الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية حوارة وتصاعد المقاومة في الضفة

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية



أكّد الكاتبُ والمحلّلُ السياسيُّ نهاد أبو غوش على أنّ بلدة حوّارة تمثّلُ موقعًا بالغ الحساسيّة للاحتلال؛ لأنّها تعدُّ عمليًّا جزءًا من مدينة نابلس، وهي المدخلُ الجنوبيُّ لها، مشيرًا إلى أنّها "عقدة مواصلاتٍ مركزيّةٍ للربط بين مدن الضفّة المحتلّة ومناطقها ووسطها وجنوبها ومدن نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وطوباس".
وقال أبو غوش في حديثه مع "بوابة الهدف"، إنّ "حوارة هي النقطةُ التي تربط بين المناطق المحتلّة عام 1948، ومجموعة من المستوطنات التي تطوّق نابلس"، مضيفًا أنّ "المستوطنات المحيطة بنابلس، مثل: "ايتامار ويتسهار" هي معقلُ لأكثر جماعات الصهيونيّة الدينيّة تطرّفًا".
ونبّه إلى "الهجوم الوحشي الأخير على بلدة حوّارة بتاريخ 26/2 من قبل مجموعات المستوطنين التي هي ذاتها أحرقت عائلة دوابشة في قرية دوما، التي قتلت الشهيدة عائشة الرابي والشهيد علي حرب، وشنّت عشرات الهجمات على قرى قصرة وجالود وقريوت ودوما وعصيرة".
وأشار إلى أنّ "هذه البلدة وطرقها ظلّت ساحةً دائمةً للاحتكاك، خصوصًا من وجود التشكيلات الجديدة لكتائب المقاومة الفلسطينيّة، وتنفيذ عشرات عمليات إطلاق النار على المنطقة المسماة قبر يوسف".
وأوضح أبو غوش لـ"الهدف"، أنّ "الموجات المتلاحقة من العمليّات المتتالية تتفاوت في أشكال تنفيذها ما بين فرديّةٍ وجماعيّة، عفويّةٍ وانفعاليّة"، مبيّنًا أنّ "المنفذ قد يكون محترفًا أو مبتدئًا، والسلاحُ يختلف بين الأسلحة البيضاء إلى الأسلحة الفردية الخفيفة، إلى عمليّات الدهس والاشتباكات والعبّوات الناسفة".
وتابع أنّ "العمليّات في الضفة و القدس وداخل المناطق الفلسطينيّة المحتلّة عام 1948، خلقت واقعًا جديدًا مفادُهُ أنَّ المقاومة لم تعد مجرّد ظاهرةٍ أمنيّةٍ محصورةٍ في المخيّم والمدينة، بل هي ظاهرةٌ تتسع وتتمدّد على الرغم من كلّ عمليّات الاغتيال والاجتياحات ومحاولات الاحتواء من السلطة".
وأكّد المحلّلُ السياسي، على أنّ "الشعب الفلسطيني ابتدع قانونه الخاص لقواعد الاشتباك، وهو أي جريمةٍ أو مجزرةٍ تردُّ عليها المقاومة ردًّا موجعًا، وكلّ عمليّةٍ جديدةٍ تمثّلُ نموذجًا يتوق الشبان لمحاكاته وتقليده"، موضّحًا أنّه "قبل عملية حوارة الأخيرة كان الافتراض السائد أنّ العمليات عفويّةٌ من دون تخطيط الفصائل وأجنحتها المسلّحة، وهذه ميزةٌ فيها نقاطُ قوّةٍ ونقاطُ ضعفٍ أيضًا؛ لأنّها تربك الاحتلال وتجعل قدرته على تحديد بنك أهداف شبه مستحيلة".
وأشار أبو غوش، إلى عملية حوارة الأخيرة التي تبنّتها كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكريّ للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، قائلًا: "العمليّة زادت من تعقيد الصّورة أمام الاحتلال، حيث بات كلّ فلسطينيٍّ شابًا أو مسنًّا، منتسبًا لتنظيم أو مستقلًّا، هو المنفذ المحتمل للعملية القادمة، وبلا شك أنّ هذا له تحدياتٌ كبيرة، وكلفته السياسية والتنظيمية والكفاحية كبيرة كذلك"، لافتًا أنّ "هذا النهج إذا كان معتمدًا من قبل كل الفصائل تدعمه وتمارسه عمليًّا لبتنا أمام مرحلةٍ جديدةٍ في نضالنا الوطني"
وبشأن توقيتِ عمليّةِ حوارة، أوضح أبو غوش، أنّ "العملية جاءت بعد اجتماعَيْ العقبة وشرم الشيخ، حيث اختزلا الصراع وكأنّه مجرّد قضيّةٍ أمنيّةٍ تعالجُ إداريًّا وقمعيًّا بالضبط والربط والاحتواء وبسط السيطرة"، مشيرًا إلى أنّ "الاجتماعات الأخيرة التي قد لا يعلن عنها، تجاهلت جوهر المشكلة، وهو الاحتلال كما تجاهلت مسؤوليته عن كل موجة التصعيد الأخيرة".
ولفت أبو غوش، إلى أنّ "ذلك يأتي في ظل ترجمةٍ لقرارٍ سياسيٍّ وليس مجرّد تدابير أمنيّة، فالاحتلالُ يريد حسم الصراع، وإنهاءه بالقوّة، لذلك تأتي هذه العمليات لوأد الإرهاب الحقيقي وهو الاحتلال، وجرائمه التي لا يمكن أن تمر دون ردود"، مبيّنًا أنّ "كل ذلك يضع السلطة وأجهزتها أمام قرارٍ مصيريّ، وهو هل يمكنُ أن تسهمَ في قمع المقاومة خدمةً للاحتلال؟".
وبخصوص تعامل الاحتلال مع عمليّات المقاومة المتصاعدة في الآونة الأخيرة، أكّد أبو غوش، على أنّه "يظهر من العملية الأخيرة في حوارة أنّ الاحتلالَ أخفق في التعامل مع العمليّات في ظلّ تصاعد المقاومة بشكلٍ كبير"، متابعًا أنّ "الاحتلال لا ينظرُ لنا باعتبارنا شعبًا بحقوقٍ وطنيّةٍ جماعيّة، إنّما باعتبارنا سكانًا، أقصى ما يتاحُ لنا هو البقاءُ تحت ظلّ الاحتلال دون حقوقٍ سياسيّة".
وبيّن المحلّل السياسي، أنّ "الاحتلال يعدّنا مشكلةً إرهابيّةً تارةً، وديمغرافيّةً تارةً أخرى، وهو لا يفكّر إلا بالحلول العسكريّة، مثل: الاغتيالات، والاعتقالات، وهدم البيوت، والعقوبات الجماعيّة لردع الشعب"، مؤكّدًا أنّ "هذه السياسة جرّبت في عشرات السنين الماضية ولم تنجح، ويستحيل أن تنجح؛ لأنّه لا يمكن أن يقنع الفلسطيني بأنّه طارئٌ على هذه البلاد، أو أنّه أقلُّ من باقي سكان المعمورة".
وأشار أبو غوش، إلى أنّ "وزير الجيش السابق "بيني غانتس"، قال عن مجموعة عرين الأسود، إنّ "عددهم نحو 25-30 مسلحًا، وسوف نصل لهم جميعًا"، موضّحًا أنّ "الاحتلال اغتال أكثر من هذا العدد بكثير، والمقاومةُ مستمرّةٌ، وتتصاعدُ وتمتدُّ من جنين ونابلس إلى محافظاتٍ أخرى".
وتابع أبو غوش في ختام حديثه مع "الهدف": "رغم السيطرة المطلقة لجيش الاحتلال بترسانته ومعداته والتكنولوجيا التي يملكها وتحكمه في عالم الاتصالات، فهو عاجزٌ عن النفاد إلى قلب الفلسطيني ووجدانه الذي يفكّر في الردّ على جرائم المحتلّ، خصوصًا أنّ كلّ فلسطينيٍّ بات مستهدفًا، سواءً كان مقاومًا أو مزارعًا أو صحفيًّا أو ربّة بيتٍ أو طفل، فالفلسطينيُّ مستهدفٌ في حياته أو أرضه أو كرامته أو مقدّساته أو حياة أحبائه، كما أنّ يدَ الصهيونيّ، سواءً، كان جنديًّا أو مستوطنًا طليقةٌ في القتل، لكن كل ذلك لن ينتزع من الفلسطينيين توقهم للحياة والحريّة والكرامة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز