الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا رُوحَهَا

عبد الله خطوري

2023 / 3 / 27
الادب والفن


●شَهَقَاااات :

يا زهرةَ الآسِ آلبهيِّ آلرائقِ،
سَكنَ الوَجيبُ،
تناثرتْ أفلاكُهُ
أشلاءَ روحٍ
في المعارجِ تَحتضرْ...

للشهقةِ الأولى زفيرٌ صاخبُ
للشهقةِ الأولى وقْعُ السّنابكِ تَعْتَلي
صَهَوَاتِ أضلاعٍ تَسيخُ تُمَــزَّقُ...
للشهقة الأخرى صفيرٌ ناحبُ
أَمَدا يَدُقُّ نُـشُرَ آلعروقِ يُرَجْرِجُ،
ويفوحُ عطرُ أمومةٍ
كآلحُلْمِ يَسْري في العروق ويَعْرُجُ...

للشهقة الصغرى نحيبٌ واجمُ
رَشَقَ الجوانحَ في زفير ينتقي
حَبَبَ آلحياةِ،
يُسَوِّدُ آلأنداءَ في
أنوائها ويُحَــرِّقُ ...

للشهقة الكبرى خريرُ مجاري أوديَةٍ تَنُوحْ
للشهقة الكبرى عذابٌ شاهقُ
للشهقة الكبرى زُعافٌ عالقُ
للشهقة الكبرى مُعاناةٌ تَغُورُ تُغَرْغـــرُ
للشهقة الكبرى وجيبُ طُيوبِ أفئدةٍ تَبُوحْ
للشهقة الكبرى أَمَارةُ مِنْ رُواءٍ ساطعٍ ..
شَخَصَ آلْبَصَـــرْ
مَا مِنْ كَــبَــدْ
يا رُوحَهَـــا،
مَا مِنْ كَبَدْ

●أُحِبِّكِ أمٍّي :

بالأمسِ القريب سافَرَتْ روحُها السفر الذي لا نفقه آتجاهاته ولا ملامحه ولا نقطة العبور فيه ولا نقطة البدء ولا نقطة الوصول..هاهو ذا طيفها الرجيف الحبيب مُسْتَلْقِيا في ذاكرة موشومة بالفواجع والمواجع، مازلتُ أسمع أنَّاتها الخافتة الهامسة الصامتة التي لا تريد أنْ تُشْعِرَنا بآلامها وتحرص على نومنا كما كانت تفعل دائما، وكانت نوبات التشنج القميئة تلح على أنفاسها الضعيفة المنهكة، فتسعل أمي تسعل حتى تخر قواها تنهار وتسعل ثم تعاود السعال تلو السعال في دوامة لا ينتهي صَلفها ومغصها وجحيمها الفائر...لازلتُ أرنو إليها في الهيئة التي ماتت عليها.لاشيء تغير منها الا عيناها قد أُغْمِضَتَا، عيناه السوداوان الحادبتان النديتان اللامعتان الرائقتان ويداها مَضمومتان على جانبيْها الضامريْن، وتلك الكدمات..آه من تلك الكدمات التي خلفها في سحناتها المرض الزؤام..آه..لقد غابت الكدمات الآن..!!..وشعشع نورٌ من وجهها الجميل وطفقَتْ تبتسمُ أخالها تهمس تتكلمُ تبوح بكل شيء وتقول ما لا يقوله الأحياء..!!..لستُ أطيقُ أنْ أفكرَ، لستُ أطيق التذكرَ، لست أطيق التحسرَ ولستُ أطيقُ أنْ أتدثرَ بدثار غير حَدْبها الأثير، لستُ أطيق آنعدام وجودها هنا هناك في كل مكان.. لكنها رحلن..ومازلتُ أتملى آملُ أنتظرُ سيأتي يوم ستأتي لحظة في ربيع في شتاء في خريف في مصيف في زمن من الأزمان النسبية أو آلمطلقة أصحو وأراها في الأرض في السماء أمامي ورائي حذائي بجانبي وأتحدث معها وإياها حديث اللوعة والبوح والصفاء والرواء، حديث الابن لأمه المعطاء وأقول لها لحظتئذ كلامي الذي لم أجرؤ يوما قوله لها:أحبكِ أمي أحبكِ أمي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو اكثر شيء يزعج نوال الزغبي ؟??


.. -احذر من صعود المتطرفين-.. الفنان فضيل يتحدث عن الانتخابات ا




.. الفنان فضيل يغني في صباح العربية مقطعا من أحدث أغانيه -مونيك


.. مشروع فني قريب بين الفنان فضيل وديانا حداد وجيبسي كينغ




.. أغنية -عبد القادر- بصوت الفنان فضيل في صباح العربية