الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في مجموعة (الكلاب) من الكاتبة ريما فتوح

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2006 / 10 / 22
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


منذ ما يقارب الأسبوعين، وحين كنت في بيت المغترب، أخبرتني سيدتي المبجلة (نهاد شبوع) بان لي كتاباً هدية من احد المغتربين، الذين جاؤوا إلى البيت في فصل الصيف، وهو موقع باسمه، شكرتها وشكرت الضيف الذي لم اعرفه، وأثار انتباهي أمران: الأول تعليق السيدة نهاد على القصص بأنها عميقة وأكثر من رائعة، والأمر الآخر اسم هذه المجموعة( الكلاب)، الذي لم افهم وقتها لم يسمي كاتب مجموعة قصصية بهذا الاسم، وإلام يرمي بذلك، أهي نزوة من أولئك المترفين بان يكتبوا ويؤلفوا الكتب، وغالبا ما تكون مجرد كلام..... اعذرني لكلامي هذا... لكن حقيقة هذا ما انتابني بداية الأمر..
ولكن المفاجأة كانت كبيرة والذهول اكبر حين قرأت قصة الكلاب تحديداً، أي عمق وأي أسى تستطيع إن تولده تلك القصة، وكأني بك تروي الواقع العربي من مائة عام مضت والى مائة عام قادمة.... مسحوقين ومنكسرين ومنهزمين، نحمل ارث التشويه لحضارتنا ولقيمنا ولوجدنا، من اجل كلابهم (وهنا المعنى نطاقه واسع جداً) يمكن أن نتهم ونهان ونجرّح، وحتى أن ندان.. ولكن إن ظهرت براءتنا لا نستحق الاعتذار... ولمَ؟! وهل نحن لنا مشاعر مثل كلابهم؟ لا فنحن من الصحارى ولا نفقه سوى الرمال والكثبان.. وان رأينا واحة وركضنا بوله إليها تبينا أنها مجرد سراب.. وواحدة من خدع الضوء.
وبدأت اقلب القصص الواحدة تلو الأخرى وكلما انتهيت من إحداها ازددت شوقا وولعا بتلك الكتابة الرائعة، والمعاني القيمة التي تمر بسلاسة وقوة لتصيب هدفها دون تجريح في الكلام، من الكلاب إلى التطبيع ومهزلته المؤلمة، إلى حجاً مبروراً، المختار واللص، الديوث، إلى سوق الحرامية والهدف والحلم الذي تتصارع للحصول عليه، فنهلك وننتهي دون أن ندري أن حلمنا طار وهدفنا ضاع، ضاع في صراعنا وفي نارنا التي أشعلناها بلؤمنا وحقدنا الموروث، أكلته نار الأنا فتاه الحلم ولفظ الهدف أنفاسه بين يدينا دون أن ندري.
وكانت النهاية مع غربة بوسطن_ بوسطن المدينة المتجمدة من شدة برودتها، لطالما تساءلت هل تستطيع برودتها أن تتسرب إلى قلوب من التجأوا إليها، اسمع قولا واحدا دوما بان الغربة قاسية، وليلها طويل ومؤلم، ولكن أيعقل أن يتحول من يعيش فيها إلى ماهو أقسى منها حتى يحتمل أيامها، هل كل الذين يغتربون يتحجرون ويتجمدون في بلاد البرد! سؤال مطروح وما من يجيب....
لكن جبران كان هناك... لو استطاع أن يخبر كيف حافظ على دفئه في برد بوسطن
نهاية المجموعة ممتعة و جميلة... أشكرك واتمنى لك حياة دافئة في بلاد باردة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا لم تتراجع شعبية ترامب رغم الإدانة؟| #أميركا_اليوم


.. 10 شهداء بينهم أطفال وعدد من الإصابات في قصف استهدف منطقة رم




.. بن غفير: الصفقة تعني التخلي عن تدمير حماس فإذا ذهب نتنياهو ب


.. تشويه لوحة فرنسية شهيرة بسبب التقاعس بمواجهة التغير المناخي




.. تظاهرة في مدينة بينغول التركية دعماً لفلسطين وغزة