الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث مسرحيات قصيرة جداَ

رياض ممدوح جمال

2023 / 4 / 1
الادب والفن


1- تداعيات الماضي

مسرحية صامتة من فصل واحد

الشخصيات :
المواطن : (مواطن لا ملامح خاصة له).
الطبــيب : (نفس الشخصية تقوم بدور الجلاد).

المكان : دولة من دول العالم الثالث.
الزمان : زمن الانظمة الشمولية.

المنظر : (مسرح مقسم الى قسمين باستخدام الانارة فقـــط ،القسم الايمن مــــقدمة
المسرح، عيــــادة طبيب الاسنان. الطبيب جالس الى مكتــــــبه مرتديا روب الطبيب
الابيض. القسم الايسر مؤخرة المسرح، غرفة معتقل. الجلاد مرتديا الاسود. جالس
وراء منضدة قديمة ومتسخة. خلال العرض تتناوب الانارة بتسليط الضوء على
احد قسمي المسرح. وخلال العرض كله، موسيقى تناسب كل حدث يجري).

في الحاضر : الطبيب جالس وراء مكتبه، يدخل المريض متألما من اسنانه واضعا
منديلا على فكـــه. يطلب الطبيب معلومات من المريض ويدون تلك المعلومات في
سجل أمامه. ثم ينهض الطبيب من كرسيه، ويـدعوا المريض ان يتمدد على الكرسي
الخاص بفــحص وعـــــــلاج الأســـــنان. يوجد مغسلة صغيرة يسار ذلك الكرسي،
للمضمضة وغرغرة الفم. يتوجه الطبيب نحو المريض، وينير ضوء ساطع موجود
اعلى الكرسي، يوجهه مباشرة الى وجه المريض. يقوم المريض بحركة من وجهه
تدل على الم عيـــنيه من شدة سطوع الضوء. ويقوم الطبيب بفتح فم المريض القلق
والمتألم. ثم يسرح المريض بذكرياته...

يظلم تدريجيا هذا المشهد من هذا الجزء من المسرح، يمين مقدمة المسرح ويضاء
الجزء الاخر، يسار عمق المسرح.

في الماضي : الجلاد جالس وراء مكتبه. يدخل المعتقل خائفا مرتبكا، يطلب الجلاد
معلومات من المعتقل ويدون تلك المــعلومات في سجل امامه. ثم ينــهض الجلاد من
كرسيه، ويدعوا المعتقل ان يــتمدد على الكرسي الخاص بتعذيب المعتقلين. يوجد
برميل مملوء مـاء لغمر راس المعتقل لتعذيبه. يتوجه الجلاد نحو المعتقل، ينير
ضوء ساطع موجود اعلى الكرسي، يوجهه مباشرة الى وجه المعتقل. يقوم المعتقل
بحركة من وجهه تدل على الم عينيه من شدة سطوع الضوء. ويقوم الجلاد بغلق فم
المعتقل بشريط لاصق عريض. والمعتقل خائف ومرعوب.

يظلم تدريجيا هذا المشهد من هذا الجزء من المسرح، يسار عمق المسرح، ويضاء
الجزء الاخر، يمين مقدمة المسرح.

في الحاضر : يقوم الطبيب بحركات المختص، وبمختلف ادواته الطبية، وبالتالي
يشغل جرخ تنظيف الاسنان، ثم اداة قلع الضرس، واداة كاوية حشو الاضراس.
وفي الاخر يطلب من المريض التمضمض وغرغرة فمه المدمى، في المغسلة
الصغيرة التي على جانبه الايسر. ثم يطرح المريض رأسه على المسند الخلفي
للكرسي، وكأنه يسقط مغشيا عليه. ثم يسرح المريضة بذكرياته...

يظلم تدريجيا هذا المشهد من هذا الجزء من المسرح، يمين مقدمة المسرح،
ويضاء الجزء الاخر، يسار عمق المسرح.

في الماضي : يــــــقوم الجـــــلاد بـــحركات المختص، وبمختلف أدواته التعذيبية،
وبالتتالي. يشغل اداة منشار كهربائي، ثم اداة كوسرة كهربائية، ثم يتناول بلايس
ليقلع بها اضراس واظافر المعتقل. ثم يتناول اسلاك كهربائية ويقوم بكهربة
المعتقل. وفي الآخر يقوم الجلاد بغمر راس المعتقل في برميل الماء إلى أن يقارب
على الاغماء، ثم يتركه منطرحا ومغمى عليه، منطرحا على كرسي التعذيب.

يظلم تدريجيا هذا المشهد من هذا الجزء من المسرح، يسار عمق المسرح،
ويضاء الجزء الاخر، يمين مقدمة المسرح.

في الحاضر : يطبطب الطبيب بضربات خفيفة على وجنتي المريض محاولا افاقته
من غيبوبته. بعد ذلك يفيـــق المــريض ويساعده الطبيب على النهوض والتوجه الى
الباب ويخرج المريض، ثم يـــعود الطبـــــيب الى كرسيه خلف المكتب، يرمي بثقل
جسمه على الكرسي مسندا راسه الى الوراء. ثم يسرح المريض بذكرياته...

يظلم تدريجيا هذا المشهد من هذا الجزء من المسرح، يمين مقدمة المسرح، ويضاء
الجزء الاخر، يسار عمق المسرح.

في الماضي : يصفع الجلاد صفعات قوية ومتتالية على وجه المعتقل، الفاقد للوعي
الى ان يفيق المعتقل، ويأمره الجــلاد بالخروج، وهو يودعه بالصفعات على رقبته،
وركلات من قدمه على مؤخرة المعتقل. ثم يعود الجلاد الى كرسيه خلف المنضدة،
ويرمي بثقل جسمه على الكرسي مسندا راسه الى الوراء.

ستــــــــــــــــــــار




2- وقت لا ينقضي

مسرحية صامتة من فصل واحد

من قصة قصيرة للكاتب سلافومير مروجيك ”ثورة”.

المنظر : (غرفة فيها ثلاث قطع اثاث، سرير قديم وخزانة ملابس ومنضدة وسط
الغرفة. ورجل في الثلاثين ممدد على السرير وينظر الى السقف).

الرجل : يتقلب على السرير عدة مرات من الملل والضجر ويقوم بعدة حركات تدل
على ذلك. يستوي على السرير ويتأمل قطــــــع الأثاث مفكرا بحيرة. ينهض من
على السرير متأملا الغـــرفة مع الاثاث. يقوم بحركات بيديه تدل على تفكيره بتغيير
موقع السرير، ثم يهب مبتهجا نحـــــو السرير ويســــحبه نـحو الزاوية الاخرى من
الغرفة ويجلب مكانه خـــزانة المــــلابس، ويتأمل الموضع الجــديد للسرير، ويبدي
ابتهاجه بفرك كفيه ببعضهما، ويتمدد فرحـــــا بالمكان الجديد لسريره... ثم بعد فترة
يعيد حــركات الملل والضـــجر الاولــــــى بالضبط، ويستوي على السرير ويتأمل،
وينهض ويتـــــجول في الغرفة ويتأمل مواقع الاثاث ثانية بحيرة. وتخطر فكرة في
راسه فيبتهج لها. يذهب الى السرير ويسحبه الى وسط الغرفة، ويبعد المنضدة الى
الزاوية التي كان فيها السرير. فيبدي ابتهاجه بالتغيير الجديد، ويفرك كفيه ببعضهما
فرحا يتمدد على السرير في وسط الغرفــــة مــــرتاحا. وبعد فترة قصيرة يعيد نفس
حركات المــــلل السابقة ويتأفف ضـــــجرا، ويستــــوي على السرير حائرا ضجرا.
وينهض من السرير مفكرا، وفجأة يكـــــــاد يقــــــــفز من الفرح هذه المرة اكثر من
المرتين السابقتين، مكتشفا ان الحـلول السابقة ترقيعيه وان الثورة هي الحل. يسحب
السرير الى الــــزاوية الاخــــرى من الغــــــرفة، ويجلب الخزانة الى وسط الغرفة،
ويقرفص داخلها، سعــيدا بالتغيير الثوري الاخير. وكذلك بعد فترة قصيرة يغير من
وضعية جلوسه وقرفصته متضايقا من وجــــوده داخل الخزانة. يخرج من الخزانة،
ويفرد طوله متألما من ظهره وساقيه. يسحب الخــــزانة ويعـيدها إلى مكانها الاولي.
ويسحب السرير ويعـــــيده إلى نفس الزاوية الاولى التي كان فيها. ثم يعيد المنضدة
الى وسط الغرفة، كما كانت في الــــــبداية. وبهذا تكون الغرفة وقطع الاثاث الثلاثة
قد عادت كل منهم الى وضعها الاولــــي في الــبداية. ويتمدد الرجل باتزان ورزانة
الحكيم الذي جرب كل سبل الســـعادة، ولكــــــــنه اكتشف اخيرا أن سعادته في أول
وضعية له، فينام نومته الأخيرة.

ســـــــــــــــــــتار




يحاول الانسان عدة محاولات لتحــــسين وضـــعه، لكن بلا جـــدوى. ويكتشف ان
تلك الحلول هي ترقيعيه والثورة هي الحل. ثم يجد ان الثورة اشد ايلاما من سابقتها
من الحلول. فيعود الى نقطة البداية مقتنعا بألا جدوى.




3- قوالب الاخرين

أعدوا الناس لكي يكونوا احرارا "فولتير"

مسرحية صامتة من فصل واحد

المنظر الاول:
طفل في السادسة من عمره يقرا في كتاب منهجي للمرحلة الاولى الابتدائية. ثم يتلفت خائفا ويرمي الكتاب المنهجي جانبا ويسحب مجلة مصورة للأطفال، ويبدأ بتقليب صفحاتها والخوف والحذر بادئ عليه. يدخل الاب وفي عينيه الشرر وفي يده يحمل قطعة من انبوب (مطاطي لرش الماء)، يأخذ المجلة ويمزقها، ومن الجهة الاخرى تدخل الام والغضب بادئ عليها وتحمل في يدها نعلها المطاطي. يقوم الاب بأنزال أقسى الضربات على كل اجزاء جسم الطفل وبشكل متتالي، ويهوي الطفل على الارض وهو يتقي تلك الضربات بكفيه الصغيرتان، ويسحف مبتعدا عن اباه وينسحب باتجاه امه فيتفاجأ بتلقي ضرباتها التي لا تقل إيذاء عن ضربات الاب. فيسحف منسحبا باتجاه اباه، وهكذا يصبح الطفل ككرة تنس يتبادل على ضربها لاعبان.

المنظر الثاني:
شاب في العشرين من العمر يرفع بكلتا يديه لافتة تتضمن كلمات عن حقوق الانسان. يحاط باثنين من رجال الشرطة، كـل منهما يحمل بيده هراوة ثقيلة ينهالا بضربات متتالية ووحشية بهراواتهما على كل اجزاء جسم الشاب، ويسقط الشاب ارضا ويتدحرج بينهما متقيا ضرباتهما بكفيه العاريتين ويصبح ايضا ككرة تنس يقاذفها الشرطيان.

المنظر الثالث:
رجل عجوز ملفوف بكفن الاموات ممدا على الارض يتوسط اثنان من الملائكة، ينظران اليه بنظرات ملؤها الغضب تارة والانشراح تارة اخرى، ويهزان يديهما دلالة الحيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح