الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجدتها

محيى الدين غريب

2023 / 4 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كتبت فى 2008
لو أستطاع الرؤساء مبارك ومعمر القذافى وبوتفليقة وبشار الاسد وزين العابدين وعلي عبدالله صالح (آخر معاقل الحكم الاستبدادى) أن يتنحوا عن الحكم طواعية ، وأن يتحرروا من فكر التوريث المهين ، لكان ذلك أعظم ما يمكن أن يقدموه لشعوبهم. وتبقى الاختيارات الاخيرة إما نيكولاي تشاوتشيسكو رومانيا ، أو صدام حسين العراق.
لوأستطاع ملوك السعودية والكويت والاردن والمغرب وغيرهم فى المنطقة أن يتخلوا عن التدخل فى سياسة بلادهم ( كما هو الحال فى جميع الدول الملكية فى العالم) وأن يعيدوا للشعب سيادته وحق تقرير مصيره كسائر الدول المتحضرة ، لكان ذلك أسمى ما يمكن ان يقدموه لشعوبهم.
لو أستطاعت منظمة حماس ان تعود كحركة للمقاومة المسلحة لمساندة المساعى السياسية وبدون اقحام الدين فى السياسة ، لكان ذلك أعظم ما يمكن ان تقدمه للقضية الفلسطينية التى تاهت كل هذة السنين.
لوكان جمال مبارك نجل الرئيس مخلصا لمصر أكثر من اخلاصه لجذوره الاجنبية لفضل الابتعاد عن العمل السياسى وعدم التشبث بفكرة التوريث ، ولكان ذلك أفضل ما يمكن ان يقدمه دون الإساءة إلى تاريخ مصر.
لو استطاع الحزب الوطنى المصرى أن ينقسم فى داخله إلى حزبين متقاربين متنافسين على الحكم ، لكان ذلك أفضل ما يمكن أن يقدم للتجربة الحزبية المصرية ولساهام ذلك فى خلق مناخ عادل وديموقراطى للمعارضة.
لو استطاعت الحكومات العربية أن تلغى مايسمى بوزارة الاعلام والصحف القومية ، لكان ذلك خطوة هامة فى إعلاء حقيقى لحرية الصحافة ولحرية التعبير.
لو قام سوريو الجولان المحتلة ولو ببعض المقاومة على غرار أى بلد محتل ، لجاء ذلك فاعلا لمساندة المساعى السياسية ، ولكن يبدو أن الفارق ليس كبيرا أن يكونوا تحت سيطرة المحتل الإسرائيلى أو تحت الحكم الاستبدادى لبشار الاسد.
لو فهم المصريون حقيقة أن كل مسلم مصرى كان أجداده بالطبع من الأقباط قبل مجيئ الاسلام ، وكان أجداده بالطبع من الفراعنة قبل مجيئ المسيحية ، لكان ذلك حافزا ان نعيش فى تجانس بعيدا عن الانقسام الطائفى. وهذه الحقيقة تقلق المتعصبين للاسلام محاوليين تشويه هذه العلاقة وتشويه الحضارة الفرعونية بحجة خرقاء أنها حضارة وثنية وكافرة. تلك الحضارة التى بنيت عليها معظم الحضارات والثقافات الأخرى ، وتعيش مصر على إنجازاتها ومن خيراتها حتى الآن وربما لآلاف من السنين القادمة.
لو استطاع كل مدخن فى مصر الاستغناء عن سيجارة واحدة فقط فى اليوم لأمكن الاستغناء عن المعونة الامريكية وعن مهانة الاستجداء وعن تبعية السياسية المخجلة ، تلك المعونة التى لايستفيد منها بالقطع الفقراء.
لو شفى العنصريون من عقدة الرجل الابيض وتحرروا من وهم التفوق والتميز العنصرى لعاش العالم اكثر سلاما واحسن حالا. ينشغل هذه الايام بعض الاعلام الدنماركى بما يمكن أن يسمون به الرئيس الامريكى الجديد أوباما ، هل يسمونه الرئيس الاسود أم النجرو أم الافروامريكى بدلا من الأكتفاء بالتسمية العادية. مشكلة عويصة تنم عن مرض معقد. وإذا صحت تسمياتهم فإن رؤساء بعض الدول الأوربية هم رؤساء بيض من الدرجة الغامقة ، وآخرون هم من الدرجة الفاتحة وآخرون من الدرجة الناصعة ، ورؤساء بعض الدول الاسيوية هم رؤساء صفر من الدرجة اللامعة وآخرون هم صفر من الدرجة البرتقالية ، اما رؤساء الدول الأفريقية فتتدرج الوانهم من الاسود العاجى إلى الاسود الفاتح إلى البنى الغامق والفاتح وهكذا.
ما أتمناه وأنا العجوز فى العقد السادس من العمر ، أن تتحقق فى حياتى ولو "لو" واحدة. 16/12/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني


.. أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني وحلفاؤه بالحكومة يطالبون رئيس




.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط