الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلبي معكِ يا بغداد الحبيبة

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2006 / 10 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العاصمة العراقية بغداد تحولت بين ليلة وضحاها الى مقبرة كبيرة وكبيرة جداً ، فبدلا ان يجد ابن العاصمة في كل صباح امام باب بيته الجرائد اليومية والمجلات والاعلانات ومنح القروض واسعار سفرات للسياحة باسعار بسيطة وغيرها من الامور التي تجعل من المواطن في كل دول العالم يعرف قيمة ذاته ويعرف معنى انسانيته ، نجد ان اهالي العاصمة بغداد في كل صباح من صباحات بغداد يتسلمون جثث ابناءهم واقرباءهم واصدقاءهم من مركز الطب العدلي ، فهذه المجموعة من الشباب قتلت لانها شيعية وتحمل اسماء اهل بيت الرسول ص ، وتلك المجموعة قتلت لانها سنية وتحمل اسماء الخلفاء الراشدين رض، وهذا الطفل قتل لاسباب طائفية وذاك والقائمة تطول في نشرات الاخبار اليومية خصوصاً ..

لقد وصل الامر باهالي العاصمة ان لا يجدوا قبراً لضحاياهم في مقابر النجف وكربلاء و الكرخ ، عشرات الالاف من الامهات الثكالى ، واضعاف هذا العدد من الارامل ، واضعاف اضعاف هذه الاعداد من الايتام ..

السيارات المفخخة استفحلت اكثر من ذي قبل ، الاحزمة الناسفة تضاعفت الاجساد النتنة التي تلتف بها ، الموت اصبح حالة طبيعية جداً في عاصمة الخلافة العباسية وعصر هارون الرشيد الذهبي كما يقال ، العوائل تهاجر بالالاف في كل يوم الى ايران وسوريا والاردن ، المدينة اصبحت مكفنة تماما بقتلاها من الابرياء ، الميليشيات تقتل وتسلب وتختطف في كل الاوقات وامام انظار الجميع ..

بغداد تستغيث ولا احد من يجيب ، الجميع يتفرجون على موتنا اليومي من هيئة الامم المتحدة القذرة مروراً بهيئة المؤتمر الاسلامي القذرين وصولاً الى الجامعة العربية الحقيرة ودولها الاكثر حقارة ، ودول الجوار الاسلامية التي لها الدور الاكبر في زحزحة امن العراق لتضمن مصالها واستقرارها ، وانتهاءً بالبرلمان العراقي وكلابه السائبة وحكومته الرعنة من رئيس الجمهورية مروراً برئيس الوزراء وحتى الوصول الى الائمعات من وزراء الحكومة العراقية الحاليين ..

بعد انتهاء الانتخابات وسجالات القوائم على المناصب ، واجتماعهم في اول دورة للبرلمان حضر الجميع الى القاعة لكي يتقاسموا الكعكة العراقية ، وما ان تسلم الطلباني الرئاسة بعد صفقات ابرمت مع قائمة الائتلاف العراقي ، واستلام المالكي لرئاسة الورزراء بعد الصفقة التي ابرمت مع التحالف الكردستاني ، واستلام الوزراء لمناصبهم وتقاسموا ثروات العراق النفطية وغيرها ، هرب الجميع من البرلمان من اصحاب المواقع الحكومية ليتفرغوا الى سرقاتهم النفطية والتي اتضحت للجميع وتركوا الجمل فارغاً الا من بعض التافهين داخل اروقة البرلمان العراقي ..

ولعل من يجلس في البرلمان العراقي الان هم ثلة من الذين كانوا يعملون في مقاهي ومطاعم وسراق معترفين في دول اللجوء الاوربية ، ويومياً يصدروا لنا قراراً احمقاً حول زيادة رواتبهم والفيدرالية وعمليات التطبيع والتهجير وغيرها من الامور التافهة التي لا تعني امن المواطن بشيء ، بينما الناس تذبح في الشوارع والبيوت في كل لحظة ، فيما يتزايد رصيد رؤساء الكتل والاحزاب في الدول الغربية ..

جميع السياسيين العراقيين وبدون اي استثناءات هم من اللصوص المعترفين بلصوصيتهم لقد سرقوا العراق وقتلوا اطفاله وابناءه بتعاونهم وتهاودهم مع البعثيين والارهابيين والطائفيين والتكفيريين ..

وعلى الرغم من تلك الظروف المظلمة التي تمر بها عاصمتنا الجميلة بغداد ومدن العراق الاخرى فسوف يأتي اليوم الذي تأتي فيه رجالات الوطن الحقيقيين لكي يعيدوا للعراق هيبته على مّر التاريخ والعصور ..

لكم المجد والخلود يا شهداء العراق من الفقراء الابرياء الذين تقتلون يومياً ...

ولكم الخزي والعار يا حكومتنا ويا اعضاء برلماننا التافه ...

وقلبي معكٍ يا بــــــــــــــــــــغداد الحبيبة ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا