الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنيئا لحكومتنا بإزدهار مقبرة وادي السلام في النجف!!

نضال الشمخي

2006 / 10 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تتباهى معظم الدول الغربية وحتى الشرقية منها ، بعمرانها وتصاميم مبانيها وشوارعها الحديثة الجميلة وتحاول توفير كل مستلزمات الحضارة الانسانية لشعوبها ونظرا للتقدم الحضاري والثقافي والصحي ارتفع مستوى عمر الانسان مما كان عليه في السابق، فأن تجاوز معدل عمر الانسان سابقا اربعين عاما اصبح يتجاوز الان الثمانين عاما وحتى التسعين, ولكثرة التعداد السكاني إبتكرت هذه الدول طريقة ببناء العمارات التي تتكون من عشرات الطوابق الى أن وصلت الى حد تنناطح مع السحاب ، ففي حين تتباهى تلك الدول بأكبر متنزهاتها وأعلى ناطحات سحاباتها وأجمل احيائها يتباهى أصحابنا بأن العراق يملك أكبر مقبرة في العالم وهي مقبرة وادي السلام التي بدات تضيق بسكانها واصبح من الصعب جدا ايجاد مترا واحدا لسكانها الجدد الذين قتلوا بمفخخة او سكين ارهابي مجرم واصبحت هذه المقبره لكثرة سكانها تحاذي الحدود السعودية وكثرة أسماء تلك الاودية بحيث أصبحت تحمل بعض أسماء أحزاب وطوائف وتكتلات إرهابية مجرمة دخيلة عن الوطن .
ومع كل هذه الخيرات التي يتمتع بها الغرب الكافر ( كما يسميه بعض رجال الدين) فأن العراقي ليس له غير الله عليه أن ينتظر اجتماع قادته الشيعية والسنية لوقف نزيف الدم في العراق ، فتارة يقال ان الصراع طائفي وتارة يقال ان الصراع سياسي ، ولا يعرف العراقي لحد الان الى متى سينتظر ليحدد قادته من السياسيين وحتى رجال الدين وشيوخ العشائر وغيرهم لأن للعراق اليوم أكثر من قيادة تتدخل في شؤونه وتحدد نوع الصراع الدموي القائم والذي يذهب ضحيته عشرات الضحايا يوميا ولم ويتوقف شلال الدم في العراق لحد الان.
...ففي خبر نشرته ايلاف في يوم 13 اكتوبر من العام الحالي تقول:-
وإلى الجنوب من بغداد حيث المناطق الأكثر اضطراباً، أنشأ الأهالي مقابر جديدة، أهمها مقبرة «الانصار» في منطقة عرب جبور لدفن مقاتلي الجماعات المسلحة، ومقبرة «المجاهدين» في ناحية الخضر القريبة من مدينة اللطيفية، فيما اقام انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مقابر لضحاياهم داخل مقبرة «وادي السلام» باسم «مقبرة شهداء المهدي»، وأخرى في مقبرة «الجديدة» في كربلاء باسم «مقبرة الممهدين»، وثالثة في كربلاء ايضاً باسم «مقبرة الغرباء»، وتضم الجثث المجهولة الهوية التي يعثر عليها يومياً وتضيق بها مشرحة بغداد!!!
ففي حين يتباهى المهندسون في دول العالم بإنشاء تصاميم بيوت المستقبل ويستغلون كل متر مربع لكثرة التعداد السكاني ، يتباهى عندنا حفارون القبور والذين أثرو من كثرة الضحايا وهم الوحيدين الذين يعملون ليلا ونهارا بدون كلل او ملل بدأوا ينافسون مهندسين العالم بأنهم هم ايضا اصبحوا يبتكرون طرق لبناء طوابق من القبور من كثرة الوافدين على اراضيها واستغلال كل متر مربع منها وهذه كلها طبعا من خيرات الحكومة الحالية التي تساند حارث الضاري في مكة المكرمة والذي يطالب بحقن الدماء العراقية التي هو من أهدرها وأزهق أرواحها ويطالب الان بإطلاق سراح المجرمين من السجون الذين يتحركون بمباركته بدون اي خجل وحياء ولا حتى ادنى مثقال من الضمير الأنساني ، ويبارك له اصحاب الطوائف الاخرى ويطبل له ملك المملكة العربية السعودية بإعتباره مسلم يطالب بحقن دماء العراقيين ، وكأننا نسينا سكوته كل هذه السنوات على مجازر البعثيين والارهابيين ، ونسينا مأسي مخيم رفحاء والتي راح ضحيتها الكثير من العراقيين ، ومع صريخ الضاري في المملكة العربية السعودية بوقف اطلاق النار ، نسمع صوت السيد جلال الطالباني يهاجم الضاري باعتباره يهاجم شخصيات مناضلة ناضلت ضد الظلم والطغيان ايام البعث ومن ثم اختاره الشعب رئيسا للعراق كما يردد دائما !!وكأننا نسينا قبلات الطالباني لوجنات السجين صدام واحداث بشتاشان التي راحت ضحيتها مجموعة من خيرة شباب العراق ومناضليه.
فأي نضال ايها الرئيس المناضل ! واي شعب تتكلم عنه ومن اختارك لتكون ممثلا للشعب العراقي ، لولا سكوت المفوضيه العليا للإنتخابات على عمليات التزوير التي إعترفت المفوضية بها لاحقا ، وباركها الامريكان مسبقا لتكون مرشحا للرئاسة وفقا للمحاصصة الطائفية حتى وقبل الانتخابات، فيا سادة ياكرام ، الشعب العراقي يعرف من أنتم ويعرف تاريخ كل واحد منكم ولكنه اصبح مابين (حانه ومانه) فأتركوا العراق لابنائه الشرفاء وإجلسوا في بيوتكم وعيشوا مع كل ماتحملوه من عقد دينية وطائفية وعنصرية واتركوا العراق وأهله المخلصين ليعيشوا تحت ظل شعاع الأنسانية والمحبة والسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة