وقد انقسم الناس سفساطين: صيفا وشتاء تحت سقف الوطن! هذه السعادة التي فاضت لتغمر كلَّ من ارتكب وأفسد ونهب، كلَّ من يواصل ارتكاباته وجرائمه وتبعيته لقوى الهيمنة. مردّ هذه السعادة أنهم جميعا، كلن يعني كلن، بدا أنهم استعادوا قلاعهم الطائفية
2 / 3
الحصينة وباتت المساءلة والمحاسبة كابوسا وقد زال وبالمقابل ترسّخ وبقوّة مبدأ الافلات من العقاب! ما يؤكد ذلك هو هذا الانشغال العمومي بالجدل الحاد ذي البعد الطائفي حول قرار اتُّخذ في جلسة بمنتهى الخفّة والاستهتار بين اثنين من عُتاة نظام ائتلاف المافيات المسيطرة أريد منه استدراج الردود من أكثر القيادات المستغلة للانقسام الطائفي والمتسلّقة عليه، وكأنّ كِلا الطرفين اتفقا ضمنا في ذلك تأمينا للانتصار النهائي وطيّ صفحة 17 تشرين الى الأبد.
أرى السعادة تكلل وجه الحاج علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق وحسان ذياب وطوني صليبا وعباس ابراهيم وكل من اتُّهم واستُدعي للتحقيق أمام القاضي العدلي طارق البيطار في قضية تفجير مرفأ بيروت، غير أنها تتدفق من على وجه الحاج وفيق صفا الذي ارتاح من عناء قبع القاضي بيطار ومن كابوسٍ قضّ مضجعه على مدى أكثر من سنتين. فقد صار التحقيق بجريمة بحجم تفجير مدينة عاصمة بعد هذا القرار وهذا الانقسام الطائفي أبعد من حلم وأقصى من أمنية خلبية.
ولا تستهينوا بما يغمر رياض سلامة من فرح، وقد باتت الحصانة الطائفية التي يتلطّى بها قلعة ممتنعة في وجه أي تحقيق أو مساءلة.
لقد شغل قرار تأخير التوقيت الصيفي المتخذ اعتباطا اللبنانيين أكثر مما شغلهم جنون سعر الصرف قبل أيام، وأكثر مما شغلهم ويشغلهم مسلسل الانتحارات المتواصل الذي يلجأ اليه عدد متزايد من اللبنانيين المنهزمين تحت وطأة الصدمات والإفقار والحرمان، وهذا تأكيد إضافي على هزيمة 17 تشرين.
أصبح ائتلاف المافيا المسيطر حرا في نهب موارد المستقبل بعد أن نهب مقدرات ماضي البلاد، من صفقة بيع البحر الى صفقة بناء مطار الى صفقات قادمة يتوزع حصصها رؤوس المافيات المؤتلفة المتناتشة لهذه المنهبة المسماة لبنان، فـ"يرشرشون" بعض فتاتها على محاسيبهم وأزلامهم وأبواقهم وشبيحتهم... ليشكلوا "شعبيتهم" المؤيدة.. وليذهب ما سمي ذات 17 تشرين "شعبا" الى الجحيم وفي أحسن الأحوال، فليهاجر من لا يرغب بالبقاء، فمصير ما يجنون في مغترباتهم سيعود حتما اليهم.
3 / 3
فهل انتصرت القوى الطائفية على الناس وأنهت حربها أم انّها أخذت معركةً والحربُ سجال؟ هذا رهن بالناس وبقدرتهم على التفلّت والتحرر من طائفيتهم التي تربطهم بزعمائهم الذين هم أعداؤهم الحقيقيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ مطبعي في العنوان
عديد نصار ( 2023 / 3 / 27 - 16:50 )
الصحيح: بين توقيتين الطائفية تنتصر

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر