الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناهضة غلاء الأسعار بطنجة ..الشباب الكادح ينزل إلى الميدان و يحرق أوهام الإصلاحية و الإنتهازية

ليلى محمود

2006 / 10 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في إطار ما خلفته الإجراءات الطبقية الخاصة برفع أسعار المواد الأساسية و الأدوية و الأدوات المدرسية، من حركة نضالية متصاعدة في مختلف المدن المغربية حيث تشكلت تنسيقيات مناهضة غلاء الأسعار و دخلت في خطوات نضالية ميدانية تصعيدية مطالبة بالتراجع الفوري عن الزيادات.
في هذا الإطار قامت المجموعة المحلية بطنجة لأطاك المغرب بتسطير برنامج نضالي يتضمن الجانب التعبوي و التأطيري و الجانب الاحتجاجي الميداني ، بدأ من خلال تنظيم نشاط تعبوي حول ارتفاع الأسعار و سبل المواجهة أطره الكاتب العام لأطاك المغرب "محمد أبو النصر"، و الفنان الملتزم " صماد بحر" ، عرف نجاحا متميزا من خلال الحضور المكثف لأبناء الكادحين من طلبة و تلاميذ و عمال... و التفاعل الجدي في النقاش الذي دام أزيد من أربع ساعات .
و في الوقت الذي خلف هذا النشاط ارتياحا في أوساط المناضلين الجذريين ، حول مستقبل هذه الحركة الاحتجاجية النامية بالمدينة ، خصوصا و قد شرع مناضلوا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادة ميدانية للخط العمالي داخل الحركة الطلابية فصيل التوجه القاعدي في التعبئة داخل المدرجات و في حلقيات النقاش للنضال ضد ارتفاع سعر بطائق الحافلات الخاصة بالطلبة ، و الإنخراط العملي في كل المحطات النضالية المناهضة لإرتفاع الأسعار بشكل عام بالمدينة إلى جانب الإطارات التقدمية و جماهير الكادحين المتضررين .
أثار الإستهجان و الرفض لدى المناضلين الجذريين بالمدينة ، الموقف الإقصائي الذي عبر عنه رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان و أحد مسؤولي حزب الطليعة بتواطىء ممثلي أحزاب النهج الديموقراطي و الإشتراكي الموحد( الأحزاب التي لا تجتمع على شيء محليا إلا على محاولات حصار الصوت الماركسي المكافح بشتى الوسائل الدنيئة دون أن يكون لذلك أي جدوى) في أول اجتماع لما سمي تنسيقية مناهضة غلاء الأسعار، فبعد محاولة تجاوز حضور المناضلين الجذريين بالمدينة ، و بعضهم من المناضلين الصادقين بحزب النهج !! بتغيير مقر الاجتماع من مقر" الاتحاد المغربي للشغل" إلى مقر" الكنفدرالية الديمقراطية للشغل" قام رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان بطرد ممثلي جمعية أطاك المغرب لمناهضة العولمة الرأسمالية و مناضلوا أوطم/ فصيل التوجه القاعدي و ممثلي جمعيات ثقافية و جمعيات الأحياء ، أمام صمت كل الحاضرين بدعوى عدم استدعائهم للاجتماع ، فمتى كانت تنسيقيات النضال تجتمع سرا؟ و بدعوات محدودة كأن الأمر يتعلق بحفل زفاف صاحبنا، فلا حضور و لا مشاركة إلا لأقاربه و أصدقائه ، و القرابة إن لم تكن أسرية فهي سياسية و مصلحية . متى كانت تنسيقيات النضال ترفض مشاركة المناضلين الميدانيين الحقيقيين الذين لم يتخلفوا قط عن الحضور و المساهمة و القيادة لكل المعارك النضالية التي تعرفها المدينة من نضالات الطلاب بالجامعة إلى فعاليات تلاميذ الثانويات إلى اعتصامات العمال بالمناطق الصناعية مرورا بالوقفات و المسيرات الاحتجاجية ، و من؟؟؟ من طرف من يغازل الظلاميين ) العدالة و التنمية و العدل و الإحسان( و من خلال الجمعية المغربة لحقوق الإنسان بدعوتهم للحضور في اللجان المحلية الخاصة بالتضامن مع الشعوب المضطهدة ، و لأنشطة الجمعية من الندوات إلى الوقفات خدمة لمآربه المصلحية و الانتخابوية الضيقة و خصوصا بهيئة المحامين ، و يعلم بالأمر الجميع و يحاربه بصدق بعض مناضلي الجمعية المبدئيين .
أما السبب الحقيقي لهذا الإقصاء فهو مدى الرعب و الهلع الذي أصبح يشكل فصيل التوجه القاعدي بالجامعة و التيار المناصر له العامل في مختلف الإطارات التقدمية و الكفاحية ثقافية كانت احتجاجية نسائية لدى الرجعيين ، الظلاميين ، الإصلاحيين و التحريفيين ، سواء على مستوى الصراع النظري
و الإيديولوجي أو على مستوى الحضور و الفعل النضالي الميداني .
و أمام الوقفات و المسيرات الإحتجاجية التي نظمتها تنسيقيات مناهضة الغلاء على المستوى الوطني لم يكن أمام أصحابنا إلا تسجيل الحضور عبر الدعوة لوقفة ، لا يسعهم تهريبها لقاعة خاصة و لا القيام بها سرا و لا حتى حصر الحاضرين في المدعوين.
لكن تسجيل الحضور هذا أرادوا له أن يكون هزيلا ضعيفا و نخبويا ، فلا إعلانات و لا دعوات و لا تعبئة ، فقط نشر إعلان يتيم في جريدتين محليتين – و من من المعنيين بارتفاع الأسعار يقرأ هذه الجرائد أو يعلم بوجودها حتى !!- إضافة لرسائل SMS التي بعث بها للأقارب و الأصدقاء ، إلا أن نداءات فصيل التوجه القاعدي كانت قد ملأت مدرجات الجامعة و غرف الحي الجامعي و ساحات الثانويات و بعض الأحياء الشعبية تعبئة للحضور المكثف للوقفة الاحتجاجية.

بتمام الساعة التاسعة ليلا هب الجميع إلى ساحة الوقفة ، مناضلوا أوطم و في مقدمتهم فصيل التوجه القاعدي ، مناضلوا الحركة التلاميذية التقدمية ، العمال الشباب و أبناء الأحياء المهمشة الفقيرة و عموم الشباب الثوري ، و مناضلي التيار الماركسي اللينيني البروليتاري . كذلك كانت القيادات المحلية لأحزاب اليسار الإصلاحي و النقابات و بعض قواعدهم . انطلقت الهمسات حول السبيل إلى كبح و مضايقة ذاك التجمع الثوري ،" أرسلوا كبار الحجوم إلى جانبهم" قال أحدهم ، " ... وبمكبرات الصوت حتى نتغلب على شعاراتهم فلا تسمع .." أضاف آخر ، " ... حاصروهم ... حاصروهم " يهمس آخر !!! و بين همسة و أخرى رفرف غيفارا الرمز غيفارا الثورة عاليا .. حيى على النضال .

رفعت اللافتات المطالبة بحق الكادحين في التنظيم و النضال و الإحتجاج ، حقهم في السكن و الصحة و الشغل و التعليم ، لا فتات الرفض المطلق لمخططات النظام الطبقية و الإدانة لنظام الإستغلال الرأسمالي ، القائم على النهب و السلب و سرقة فائض القيمة من عرق العمال في المصانع و الضيعات الفلاحية . أشهر الطلبة لا فتة أوطم و خطها العمالي المكافح برمزها التاريخي المطرقة و المنجل ، و لسان حالهم يقول ها نحن نتقد من تحت الرماد لنعلنها حربا طبقية ضد كل أعداء الطبقة العاملة و عموم الكادحين و المحرومين .

انقسمت الوقفة إلى حلقتين منفصلتين ، تجمع في الأولى أعضاء الأحزاب و قادتهم و بعض قيادات النقابات ، و قد اصطفت خلف اللافتة المركزية الأوجه الجديدة لمرشحي انتخابات البرلمان 2007 يوزعون الإبتسامات و شارات النصر لآلات الكاميرا و التقاط الصور. فيما كان المناضلون الطلابيون القاعديون و التلاميذ التقدميون و العمال الثوريون يشكلون عضد الحلقة الثانية التي سرعان ما التف حولها الشباب الكادح ، و دوت الشعارات النارية ضد الإستغلال و القمع و التفقير و البطالة ، شعارات مدينة لغلاء الأسعار و طرد العمال و خوصصة التعليم و الصحة و قطاع الماء و الكهرباء ... شعارات مناهضة لجوهر النظام الرأسمالي التبعي القائم ، مطالبة بالمزيد من النضال و الصمود من أجل التغيير و الثورة الإشتراكيين . شعارات مدينة للإستغلال الإنتخابوي لقضايا الكادحين المصيرية و للتلاعب بقضية الغلاء من أجل مصالح انتهازية ضيقة .
أمام هذا التحدي الذي رفعه أبناء الكادحين في عرسهم النضالي هذا ، أمام الورطة التي وقع فيها أصحابنا الذين خططوا لعزل الإطارات التقدمية المكافحة و المناضلين المرتبطين بها ، ليجدوا أنفسهم في أشد عزلة عمن يدعون الحديث باسمهم ، عن الكادحين المتضررين الحقيقيين الذين التفوا حول مناضليهم الحقيقيين و حول شعاراتهم الحقيقية ورموزهم الحقيقيين.
تحولت الإبتسامات الموزعة للمصورين والصحفيين إلى نظرات حقد وعداء تسلل أصحابها من خلف لافتتهم(فما صور لحد الآن كاف للدعاية الإنتخابية القادمة) ليتجهوا صوب الحلقية الثانية في محاولة للحفاظ على بعض ماء الوجه الذي لم تبق منه قطرة واحدة إلا و تعكرت بفعل الفضح المكشوف والسافر. نقيب هيئة المحامين تمتد يده إلى إحدى الرفيقات بالدفع فأنوثتها وثوريتها تحد لذكوريته و إصلاحيته معا، لتمتد يد أخرى بالضرب والدفع لتلميذ مناضل ، أما السيد رئيس الفرع المحلي ل (ج م ح إ) فقد صب جام غضبه على هذا الجمع المناضل بالسب والشتم ، ويطالب برحيله ويشارك في حملة التعنيف، وعضو اللجنة الإدارية ل (ج م ح إ) يحاول تسديد اللكمات . هكذا انفضح أدعياء حقوق الإنسان(!) وانفضحت شعاراتهم الديماغوجية، ومواقفهم المتذبذبة وانتهازيتهم الإنتخابوية .
لكن هيهات، فالأمر لا يتعلق لا بقاعة مغلقة ولا باجتماع سري... إنه الميدان وما أدراك ما الميدان، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الكادحين، حيث لم تنفع تدخلات الأجهزة القمعية للدولة في إخراسه ولا عصابات الظلاميين في إرهابه.
دافع الكادحون ومناضليهم الجذريين على حضورهم وموقفهم ، على حقهم في الإحتجاج بالشكل الذي يختارونه وبالشعارات التي يختارونها و القيادة التي يناضلون إلى جانبها التي عبروا عنها بوضوح ثقب آذان أصحابنا : قيادة ثورية... لا إصلاح لا رجعية . وتصدوا بحزم وصمود وشجاعة لاعتداءات هؤلاء المرتزقة على شكلهم النضالي فالدفع بالدفع و اللكم باللكم الصاع بالصاعين وإن عدتم عدنا..
ليعود أصحابنا إلى خلف لافتتهم خائبين، يغيرون كالأفاعي جلد العدوانية ليلعبوا دور الضحايا(لقد ضربونا!) هكذا !!!
ليستمر هذا العرس النضالي بإصرار مناضليه وكادحيه، قدم درسا بليغا لكل من سولت له نفسه المزايدة على هموم أبناء الشعب الكادح وآلامهم وقضاياهم المصيرية وعلى أصواتهم المكافحة المناضلة ، وليعلم كل الرجعيين والظلاميين ، وليأخذ بعين الإعتبار كل الإصلاحيين والتحريفيين أننا الشرارة هم البارود، وأن ارتباطنا النضالي لا شك حريق لكل المخططات الطبقية ولكل الأوهام الإصلاحية، ولتعلموا جميعكم أن محاولات القمع والإقصاء والتشويه لن تزيد مشاعل الثورة القادمة لا محالة، إلا صمودا وصلابة . ولنا مواعد وإياكم في الميدان ، فاشحذوا خبثكم، حقدكم وسمومكم ، وانتظروا نار الكادحين المتقدة تحت الرماد حارقتكم ، ومنيرة غدنا، وإنها لثورة حتى النصر .

يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق
في العلب الليلية يبكون عليك
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم
ويهزون على الطبلة والبوق
أولئك أعداؤك يا وطني!

ليلى محمود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا