الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الميليشيات الصهيونية، وجه الافعى الأخر

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن السبات الشتوي لعصابات وميليشيات الصهيونية، قارب على الانتهاء هذه المرة بلا عودة، وبدأت الأفاعي تخرج واحدة تلو الأخرى، لتظهر للعالم وجهاً أخر للفاشية والعنصرية التي تعشش في أوكار هؤلاء الصهاينة، فمن بين الخمس عصابات عسكرية ساهمت بشكل مباشر في نكبة فلسطين (هاشومير-الحارس-، هاغناه،إرغون،ليحي،اللواء اليهودي)، لم يبقى اليوم إلا عصابات صغيرة متناثرة هنا أو هناك، فجل هذه العصابات ذابت في جيش الاحتلال بعد تأسيسه، ولكن اعادتها الى الحياة كان الحلم الذي يداعب غلاة المتطرفين الصهاينة، ولم يكن ظهور شعور عصابة إرغون في تجمع في باريس عقده وزير المالية الإرهابي المتطرف سموتريتش، إلا علامة مخفية لهذه الفكرة التي يراد إحيائها بعد ذوبان هذه العصابات رسمياً في جيش نظامي.

إن الشواهد كثيرة على إحياء هذه العصابات، فمن تصرفات فردية الى شبه تشكيلات -تماثل شكل الميليشيات- الى ميليشا منظمة مثل عصابة دفع الثمن، التي تنشط في إطار التطهير العرقي، فسلسلة جرائمهم التي تتنوع بين تدنيس دور العبادة الاسلامية والمسيحية وقطع أشجار الزيتون ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وخط العبارات العنصرية تجاه المسلمين والمسيحيين على السواء، وصولاً الى جريمتهم الكبرى خطف وحرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، وهي الجريمة التي سيفلت الجناة بدون عقاب، ما دام هناك عضوة كنيست مثل إيليت شاكيد، والتي أصبحت لاحقاً أصبحت وزيرة للعدل، ويا له من عدل هذا الذي تدعو له شاكيد التي حرضت على قتل الأطفال الفلسطنيين ووصفتهم "بالثعابين الصغار" وكان هذا التصريح قبل يوم واحد فقط من استشهاد الطفل أبو خضير، في اشارة واضحة لا لبس فيها، أن هذه الميليشات لا تتصرف بشكل عشوائي أو بمبادرات فردية، بلا لها قيادات تسير أعمالها وترسم لها مسارات واضحة لتأجيج العنف ضد العرب، للوصول إلى التطهير العرقي الذي يرى فيه هؤلاء المتطرفين هدفاً لكيانهم المسخ.

ولعل الوجه المتطرف الجديد لهذا المرحلة هو الارهابي برتبة وزير، الإرهابي المتطرف بن غفير، وزير الأمن القومي الصهيوني، الذي عاش وترعرع في أوساط هذه الميليشيات المتطرفة، ومحاميها الألمعي الذي دافع عن جرائم المنظمات المنضوية تحت عباءة تيار الصهيونية الدينية ومنها عصابة دفع الثمن وفتيان التلال، ومن أشهر القضايا التي دافع فيها بشراسة، قضية المستوطن (حاييم بيرلمان) الذي طعن المقدسي خيري علقم في العام ١٩٩٨ وقتل معه عاملين، حين حاول الاعتداء على عشرة عمال مقدسيين، وهي القضية التي تُظهر للعالم الوجه الفاشي والعنصري للنظام القضائي الصهيوني، فالضحية لم تساوي الجلاد على الاقل، بل تُرجح كفة الجلاد وتعلن برائته أو جنونه وقائمة الحجج التي تطل بالبراءة كثيرة وعديدة، وهذا ما حصل مع المحامي الارهابي بن غفير، الذي استطاع أن يحصل على حكم البراءة وقفل الملف بعد دفاع شرس عن هذا السفاح، ولم يقف هذا الارهابي بن غفير عن هذا الحد، بل أطل خلال العام الفائت من حي الشيخ جراح ليصبح عراب الفوضى في الحي، وافتح مكتبه في الحي ليمارس ما تنتجه عقليته الصهيونية الفاشية من عنصرية وادعاء على تفوق الصهاينة وأنهم أصحاب الأرض، فهو لا يزال يدور في فلك التطهير العرقي، الذي يعد بن غفير الطالب النجيب في مجاله، ولم يكتفي عراب تيار الفوضى وعراب تيار ايدولوجية الصهيونية الدينية المتطرفة عند هذه الحدود، فهو يخطط منذ هبة الكرامة لاحياء الميليشات العنصرية وضمها وضخ الدماء فيها وبل شرعنتها ومنحها سلطة وصلاحيات ومنحها رخصة حمل السلاح، تحت ذرائع منها الهجمات الفلسطينية والعمل المقاوم وتبلورت الفكرة بعد هبة الكرامة في ايار من العام المنصرم، فكان له ما أراد فبعد مواجهة دامت اثنا عشر اسبوعاً خلال هذا العام، بين الشارع الاسرائيلي والمعارضة، والحكومة اليمينية بقيادة الثلاثي المتطرف (نتنياهو-سموترتيش-بن غفير) نتيجة اصرارهم على التعديلات القضائية ، أفرزت عن موافقة الاخير على تجميدها مقابل الحصول على موافقة على انشاء الحرس القومي، الذي سيتشكل من عناصر جيش وشرطة ومستوطنين، في شكل قوة عسكرية نظامية، ولكن جوهرها يغلب عليه شكل الميليشيا، فهذه القوة الخارجة من رحم المستوطنات والتيارات المتشددة، ستتبع بن غفير بشكل مباشر ولا سلطة لوزير الدفاع والامن الدخلي ولا الاجهزة الاستخبارية عليها، وستعمل كذئاب منفردة تبدأ في مشروع بن غفير العرقي الفاشي، والذي ينذر بسوء وعنف لم تشهده المنطقة من قبل.

إن البدء بتشكيل هذه القوات، ستدخلها في منافسة بلا شك، مع ميليشيات تحمل نفس الصبغة القانونية والإجرامية، في جيش الاحتلال ولعل أبرز المقاربات بين عمل الحرس القومي، والميليشيات السيئة الصيت والسمعة، كتيبة (نيتسح يهودا) -يهودا الأبدي- التي تتكون من اليهود الحريديم وتشكل امارتهم الحريديمية داخل الجيش، فهي تعمل بما يتوافق مع تعاليم هذه الطائفة، والتي شكل دخولهم الى الجيش والبدء بتجنيد أبناء هذه الطائفة خرقاً كبيراً وسجالاً بين الحاخامات الرافضين بشدة تجنيد اليهود وبين الحاخامات الذين دخلوا معترك السياسة، ومنهم حزب شاس، وهذا التأسيس سيشعل التنافس بين الفريقين أيهما سيشكل وجوده سوراً واقياً وأمنا للصهاينة في ميدان عملهما المشترك والملتصق وهو الضفة الغربية، وكتيبة نيتسح يهودا، لها سجل مخزي في العنف تجاه الفلسطينيين، وهي القوة المسؤولة عن قتل الفلسطيني عمر أسعد (٨٠) عام، الذي مارست هذه القوة أقسى درجات العنف عند اعتقاله، فبدأت بالتنكيل به بالضرب المبرح والضرب بأعقاب البنادق وسحله لمسافة مائتي متر، وانتهاء بقتله بدم بارد في جريمة اعدام ميداني، لم يجرى فيها جيش الاحتلال الا تحقيقاً صورياً ادى الى اقالة قائد السرية والفرقة وابقائها في الجيش وتوبيخ قائد الكتيبة، ولم تستطع حتى الولايات المتحدة الأمريكية على الحصول على نتيجة رغم حمل أسعد جنسيتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -