الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الف يوم في زنزانة العزل الانفرادي؛ مروان البرغوثي

مهند طلال الاخرس

2023 / 3 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الف يوم في زنزانة العزل الانفرادي كتاب لمروان البرغوثي يقع على متن 255 صفحة من القطع المتوسط وهو من اصدارت دار الشروق في رام الله والدار العربية للعلوم ناشرون سنة 2011.

هذا الكتاب شهادة استثنائية من انسان استثنائي عن تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال؛ وتكمن اهمية هذا الكتاب بأنه شهادة حية ومعاشة بكل تفاصيلها عن واقع تجربة الاعتقال في السجون الاسرائيلية والتي يعتريها كل صنوف الوجع والالم والقهر واستخدام كافة وسائل البطش والتعذيب والتنكيل بحق الاسرى الفلسطينيين، وهذا ما يتضح بمجرد مطالعة عناوين فصوله السبعة: المواجهة، مملكة المجهول والحرب الخفية، المحاكمة، العزل الانفرادي، حياتي في زنزانة العزل الانفرادي، حارسة حلمي، الاشتباك مع جهاز المخابرات الاسرائيلي وادواته العميلة.

وتكمن قيمة هذا الكتاب الحقيفية والرئيسية بقيمة الدروس والتجارب التي تسطرها صفحاته، وبكم الصفحات ذات الكلمات والطاقة الايجابية فيه، اضافة الى شحنة المعنويات الكبيرة التي يبثها مروان في انفس المناضلين السائرين على نفس الدرب، وذلك من خلال عدم توقفه عند صغائر الامور، وتساميه على كثير من الجراح، وتحديد البوصلة دائما نحو فلسطين والقدس والتحرير والعودة.

ومبزة الكتاب الاخرى عدم توقفها عند عرض اساليب القمع والتكيل في التحقيق والمحاكمة والاعتقال واساليبه وادواته فقط؛ بل المهم والاهم في هذا الكتاب هو مقدرة صاحبنا على عرض المشكلة والحلول؛ فصاحبنا لم يقف ليستعطف العالم من خلال اظهار بشاعة صورة الاحتلال والاعتقال وكشف اساليب التحقيق النازية والفاشة فحسب؛ بل بدا يكتب دليلا ارشاديا وتنظيميا ومرجعيا شاملا في سبيل المقاومة والتحريض عليها ببذل المزيد من التضحيات، اضافة الى اسهاماته الرصينة والرزينة وذات الاهمية الكبيرة في سُبل الوقاية من الاعتقال ابتداء، ومن ثم مقاومة اساليب ووسائل التحقيق والتعذيب، وسبل الصمود في مواجهتها وتحدي ارداة السجان وحتى قهرها، وصولا لفكرة مقاطعة محاكم الاحتلال وعدم الاعتراف بشرعيتها، اضافة الى اجتراح انجع السبل والوسائل في سبيل تحرير المعتقلين من براثن المحتل، والحث على انجاز المزيد من صفقات التبادل للاسرى والمعتقلين من ابناء شعبنا بشتى السبل والوسائل.

لكن يبقى اهم ما يميز هذا الكتاب انه كتب بقلم واحد من اهم قادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية مروان البرغوثي، ذلك القائد الوطني العالي الهمة والهامة ودائما ما تبشر كلماته وخطواته بقرب ساعة النصر حتى وان تأخر.

في هذا الكتاب يكتشف القاريء جوانب كثيرة من شخصية القائد الفذ مروان البرغوثي والابعاد المتعددة لهذه الشخصية، ويدرك القاريء كم من الميزات والخصال التي يتحلى بها صاحبنا والتي اهلته عن جدارة واستحقاق ليتبوء مكانة خاصة في القلوب.

وفي هذا الكتاب نجح صاحبنا بتعرية الوحشية الاسرائيلية كاشفا الطبيعة النازية والفاشية لمعتقلات الاحتلال ومحاكمه، واساليب التعذيب الهمجي التي يمارسها الاحتلال ضد ابناء شعبنا المناضلين والاسرى، كما نجح بتقديم شتى الدروس والتجارب الخالصة والصافية لنا، وهو بذلك يقدم لنا صورة المناضل القادم من نسل ذلك الفدائي الذي نحب ونعشق، فصاحبنا جسد بحق نموذج المناضل الذي تقتضي منه المروءة ان يكمل المشوار لاجل شعبه وقضيته بوسائل وادوات مغايرة يشتقها من ربيع العمر وجدران الزنزانة، هذه الارادة الصلبة مكنته عن جدارة واستحقاق من استكمال مشواره النضالي رغم انف الاحتلال وزنازينه وسجانيه فغدا رمزا بلا منازع.

في ختام الكتاب وفي الصفحة 251 يشير صاحبنا الى: "اهمية ان تقوم الفصائل بواجب التثقيف والتوعية تجاه اعضائها وانصارها ومقاتليها واطلاعهم على وسائل واساليب التحقيق والتعذيب في زنازين الاحتلال، وانه يجب على كل مناضل ان يدرك ان العمل الوطني تضحية وفداء من اجل الوطن والشعب".

من نافلة القول بان الاوطان لايمكن تحريرها ببضع كلمات او بكثير من الاغنيات او بسيل من عبارات الانشاء واطنان الكتب، لكن طوبى وطيب لمن كانت كلماته ثمن خطواته وسني عمره الاخضر...

طوبى لمروان ورفاقه وهم يحرسون الحلم، ويرسمون في وعينا اجمل صورة لفلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة