الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاحياة لمن تنادي

اكرام الراوي

2006 / 10 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اشارت اخر احصائية للامم المتحده ليس عن نسبة وفيات الاطفال دون سن الخامسة ا وزياده نسبة الخصوبة او عدد المتفوقين علميا في العراق بل عن عدد الموتى بكافة الطرق بالغدر او الذبح او تمزق الاشلاء بالسيارات المفخخه او او فالموت اصبح انواع في العراق وله دوافع عديدة ومتنوعه, اشارت تلك الاحصائية الى ان عدد من فقدوا حياتهم من العراقيين منذ حصولهم على الحرية الدموية بات يقارب المليون , الا اننا لانستطيع او اي عاقل في العالم ان نصف العراق ببلد المليون شهيد , لانه وببساطة ان هؤلاء لم يقاتلو مستعمرا او غازيا بل كانت امريكا وصدام سببان في قتلهم وقتل المزيد في الايام المقبلة , ومهما تعدد الطرق والمنفذين ونواياهم الا ان السبب الاول هو هذان .
فصدام تمادى بعنجهيته وجبروته وطغيانه حتى خنق العراقيين بكتم افواههم وزرع في نفوسهم الرعب والخوف من المعتقلات والسجون والموت المحقق اذا ما حاولوا حتى ولو كان بايمائه ضد اي سلوك او فعل بحقهم , ولكل تلك الاسباب استعان الشرفاء الذين لم يذوقوا طعم النوم منذ ان ابعدوا او هربوا من العراق قلقا والما على اهدافهم النبيلة في تخليص الشعب العراقي من هذا الطاغوت الذي فاق بدمويته ودكتاتوريته كل الجبابرة الذين عرفهم التاريخ, استعان هؤلاء باعظم قوة في الارض بعد الله على اعتبار اننا مسلمون ونؤمن بان الله هو الخالق الاكبر الذي الذي خلق بوش وصدام وغيرهما , استعان هؤلاء بامريكا على اعتبار ان هناك قاسما مشتركا بينهما في الثار من صدام والكره الكبير له ولعنجهيته وتعاون الحليفان في تنفيذ خطة الخلاص العالمية للشعب العراقي وابتهجنا جميعا بتحقيق حلم الحرية , الا ان من وعد العراقيين ونفسه بتحقيق الحياة الامنه والحرة الخالية من الموت والخوف والرعب للعراقيين , افاق من حلمه الذي كان يعيشهبمجرد جلوسه على كرسي الحكومة ووجد انه من السخف والجنون ان يجند نفسه وطاقاته من اجل هذا الشعب الذي لايستحق الا الضرب بال.... وبدا بمواصلة الدرب الذي بداه سلفه صدام الا ان هذا الدور هذه المرة في ظل الحرية معلن للجميع ويذاع من على شاشات تلفزيونات العالم ليبرز حقيقة هؤلاء الذين جاؤوا بكل الخير للعراقيين , وهم يتصارعون يوميا من اجل مصالحهم بدون اي حياء او ضمير وكانهم يتقاسمون غنيمة سرقوها , التصفية الجسدية وتقاسم الصفقات المالية وتوزيع الاموال على عوائلهم وذويهم ونزيف الدم العراقي الذي يتفرجون عليه دون ان يرمش لهم جفن .
من يقود العراق الى النهاية والهاويه هو ليس الارهاب القادم من وراء الحدود من يقوده هم من يجلسون على الكراسي الطغاة الجدد , والا فما فرق هؤلاء عن صدام , صدام كان يعمل في الخفاء مقابر جماعية ومعتقلات وسجون وهؤلاء يجندون العراقيين البسطاء الذين اشتروا ولائهم لشخوص بعينيها بالدولارات او بالولاء الطائفي الاعمى المجرد من ايه قيمة اخلاقية او انسانبية او حتى دينيه في ميليشيات لحماية كراسيهم لتذبح العراقيين بدون رحمة وبقلوب ميته ولا يقف امام اعينهم الا المال والولاء الاعمى لهذا الدين او المذهب , وللاسف فان من يقوم بهذه الاعمال الاجرامية التي تقشعر لها الابدان هم من المسلمين وايه الله او سماحته او فضيلته يرمون مزيدا من الحطب لاضرام المزيد من النيران في جسد العراق المذبوح , فهل لو كان عليا او محمدا او عمرا او عثمان او ايامن الصحابه او ال البيت حيا اليوم لرضي بما يفعلة المسلمون من مجازر بحق بعضهم البعض من الابرياء ؟؟؟؟؟ واين هم رجال الدين الذين كانوا منذ ظهور اول رسالة سماوية على الارض دعاة للمحبة والخير والسلام والبناء , اين هم مختفون الا يخرجوا من سباتهم ويقودوا هذا الشعب الى الخلاص والسلام؟؟؟
اللعبه بالتاكيد اكبر بكثير مما ارى ويرى غيري من غير الضالعين بالسياسة , هل اللعبة او ماهو مرسوم للعراق التقسيم فليكن ولكن لماذا الذبح والقتل والموت المستمر , ولماذا يريد الشيعه ان تكون بغداد شيعية وكردستان سنية ووو الخ من التقسيمات , حسنا لقد ظلم الشيعة وذبحوا وشردوا على ايدي صدام السني وجلاوزته ولكن هل كل السنه في العراق هم صدام وهل كان كل السنه في العراق هم قتلة ومجرمين لم يكن لهم شاغل سوى الشيعه ؟؟؟ انها سخرية وشر البلية ما يضحك , ولو افترضنا انه كذلك بالفعل فلماذا لم يقتل الاكراد كل سنه العراق اليس صدام كان سنيا وقتل الاكراد بالاسلحه الكيمياوية ودمر قراهم وهجرهم ؟؟ لا ادري باي منطق يتصرف هؤلاء الذين اباحوا قتل الابرياء بدون رحمة ليس من اجل شىء سوى لبناء دوله شيعية تكون عاصمتها بغداد او النجف ؟ اوسنيه عاصمتها الرمادي او الموصل , اين الشعب العراقي من كل هذا ؟ وكيف يستطيع جنود الموت في العراق من مليشيات الموت المسلحه ان يرتكبوا جرائمهم بحق العراقيين دون اوامر من من يجلسون على الكراسي الجديدة .
ولكن مهما قلنا وكتبنا فليس من مستمع لما نقول فلاحياه لمن تنادي ففي العراق اليوم حكومة المصلحه الشخصية التي لاتفكر اطلاقا بهذا الشعب المسكين , لا ادري لماذا لاتعمل الحكومة ورجال الدين في العراق معا لتجريد العراقيين من الاسلحة بفتوى او امر او رجاء وتعمل بضمير حي من اجل ايقاف نزيف الدم , وعدم الانصياع لتحريض او اوامر امريكا او ايران او زمبابوي , فان لم تفعل الحكومة متعاونه مع رجال الدين لنزع الاسلحه من كل العراقيين لن يتحقق السلام والامان وسيبقى العراق الى الابد يعيش في شريعة الغاب التي ارادته له قوى الشر وذوي الضمائر الميته اصحاب المصالح الخاصة من العراقيين, وبذلك فقط ستنجح ايه حكومة في العراق في تنفيذ برنامجها وبناء العراق بمؤسساته وبناه التحتية وبناء الانسان اولا الذي هدمته ومزقته النكبات والحروب والفواجع , وبغيرذلك لن ينعم العراقيون بعد اليوم بنوم هانيء ولا يعرفون طعم الحب وسينشا جيلا من القتلة والحاقدين كارهي للحب والحرية والخير , فاستيقظي ايتها الصفوة والنخبه وكفي عن اللهاث من اجل الذات والمصالح الخاصة وكفي عن الاستماع لصوت الحاقدين الاشرار الذين لايريدون للعراقيين غير الموت والخراب .

اكرام الراوي/لاهاي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح