الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هندي في لندن.. باكستاني في إدنيره

حسن مدن

2023 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أهي الأقدار وحدها من أتت بهندي هندوسي رئيساً للحكومة في بريطانيا، وبباكستاني مسلم رئيساً للحكومة في اسكتلندا، الراغبة في التحوّل إلى دولة مستقلة عن بريطانيا؟

جاء والدا ريشي سوناك، رئيس الحكومة البريطانية، إلى المملكة المتحدة من شرق إفريقيا، لكنهما من أصل هندي. كان والده طبيباً، ووالدته تدير صيدليتها الخاصة، التحق بجامعة أكسفورد، لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وأثناء دراسته للحصول على ماجستير في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد، التقى بزوجته مورتي، ابنة نارايانا مورتي، الملياردير الهندي الشهير.

أما أجداد حمزة يوسف، الذي أصبح رئيساً لوزراء اسكتلندا، فقد هاجروا من ولاية البنجاب بباكستان، قبل 60 عاماً. حصل على البكالوريوس ثم الماجستير في العلوم السياسية من جامعة غلاسكو، وفي عام 2019 تزوّج من نادية النخلة ذات الأصل الفلسطيني، ويعيش والدها وشقيقها في قطاع غزة.

أول دعوة أطلقها حمزة يوسف البالغ من العمر 37 عاماً، بعيد اختياره زعيماً لحزبه، ورئيساً للحكومة، كانت لإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا، واعداً بأنه سيكون قائداً لهذا الاستقلال في هذا الجيل، فيما كانت ردة فعل سوناك، في «10دواننغ ستريت»، مزيجاً من التطلع للعمل مع الزعيم الاسكتلندي الجديد، ورفضاً للدعوة التي أطلقها الأخير لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال.

ليس بالوسع الفرار من حقيقة أن أجداد يوسف وسوناك قدما من بلدين، الهند وباكستان، كانا يوماً بلداً واحداً، يُعرف بالهند، ويتحدران من شعبين خاضا النضال، كشعب واحد، من أجل الاستقلال عن التاج البريطاني المهدد اليوم بالتقسيم في عقر الدار، وبريطانيا التي كانت تسمي نفسها ب«العظمى» شريك في تقسيم الهند الواحدة، ما أدى، يومها، إلى نزوح ما بين 10 إلى 12 مليون شخص على أسس دينية، وخلق مناخ عدم الثقة القائم حتى اليوم بين الهند وباكستان.

كان الهندوس الأشد رفضاً للتقسيم، لكن التاريخ يذكر أيضاً أن كثيراً من المسلمين تمّ تمثيلهم في الحركة المناهضة له من قبل مؤتمر مسلمي آزاد لعموم الهند.

ما جرى قد جرى. ولا سبيل إلى العودة عنه، لكنه التاريخ، الساخر دائماً، حين يجعل من زعيم من سلالة باكستانية يتزعم حركة مدعومة شعبياً على نطاق واسع من أجل استقلال اسكتلندا، ويجعل من زعيم من سلالة هندية في الموقع السياسي الأهم في بريطانيا، متمسكاً بوحدة «المملكة المتحدة» التي قد لا تعود متحدة، في حال تحقق لحمزة يوسف وقاعدة حزبه ما يطمحون إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير