الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهوة السلطة أعمت نتنياهو عن إدراك الحقائق

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نهاد أبو غوش
رام الله- قال المحلل السياسي الفلسطيني نهاد أبو غوش المختص في الشأن الاسرائيلي، إن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة وزير جيش الاحتلال "يوآف غالانت" تعد بمثابة "غلطة الشاطر"، والتي ضاعفت من حجم الاحتجاجات وشدتها، ودفعت الصحف العبرية بعد تلك الواقعة إلى وصف نتنياهو "بأنه خطر على كل شيء، وبخاصة أن نتنياهو هو من أكثر السياسيين الاسرائيليين حنكة ودهاء، ولكنه بات أسير حلفائه من اليمين الفاشي المتطرف وقد أعمته شهوة السلطة وتغلبت مصالح الشخصية ورغبته بالتملص من المحاكمة على كل الحسابات الواقعية والعقلانية".
وقال أبو غوش ان إقالة "غالانت" منحت المعارضة دفعة معنوية ومادية كبيرة، وعززت لديها القناعة بصوابية خطتها للاعتراض على مشروع التعديلات القضائية، ومنحها هذا دعما جماهيري أكبر وثقة بالنفس بأنها قادرة على تحقيق مطالبها، فقد وصل عدد المحتجين بالأمس الى 500 ألف وهذا رقم غير مسبوق بتاريخ اسرائيل.
ولفت أبو غوش خلال برنامج "شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه ريم العمري ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية، الى أن الجميع بات يشعر بمدى خطورة نتنياهو، الذي بات مستعدا ان يغامر بكل شيء مقابل مستقبله الشخصي.
واضاف أن الإضراب الشامل الذي شلّ إسرائيل بعد اضراب اتحاد العمال (الهستدروت) واتحاد ارباب العمل، وتعطلت على أثره المطارات والموانئ والجامعات والمدارس قضى على اي فرصة أمام حكومة نتنياهو للمضي في إجراءاتها للانقلاب على القضاء، مشيرا إلى أن بعض التقديرات الاقتصادية تشير إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي سوف يخسر ما بين 75 إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة نتيجة هذه الأزمة.
وتابع، "غالانت لم يكن مجرد وزير حرب يعبر عن رأيه الشخصي، بل كان ينقل ملاحظات وتحفظات واعتراضات هيئة رئاسة الأركان وقادة الأسلحة الرئيسية والأذرع الأمنية، ونخب في قادة الجيش وضباط الاحتياط وأثر هذه التشريعات على جاهزية الجيش وتماسكه، لكن نتنياهو تجاهلها تماما، لافتا الى أن الجيش ليس مجرد اداة في يد الحكومة بل هو مؤسسة مركزية في إسرائيل له أدوار اقتصادية تربوية اجتماعية وثقافية، والجيش الإسرائيلي في العادة هو المؤسسة التي يخرج منها قادة الدولة والمجتمع بما في ذلك الوزراء وأعضاء الكنيست ورؤساء البلديات وحتى مدراء شركات القطاع الخاص، كما أنه يتولى الإشراف على أهم وأدق الصناعات العسكرية والتكولوجية وبرامج التجسس، وله ارتباطات ومعاهدات مع جيش الولايات المتحدة وحلف الناتو".
في إجابته على تساؤل ان كانت حكومة نتنياهو تعد أيامها الاخيرة؟، قال: "يبدو ذلك، إن لم يكن عاجلا فآجلا، التهديدات ليست من سموتريتش وبن غفير فقط ولكن من بعض قادة حزب الليكود، هناك جناح في الليكود لا يقل فاشية عن سموتريش وبن غفير، بالتالي هم لا يبالون بالاحتجاجات والاعتراضات، ويعتبرون أن هذه هي فرصتهم التاريخية التي لن تتكرر، ويريدون ان يدفعوا هذه المعركة حتى نهاياتها، يعتقدون ان لديهم الاغلبية ويتجاهلون ان المحتجين هم عصب الاقتصاد والمال والإدارة".
ولفت ان "التقديرات انه وفقا لجميع استطلاعات الراي فإنه إذا جرت الانتخابات الآن، وبعد هذا الانقلاب على القوانين، سيخسر نتنياهو وائتلافه عشرة مقاعد دفعة واحدة."
وحول السيناريوهات المحتملة، قال: "أرجح ان تتصدع الحكومة من الداخل، ربما إذا وضعت الادارة الأمريكية كل ثقلها يمكن ان تدفع بعض أوساط المعارضة لتوفير شبكة أمان شخصية لنتنياهو. إذا أصر على مواصلة التشريعات اعتقد ان الجموع الغاضبة ستجتاح الكنيست ودون التقليل من خطر الحرب الأهلية الذي بات خيارا واقعيا وليس مجرد خيار نظري في ضوء سيطرة وزير الأمن القومي ايتامار بن جفير على جهاز الشرطة، ودعوة قادة اليمين المتطرف أنصارهم للنزول إلى الشوارع".
وتابع "اعتقد ان عمر حكومة اليمين الفاشي الاستيطاني المتطرف انتهى، ربما تحل او تستقيل او يلجأ الفرقاء لنوع من التسوية لإيجاد حل دستوري، لكن أخطر ما يمكن أن تواجهه إسرائيل نزول جماهير اليمين للشارع وصدامها المباشر مع الجماهير المحتجة".
وختم ابو غوش إلى أن انحناء نتنياهو امام عاصفة الاحتجاجات هي محاولة لاحتواء الاحتجاجات والتقاط الانفاس، وربما لكسب الوقت على امل أن يعاود الهجوم في ظروف أفضل، لكنه من المؤكد لم يعد قادرا للاعتماد على الأغلبية البرلمانية لفعل ما يريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا